أكتب لأتنفس.. لماذا أكتب؟ (1)

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/25 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/25 الساعة 13:31 بتوقيت غرينتش

لماذا أكتب؟
هكذا حدثتني نفسي ذات صباح.. لماذا أقوم بذلك هل هو من صميم عملي أم أنني ما زلت لا أعلم لماذا أقوم حقاً بذلك؟ 

لا أخفيكم سراً، لم أتوقف عند السؤال كثيراً ليس لأنني لا أعلم الإجابه، بل لأنني لا أريد أن أعرف السبب الحقيقي وراء ذلك، فلا أريد أن أصنّف الكتابة تحت أي بند من البنود سوى بند واحد هو أن الكتابة هي "عشقي".

ألا يكفي ذلك؟

لن أحدثكم عن طفولتي التي مُلِئت بالمذكرات والقصص التي كتبتها هنا وهناك لأن ذلك لم يحدث، ولن أتكلم عن مراهقتي التي اكتشفني بها أحد معلّمي وقدمني في الإذاعة المدرسية وتم تكريمي من قِبَل إدارة المدرسة، لأن ذلك لم يحدث.

ولن أسرد لكم تفاصيل ذلك اليوم المميز عندما حصدت جوائز الجمهورية في القصة القصيرة، لأن ذلك أيضاً لم يحدث.

كل ما حدث هو أنني اكتشفت دون قصد منّي منذ عدة سنوات ليست بالكثيرة، وجدت الكتابة تسحبني معها وتشدني إلى عالمها، لم أكن أعلم أنني سأستمتع إلى هذا الحد.

شعورك وأنت تسبح في فضاء يسيطر عليك ويجذبك إليه وينزعك نزعاً من جاذبية الأرض لك إلى سحره وقوانينه قد لا تعلم عنها شيئاً سوى أنك تستمتع فقط بترك يديك إليه ودون أدنى مقاومة منك.

نعم، لم أكن أكتب تأدية لواجب أو إنهاءً لعمل ما بل إنني أكتب فقط "لأتنفس".

هكذا كنت أشعر دوماً عندما تصيبني تلك الآلام المبرحة، آلام المخاض المتعسر، آلام لم أجد لها شبيهاً حتى آلام ولادتي لأبنائي لا تقارن بتلك الآلام.

لأن ألم الولادة قد يكون لحظياً أو وقتياً، لكن تلك الآلام ما تلبث أن تتجدد معك كل يوم ما دامت الفكرة مسيطرة على رأسك وكأنها قامت باحتلالك وأقسمت على عدم تركك.

ألم ممزوج بفرحة عارمة عندما تجد وليدك بين يديك، ذاك الألم الذي لم تعد تذكره عندما يتنفس وليدك ويظهر إلى الحياة من جديد.

ومن ثَم تتنفس أنت وكأنك كنت تحبس أنفاسك في كل مرة يحاول قلمك أن يخطّ شيئاً ويتعثر مئات المرات حتى يصرخ في النهاية "وجدتها".

نعم أتنفس وأنا أكتب أو أكتب كي أتنفس.. كي أشعر بالحياة.. كي أتحدث إلى ذكرياتي.. أصف مشاعر عشتها أو لم أعشها، لكنني أصبحت أجيد تقمص دور البطل حتى أجدني أرسم شعوره الذي لم أعشه في نفس الموقف أو أنني قد عشته في مكان وزمان مختلفين.

أكتب كي أواسي الضعيف وأربت على قلبه، كي أعطي وأعطي وأعطي، لأن عطائي ما هو إلا أخذ وتغذية لروحي.

أكتب كي أعيشك وأعيشها وأعيشه.

أكتب كي تسمو روحي التي لم تعد كما كانت مذ عشقت رائحة الحروف وملمس الكلمات.

في هذه الحلقات، سأستعرض معكم تجربتي المتواضعة مع الكتابة مع بعض النصائح البسيطة التي قد تفيدك في الكتابة إذا كنت من عشاقها.

حتى ألقاكم في الحلقة القادمة.. لكم منِّي كل الحب.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

فاطمة المهدي
كاتبة ومستشارة أسرية
كاتبة ومستشارة أسرية
تحميل المزيد