خصوصية المستخدمين وفوضى الأخبار.. تحديات لزوكربيرغ قبل دخول الـ”ميتافيرس”

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/07 الساعة 11:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/07 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك/ رويترز

مع تغيير اسمها إلى "ميتا"، تحاول الشركة المعروفة سابقاً باسم "فيسبوك" إلغاء ما أطلق عليه بعض الموظفين "ضريبة العلامة التجارية" على تطبيقات مثل إنستغرام  و"ماسنجر" و"واتساب".
"ميتافيرس" هي الكلمة الطنانة الجديدة بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك  مارك زوكربيرغ أنه سيغير اسم شركته إلى "ميتا". وينظر إلى هذا على أنه محاولة من زوكربيرغ لتغيير علامته التجارية وسط تصاعد الجدل وتراجع شعبيته.
ويتقدم زوكربيرغ في هذا المسار بشكل كبير، لأن الجيل القادم من الإنترنت سيكون جزءاً كبيراً من الاقتصاد الرقمي. وفي مقطع فيديو نشرته بوابة الصحافة الإلكترونية The Recount، يتحدث زوكربيرغ عن مفهوم العالم الافتراضي لـ "ميتافيرس" وهدفه الرئيسي، وهو "التواصل مع الناس".
ومع ذلك، فإن رحلة فيسبوك  من منصة بسيطة عبر الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء إلى عملاق وسائل التواصل الاجتماعي قد شابها الكثير من الانتقادات والجدل. ونظراً لكونها قوة مؤثرة رئيسية مع أكثر من 2 مليار مستخدم، فقد حصلت على نصيبها من كوابيس العلاقات العامة والنقد الأخلاقي. وكذا نصيبها من إلقاء اللوم على نشر أخبار مزيفة ساهمت في صعود دونالد ترامب إلى قمة هرم السلطة في الولايات المتحدة وإلى استقطاب سياسي حاد بين الناخبين الأمريكيين. ناهيك عن مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين واستخدام معلوماتهم الشخصية دون استئذانهم، كما تعرضت شركة "فيسبوك" لحملات مكافحة الاحتكار.

وجاء رد الفعل الأخير بعد أن اتهمت الموظفة السابقة بفيسبوك "فرانسيس هاوغين" منصات فيسبوك بإيذاء الأطفال والتحريض على العنف السياسي بعد نسخ وثائق بحثية داخلية وتسليمها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. وأظهرت هذه الوثائق كيف أعطى فيسبوك الأولوية للأرباح على السلامة النفسية والجسدية للمستخدمين وأخفى أبحاثه الخاصة عن المستثمرين والجمهور. 
فيما يلي نلقي نظرة على ثلاث قضايا رئيسية شهدها فيسبوك منذ إطلاقه في عام 2004.

متاعب الإبلاغ عن المخالفات


تلك هي أكبر أزمة يشهدها فيسبوك منذ فضيحة بيانات "كامبريدج أناليتيكا" في عام 2018. خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، تعرض موقع التواصل الاجتماعي لانتقادات شديدة حيث إن الوثائق المسربة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تشير إلى أن الشركة كانت على دراية بالتأثير السلبي الذي تسببه منتجاتها.
وكشفت فرانسيس هاوغين، مديرة المنتج الرئيسية السابقة في فريق المعلومات المضللة المدنية عن نفسها، أنها المُبلغ عن المخالفات وراء تسريب المستندات. واضطرت الشركة إلى التوقف عن العمل على التطوير تطبيق "إنستغرام للأطفال" وسط الجدل. كما أظهرت البيانات المسربة التأثير السلبي الذي أحدثه إنستغرام على الأطفال، وخاصة قبل سن المراهقة، مع عدم قيام الشركة بأي شيء لوقف هذا المحتوى أو حتى تصفيته. 

خصوصية المستخدمين


يخضع فيسبوك بالفعل لتدقيق شديد بسبب المخاوف من تقاعسه عن العمل ضد انتشار المعلومات المضللة وسوء استخدام بيانات المستخدمين. وواجه فيسبوك صعوبة في عام 2018 مع فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي تثير مخاوف بشأن خصوصية البيانات، وبعد ذلك اضطر زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب. ووجد أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" لديها بيانات عن 87 مليون مستخدم على فيسبوك، والتي جمعتها من خلال تطبيق اختبار الشخصية. وتم استخدام البيانات للتلاعب بالانتخابات الأمريكية وتصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة.
وحدث هذا بعد أن أجرت الشركة تغييرات على خوارزمية آخر الأخبار، مما جعل المحتوى على فيسبوك أكثر استقطاباً وانقساماً. ويُقال أيضاً إن زوكربيرغ قاوم التغييرات التي أوصى بها محللو البيانات بالشكرة، حتى لا يقلل من تفاعل مستخدمي فيسبوك.

فوضى الأخبار


في عام 2016، فتحت فيسبوك جدلاً فيما يتعلق بالأخبار المزيفة. كما أصبح الفيسبوك على نحو متزايد منصة يحصل منها الأشخاص على "أخبارهم"، فقد تم اتهام قسم الموضوعات الرائجة بالرقابة على "الأخبار المحافظة". ووفقا لمقال نشرته first post، قال بعض الموظفين السابقين إن القسم الرائج لم يظهر في الواقع أي أخبار، وأن المحتوى تم تنظيمه من قِبَل الشركة. وفي عام 2017، اتُهم فيسبوك أيضاً بدعم التطهير العرقي في ميانمار بعد وصف الروهينغا بأنهم "منظمة خطيرة" وهم الذين يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ألطاف موتي
باحث اقتصادي باكستاني
عضو اللجنة الدائمة للمسؤولية الاجتماعية للشركات، واتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستانية كراتشي، باكستان. باحث سياسي واقتصادي، ومستشار الهيئات التجارية الحكومية وغير الحكومية، ورئيس شبكة التعليم في باكستان.
تحميل المزيد