انتصر مانشستر يونايتد على نادي أتلانتا الإيطالي بنتيجة 3-2 في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا بعد أن كان متأخراً بهدفين، ليعزز الشياطين الحمر حظوظهم في التأهل إلى الأدوار الإقصائية من البطولة الأوروبية الأعرق.
وهو انتصار مهم بالنسبة لمدرب الفريق "أولي جونر سولشاير" ولكن..
الأداء غير مطمئن بالمرة، في جميع المباريات من بداية الموسم وليس فقط في مباراة أتلانتا، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إنقاذ سولشاير في آخر الدقائق، لقد حدث هذا السيناريو أكثر من مرة هذا الموسم.
في حديث أسطورة مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا "بول سكولز"، عقب مباراة اليونايتد وأتلانتا، قال: "الفريق عاد بطريقة رائعة؟ إن كنت ترى أنها رائعة فالعب هكذا ضد ليفربول وسنرى إن كان هذا رائعاً". (يذكر أن مباراة مانشستر يونايتد القادمة ستكون أمام ليفربول في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز).
وأكمل الأسطورة سكولز حديثه قائلاً: "الكل سعيد، الكل يبتسم، إن كان الفوز رائعاً بهذه الطريقة فالعب ضد ليفربول بنفس الأسلوب وسنرى ما سيحدث. أتصوّر أن يورغن كلوب (مدرب ليفربول) يتابع المباراة في بيته ويفرك يديه [سعيداً بوضع يونايتد]".
كما هو الواضح فالنتائج والأداء غير مطمئنين أبداً. ويبقى السؤال هو: لماذا لم يرحل سولشاير عن مانشستر يونايتد حتى الآن؟
قضية سولشاير هي المقارنة بالمدربين توماس توخيل (مدرب تشيلسي)، وبيب جوارديولا (مدرب مانشستر سيتي)، ويورغن كلوب (مدرب ليفربول)؛ ينظر مشجعو مانشستر يونايتد إلى هؤلاء المدربين الثلاثة، والألقاب التي فازوا بها، وسيرتهم الذاتية للفوز بالبطولات الكبيرة وبالطبع فوزهم بدوري أبطال أوروبا.
مع كل الاحترام لسولشاير، لقد أتى من كارديف سيتي ومولد (الفرق التي دربها في السابق)، وبالتأكيد لم تكن تجاربه السابقة نفس التجربة وهو يدير فريقاً في مكانة مانشستر يونايتد وليس لدى النادي مدير يندرج في فئة تلك الأندية.
مانشستر يونايتد لديه تشكيلة لاعبين يمكنها التنافس مع كبار الفرق، أهمهم الحارس الإسباني دافيد دي خيا المتألق هذا الموسم والبرتغالي برونو فيرنانديز الذي هو الآن من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، والأنيق الفرنسي بول بوغبا، وبالتأكيد الأسطورة البرتغالية اللاعب الحاسم كريستيانو رونالدو. بالرغم من هذا كله، فإنهم ليسوا بالفريق المخيف أمام المنافسين.
ما سبب تراجع "مانشستر سولشاير"؟
واضح أن سولشاير لديه تأثير كبير على لاعبي فريقه من الناحية النفسية، والدليل هو ما نشاهده على لاعبي المان يونايتد عندما يكونون متأخرين في النتيجة في الشوط الأول بمباريات كثيرة، ثم يدخل الفريق في الشوط الثاني وكأنه فريق مختلف تماماً ويلعب بحماس ويعود في النتيجة.
حدث هذا في مباريات كثيرة هذا الموسم، منها مباراة ويست هام يونايتد ومانشستر يونايتد في بطولة الدوري الممتاز عندما كان الشياطين الحمر متأخرين في النتيجة وقلبوا الطاولة في النهاية، وأيضاً مباراة اليونايتد ضد نادي فياريال الإسباني في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا عندما قلبوا تأخرهم في آخر الدقائق. وكما حدث في مباراتهم الأخيرة أمام نادي أتلانتا الإيطالي. هذا يوضح دور المدرب أولي سولشاير في تأثيره على لاعبي المانيو ودعمه لهم من الناحية النفسية.
لكن بالتأكيد هذا لا يكفي، ليس هذا ما سيجلب الانتصار دائماً. يفتقر سولشاير إلى الخبرة التكتيكية وهذا واضح تماماً عندما يواجه مدربين تكتيكيين من مستوى عالٍ، مثل يورغن كلوب، أو بيب جوارديولا. وهنا تتضح الفروق بين مدربين من مستوى عالٍ ومدربين من مستوى متوسط.
ربما يكون سبب استمرار سولشاير كمدرب لليونايتد هو صبر جماهير ملعب "الأولد ترافورد" عليه، كما رأينا في مباراة الفريق أمام أتلانتا، كانت الجماهير في ملعب المانيو تصفق له وتدعمه قبل المباراة.
وقد يكون هذا الصبر من الجماهير بسبب احترامهم له؛ لأنه أسطورة من أساطير ناديهم. وليس هناك ضغط إعلامي كبير عليه، إلا وقت الخسارة. لكن السؤال: إلى متى يستمر هذا الصبر؟ ومتى قد تنفجر الجماهير والإعلام في وجه سولشاير؟ وهذا سيجبر إدارة مانشستر يونايتد حينها على اتخاذ قرارات صارمة ضد المدرب.
بالتأكيد ستكون المباراة القادمة أمام ليفربول هي الأهم بالنسبة لسولشاير؛ لأن الجميع يعرف أن الجماهير وإعلام مانشستر يونايتد قد يتحملون أي شيء إلا الخسارة من الغريم الأزلي ليفربول. ستحسم موقعة يوم الأحد المقبل الكثير من الأشياء في مستقبل سولشاير؛ إما أن يعيد الثقة إليه من جماهير فريقه وإعلامه، أو يشعل النار في مستقبله من جديد.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.