لم يعد برشلونة بعد ميسي مثل برشلونة قبل رحيله، تزامناً مع المشاكل المتفاقمة التي كان ميسي أحد أعراضها. ودعونا نشرح بشكل إجمالي في هذا المقال "المشكلات" التي يعاني منها برشلونة.
إذ المشكلة الكبرى ليست في الفريق، بل في النادي، الوضع الاقتصادي أخطر بكثير من الوضع الرياضي، يجب أن نعطي الأولوية لإعادة إعمار الكيان قبل التفكير في التوقيعات الجديدة، لأنه من الضروري إعداد خطة مالية توفر الاستقرار والاستدامة في النادي.
هذا هو الاستنتاج الذي يمكننا كمشجعين التوصل إليه من مؤتمر فيران ريفرتر (الرئيس التنفيذي لنادي برشلونة). فالتراث الذي تركه جوزيب ماريا بارتميو (رئيس برشلونة السابق) مدمر، لدرجة أنه لا يسمح بأحلام مستحيلة. أول شيء هو فرض النظام في النادي، والاعتراف بأن النتائج الرياضية للموسم ستتميز بالميراث المتسلّم، من خلال حالة الإفلاس التي خلفها مجلس إدارة بارتوميو.
من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن تلمس قدماك الأرض، الحقيقة قاسية ومريرة، والتوقعات محدودة، والمستقبل معقد، عليك أن تنسى الفوز بدوري أبطال أوروبا، أو التعاقد مع نجوم بمليارات؛ فالنادي في وضع سيئ جداً اقتصادياً، وهذا يؤثر على النادي بالسلب من جميع النواحي.
علينا بالصبر، حتى يومنا هذا لا يستطيع برشلونة المنافسة على أعلى مستوى، وهذه حقيقة محزنة.
سرقت محفظتنا دون أن نعرف أننا كسرنا، وبالتالي سيكون النادي في أيدي البنوك لعدة سنوات، فتح المدير العام لبرشلونة، فيران ريفرتر، عيون الجميع بأشعة سينية تظهر نادياً عارياً يتحدث اقتصادياً، وتوضح صورة الواقع بعض قرارات المجلس الحالي.
واتضح الآن أن رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي وكأنه كان قراراً اقتصادياً اضطرارياً. كانت تضحية أساسية لتخفيض فاتورة الأجور في النادي لاستقرار الوضع الاقتصادي، وإلا فإن التوقيعات الجديدة التي وصلت هذا الموسم مع الخسارة في الجيب لا يمكن تسجيلها. لا يمكنك أن تكون فقيراً وتريد أن تعيش مثل رجل ثري.
ولفترة طويلة، كانت تمتد ذراعه أكثر من كمه، يجب علينا تحمل العواقب لأفعال الإدارة السابقة في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، لقد تفاخرنا بكوننا النادي صاحب أعلى معدل فواتير في العالم، والآن نحن أصحاب أكبر ديون، نتاج متدهور لقرارات سيئة وسوء إدارة وانعدام السيطرة، يبدو وكأنه سيناريو فيلم رعب.
من هنا تبدأ مرحلة جديدة بفريق إداري قوي على استعداد لإصلاح الوضع وبناء مستقبل مشرق، تنفس جوان لابورتا بسبب مؤتمر الرئيس التنفيذي ريفرتر، الذي أوضح فيه حالة النادي.
إن حماس الرئيس وخبرته يكملهما الصلابة المهنية والصرامة المالية للرئيس التنفيذي، ستكون الخطوة التالية هي عقد جمعية يجب أن تعدل النظام الأساسي حتى لا يضطر مجلس الإدارة الجديد إلى الدفع بضمانات ديونه السابقة (التي سببتها إدارة جوزيب بارتميو).
وستُعرف مراجعة الأدلة الجنائية في وقت لاحق (المخالفات المالية في السنوات الماضية)، اعتماداً على الأدلة التي تم الحصول عليها، ثم سيتم اتخاذ القرارات القانونية التي قد تنتهي في المحكمة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.