The Great Hack.. هكذا يمكن لفيسبوك تغيير مصير العالم!

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/16 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/16 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
البوستر الرسمي لفيلم The Great Hack/ موقع شبكة Netflix

The Great Hack.. "الاختراق العظيم"

في أحد الأيام كنت تحادث أحد أصدقائك حول شيء ما، وبمجرد انتهاء حديثكما، قرّرت أن تتصفح حسابك على الفيسبوك لبعض الوقت، ففوجئت بظهور إعلانات مرتبطة بذلك الشيء الذي كنت تتحدث عنه، ولا تدري كيف استطاعت خوارزميات الفيسبوك الحصول على المعلومات التي تضمّنها حديثك فقط لتقوم بإظهار الإعلان لك، رغم كونك لم تذكره قط على الإنترنت.

في الغالب تكرَّر هذا الموقف الغريب مع معظم مستخدمي الإنترنت إن لم يكن كلهم، وبالرغم من كون الموقف ككل غرائبياً ومخيفاً، فإنه ليس غريباً بتلك الدرجة، ومع ذلك هو بالفعل مخيف جداً.

في عصر العولمة والمعلوماتية تندثر مصادر الثروة القديمة كالبترول والوقود والذهب، وتظهر مصادر جديدة للثروة، وأهم وأكبر هذه المصادر هي المعلومات، وحول ذلك المصدر تحدث ملايين الصراعات اليومية، بواسطة الشركات المعلوماتية العالمية أو ما نسميها بشركات وادي السيليكون، وتدور هذه الصراعات حول معلومات الأفراد من مستخدمي الإنترنت، ويمكن أن تمتد هذه الحروب حتى تمسّ سياسات دول ونتائج انتخابات والتأثير على الرأي العام.

فتتحول المعلومات من مصدر للثروة والمال فقط إلى مفتاح للتحكم بالبشر.

The Great Hack.. الفيلم الذي أرعبني!

في عام 2019، صدر الفيلم الوثائقي "الاختراق العظيم" أو "The Great Hack" ليقدم للمشاهد العادي، ومستخدم الإنترنت اليومي، لمحةً عن الجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي، وعن الحرب التي تدور في الخفاء بعيداً عنك، ولكن غنيمة تلك الحرب هي أنت.

يقصّ علينا The Great Hack التحقيق الذي حدث حول فضيحة موقع الفيسبوك وشركة كامبريدج أناليتكا، حيث استخدمت الأخيرة معلومات ملاييين الأفراد المستخدمين لموقع الفيسبوك دون موافقتهم، للتأثير على سير انتخابات 2016 في الولايات المتحدة.

في البداية كانت شركة كامبريدج أناليتكا شركة خاصة بتحليل المعلومات والبيانات الضخمة، وكان من المفترض أن يتم استخدام تلك المعلومات في تكوين استراتيجيات الدعاية والإعلان، وكذلك الاقتراب من الشريحة المستهدفة بشكل شخصي.

في عام 2015 قال هاري دافييس، الصحفي في الغارديان، إن الشركة كانت تقوم "بحصد" بيانات الملايين من مستخدمي الفيسبوك بطرق غير شرعية وبدون موافقتهم، ثم تقوم الشركة بعد ذلك باستخدام معلوماتهم تلك لحساب السيناتور الأمريكي تيد كروز، كي تقوم بالتأثير على الرأي العام ومجرى الانتخابات باستخدام أساليب التحليل النفسي وعلم النفس الجمعي، مستغلةً المعلومات الخصوصية لضحايا عملية "الحصاد" تلك.

ومع ذلك كان رد فيسبوك بأنه يسمع هذا الحديث للمرة الأولى، وسيقوم بالتحقيق دون تعليق، ولكن في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، قامت الصحفية كارول كادوالر بالتعاون مع بريتاني كايسر، التي عملت سابقاً في شركة كامبريدج أنالتيكا، بفضح كل شيء ونشر الحقيقة للصحف والرأي العام، والتي أكدت أن ما قاله الصحفي هادري دافييس صحيح مئة بالمئة.

وكانت تلك فضيحة كبرى، حتى إن مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، اضطر للشهادة أمام الكونغرس الأمريكي.

وهكذا يأخذنا The Great Hack في رحلة مرعبة عبر تلك الحرب السرية التي تتم حولك كمستخدم إنترنت، وكيف تقوم شركات الإنترنت الكبرى باستخدام معلوماتك الشخصية في التأثير على الرأي العام العالمي، بل وتقوم أحياناً ببيعها، وبالتالي تحويلك أنت لمصدر مال لا ينضب، وأنت لا تعلم شيئاً عما يحدث.

هكذا ستكتشف الأمر بمجرد انتهائك من المشاهدة، أنت لست سوى حقيبة من المعلومات، ويمكن لأي موقع تواصل اجتماعي، أو أي شركة إنترنت، أو لعبة صغيرة تقوم بلعبها على هاتفك الجوال بيعك لمن يدفع أكثر، والذي يقوم بدوره باستغلالك عن طريق وسائل علم النفس، دون علم أو موافقة منك.

فتتأكد بعد The Great Hack أنك لست سوى الفريسة البلهاء هنا، وما يحدث هو صراع المفترسين حول تلك الفريسة.

وفي النهاية إن نال The Great Hack إعجابك حقاً يمكنني تقديم بعض الأسماء المماثلة لأفلام ستشكف لك عن الجانب المظلم للإنترنت، والتي بالتأكيد ستتركك في حالة من الذهول.

يمكنك مشاهدة هذه الأفلام:

1-   The Social Dilemma

2-   Hot Girls Wanted

3-   Citizenfour

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد جمال فرانك
روائي مصري وكاتب متخصص في السينما
روائي مصري وكاتب متخصص في السينما، من مواليد محافظة الدقهلية عام 1996، صدر لي: رواية صلوات العبيد، وكتاب كريبي باستا، وكتاب المسكوت عنه في سينما الرعب.
تحميل المزيد