لماذا تغيير المدرب في برشلونة لا يكفي؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/04 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/04 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
الحالة النفسية والبدنية للاعبي برشلونة ليست على ما يرام كذلك/ رويترز

كانت مسألة وقت فقط، وبدا أن نادي برشلونة وأسطورته تشافي هيرنانديز (مدرب نادي السد القطري الحالي) قد قررا أن الوقت قد حان الآن.

قلة من لاعبي كرة القدم تم تصنيفهم على أنهم سيكونون المدربين المقبلين لنواديهم مراراً وتكراراً، مثل تشافي، ولسبب وجيه: كان تشافي فيلسوفاً كروياً حقيقياً.

اتبع الأسطورة الإسبانية تشافي هيرنانديز خُطى مدربه السابق في نادي برشلونة بيب غوارديولا، أيضاً مساعد غوارديولا السابق ميكيل أرتيتا، ومثل زميل تشافي القديم في منتخب إسبانيا تشابي ألونسو (أسطورة نادي ليفربول وريال مدريد)، كان ذكاء تشافي هو الشيء الذي جعله لاعباً من الدرجة الأولى، وبدا دائماً أنه مصمم على استخدام مهاراته في التدريب أيضاً.

على أرض الملعب، كان لاعباً ذكياً بشكل ملحوظ، كان قادراً على فهم المعركة التكتيكية التي تدور حوله، وإيجاد مساحة داخلها وإخراج الخصوم من مراكزهم. لقد كان محدوداً بدنياً، ولكن من الناحية الفنية ركز على القيام بالأشياء الأساسية بشكل جيد، وقد أصبح لاعب خط الوسط السابق الأكثر فاعلية في العالم بسبب عقله الكروي.

بعيداً عن الملعب، شعر أسطورة النادي تشافي هيرنانديز بأنه قادر على تحدي القرارات التكتيكية لمديريه، حيث قدم التماسات متكررة لمدرب منتخب إسبانيا السابق "فيسنتي ديل بوسكي" (الفائز بكأس العالم 2010 واثنين من بطولة كأس الأمم الأوروبية مع الجيل الذهبي للمنتخب الإسباني). وقد أقنع المدرب السابق للمنتخب الإسباني بتغيير خطة المنتخب وقتها وقد شاهد الجميع تطوراً ملحوظاً حينها.

ما يجعل مهمة تشافي هيرنانديز صعبة، بالنسبة لشخص لديه طموحات سامية كمدرب، هو تأثيره الكبير كلاعب في السابق مع منتخب إسبانيا ونادي برشلونة.

بالعودة إلى عام 2008، كانت لديه صفات كثيرة ميزت تطوره ليصبح أحد أعظم لاعبي كرة القدم في أوروبا بلا جدال. وبما أنه أسطورة من الأساطير التاريخيين في النادي، فإن جماهير نادي برشلونة تعلق آمالها على المدرب الإسباني بسبب رغبته في تدريب الفريق لإعادته إلى مكانه الصحيح.

بعد ثلاثة عشر عاماً، أصبح من الصعب علينا التعرف على كرة القدم التي يقدمها نادي برشلونة الآن بعد تلك الأيام الخوالي. بشكل عام، بالطريقة التي لعبت بها إسبانيا وبرشلونة، كان تشافي اللاعب الأكثر نفوذاً في تلك الموجة من كرة القدم القائمة على الاستحواذ، وبالتالي فإن أسلوبه التدريبي سيبرز بشكل أقرب إلى أسلوب غوارديولا في عام 2008.

أمضى تشافي هيرنانديز، البالغ من العمر 41 عاماً، العامين الماضيين في تدريب نادي السد في دوري نجوم قطر، بعد أن أمضى أربع سنوات مع هذا النادي كلاعب بينما كان يستعد للتدريب. لقد حقق نجاحات كبيرة، فقد فاز باللقب المحلي الموسم الماضي دون هزيمة، على الرغم من أن الاختبار الحقيقي كان أسلوب السد وليس نتائجه.

