أصبح نيوكاسل يونايتد أغنى نادٍ في العالم بعد اكتمال صفقة الاستحواذ عليه من قِبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ووفق العديد من التقارير فإن ملاك النادي الجدد لديهم خارطة طريق واضحة، لضمان أن يصبحوا النادي الأكثر نجاحاً والذي يتوقعه الجميع في العقد القادم.
وبالنظر إلى تجربة نادي مانشستر سيتي المملوك لمجموعة أبوظبي المتحدة، فإن النجاح الذي يصبو إليه ملاك نيوكاسل يونايتد من الممكن تكراره، لكن هناك عدد من العوامل اللازم توافرها لنجاح التجربة السعودية في الملاعب الإنجليزية.
تغيير العقلية
وفقاً لمدير العمليات السابق في نادي مانشستر سيتي مايك ريج، الذي كان وراء استقطاب العديد من اللاعبين الذين نهضوا بالنادي وحولوه من فريق يهرب من شبح الهبوط إلى فريق ينافس على الألقاب، فإن الرئيس التنفيذي الجديد آنذاك خلدون المبارك قد غير قواعد النادي وعقليته بشكل مباشر بمجرد إتمام صفقة الاستحواذ.
حيث ذكر أن الرئيس التنفيذي جاء ذات يوم إلى ملعب التدريبات في "كارينجتون" ولم تعجبه حالته، فقام بتغييره وتحديثه في غضون 10 أيام فقط.
وهذا ما يحتاج إليه نادي نيوكاسل يونايتد الذي يعاني من تآكل المنشآت وضعف البنية التحتية.
تحويل فريق عادي وإن كان عريقاً إلى فريق ينافس عمالقة الزمن الحالي على اللقب مثل تشيلسي أو مانشستر سيتي أو ليفربول، يتطلب ليس فقط الإنفاق على صفقات اللاعبين وجلب أكبر المدربين، بل يتطلب تطوير البنية التحتية للنادي.
بالإضافة إلى ذلك عدم الاعتماد فقط على وكلاء اللاعبين، بل يجب على الملاك الجدد إنشاء فريق من الكشافين أصحاب الخبرة، يعملون تحت إمرة مدير رياضي متمرس، للانتشار في كل الدوريات الأوروبية والعالمية، للبحث عن المواهب واستقطابهم للنادي.
تجنب الباحثين عن الأموال فقط
بكل تأكيد يبحث كل لاعب عن مصلحته المالية عند الانتقال إلى أي ناد آخر، خاصة إذا كان من أندية النخبة، ومع وضع ذلك في الاعتبار فإن تجنب اللاعبين الذين يبحثون عن المال فقط، وخاصة المتقدمين في العمر وإن كانوا نجوماً، أمر ليس مفيداً على المدى الطويل.
إيمان اللاعب بالهدف من وجوده في النادي نصف الطريق إلى النجاح، بالإضافة إلى ذلك يجب على ملاك النادي وضع حد أعلى للرواتب، يجب أن يكون أساس التفاوض مع أي لاعب مهما كانت نجوميته.
عدم تدخل الإدارة كثيراً والثقة بالموظفين
وفقاً لميك ريج، فإن الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي لم يتدخل في عملهم كثيراً، ولم يتدخلوا في أي وقت فيمن سيلعب، وفي المقابل وفقاً لمدير العمليات السابق كان عليهم أن يؤدوا دورهم، وهذا ما يمثله المثل العربي الشهير (اترك العيش لخبازه).
ومن هذا المنطلق من المهم أن يُترك اللاعبون للمدرب، وأمر توصية باللاعبين المرشحين للقدوم لكبير الكشافين، وأمر اختيار اللاعب النجم الذي يكون واجهة النادي لمدير التسويق وهكذا، وببساطة يجب ترك الملاك الموظفين، ليؤدوا أدوارهم وفق اختصاصاتهم وما يجيدونه فعلاً.
الاستعداد للتحديات ووضع استراتيجية واضحة
من المهم للغاية أن يستعد الجميع في النادي من الملاك الجدد إلى أصغر موظف إلى التحديات التي ستوجد مع مرور الأيام والسنوات، فالأمر الواضح الذي يجب على الجميع الإيمان به أن الأمور لن تكون دائماً سهلة على النادي، حيث تكون هناك مشاكل، ويجب أن يكون الجميع مستعدين لها.
حيث من المتوقع أن تنشأ مشكلات سواء من لاعب مشاكس إلى مدير فني عنيد إلى جمهور في المدرجات وخلف الشاشات يطلق صافرات الاستهجان في كل لعبة أو قرار، ومن هنا لا يتعين على ملاك النادي التركيز على محاولة الفوز بالدوري الممتاز بين عشية وضحاها، حيث إنهم بحاجة إلى الاستثمار والوقت والخطة، ونتيجة لذلك يتعين عليهم المضي خطوة بخطوة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.