قال هايمير هالجريمسون، المدرب السابق لنادي العربي القطري، لصحيفة أتليتيك في وقت سابق من هذا العام: "ما اكتسبه هنا هو الشيء الوحيد الذي افتقده. من حيث الفلسفة وأسلوب اللعب، ربما كان جاهزاً قبل أن يبدأ هنا. لكنه اتخذ الخطوة الصحيحة للتعلم في قطر. في التدريب، لا تعرف أبداً متى تكون جاهزاً. عليك فقط القفز".

لكن بالرغم من كل هذا، لماذا تغيير المدرب في برشلونة لا يكفي؟

بالطبع كان ملحوظاً أن المدرب رونالد كومان الذي أُقيل من تدريب النادي الكتالوني منذ فترةٍ وجيزة لم يكن لديه بصمة إضافية يقدمها للفريق وقد حان وقت رحيله بالفعل.

لكن المشكلة الكبيرة لا تكمن في المدرب فقط، هناك الكثير من الأشياء يجب أن يتم إصلاحها في الفريق، بعيداً عن الحالة المادية الكارثية لدى النادي، فإن مشاكل الفريق من الناحية الرياضية كثيرة أيضاً.

مشكلة الفريق نفسية قبل كل شيء، حالة اللاعبين أصبحت كارثية، على مدار السنوات الماضية رأينا أداء اللاعبين في المباريات الكبيرة، مثل مباراة روما في دور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا في موسم 2017/2018، عندما انتصر النادي الإيطالي على برشلونة بنتيجة 3-0 في مباراة مجنونة.

ومباراة ليفربول على ملعب الأنفيلد في الموسم التالي من نفس البطولة التي انتهت بنتيجة 4-0 للنادي الإنجليزي بعد أن انتصر برشلونة في مباراة الذهاب على ملعب الكامب نو بنتيجة 3-0.

وأخيراً كارثة لشبونة في موسم 2020/2021، مباراة بايرن ميونيخ الألماني ضد برشلونة التي انتهت بنتيجة ساحقة وتاريخية لصالح النادي البافاري عندما انتصر بنتيجة 8-2 التاريخية.

مشكلة أخرى في الفريق هي الحالة البدنية التي نشاهدها كل موسم في الفريق، لم نصل إلى نصف الموسم بعد، انظر إلى الحالة البدنية لدى لاعبي الفريق، نراهم وكأنهم يلعبون في نهاية الموسم. يجب الاعتماد على طاقم طبي محترف يتابع حالة اللاعبين على مدار الموسم من أجل حل تلك المشكلة.

أيضاً نشاهد التقصير من "الأبقار المقدسة" للنادي، قائد الفريق سيرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وجوردي ألبا.. إلخ.. المنعوتين بهذا اللقب من الصحافة الإسبانية بسبب الدعم الذي يتلقونه من النادي بعد كل كارثة تحدث في أي مباراة.

لكن الآن الوضع مختلف، وجميعنا نسأل نفس السؤال: إذا حدثت كارثة أخرى تحت قيادة تشافي هيرنانديز، من سيدفع الثمن؟ أسطورة النادي أم أخيراً سيتم الوقوف أمام الأبقار المقدسة هذه المرة؟

سيواجه تشافي هيرنانديز تحديات صعبة وكثيرة في ولايته القادمة، وأكبر تحدٍّ هو إعادة إحياء الفريق بعد سنواتٍ عجاف بدون الأسطورة وأفضل لاعب في تاريخ النادي "ليونيل ميسي".

ينتظر الجميع الآن مشاهدة فريق برشلونة تحت قيادة تشافي وما يمكن أن يقدمه أسطورة خط الوسط لنادي حياته، في الفترة القادمة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد وليد
كاتب ومحرر رياضي مهتم بالكرة الأوروبية والعالمية
كاتب ومحرر رياضي مهتم بالكرة الأوروبية والعالمية
تحميل المزيد