تشرح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أوروبا والولايات المتحدة، "الجرعة المعززة" من لقاح كورونا على أنها جرعة إضافية تُعطى لشخص تلقى بالفعل جرعتين من اللقاح وبنى حماية مناعية كافية من الفيروس، ولكن انخفضت مناعته بمرور الوقت. وتستخدم الجرعة المعززة لتقوية وإطالة عمر المناعة.
تم استخدام مصطلح "الجرعة المعززة" للحالات التي لا يستجيب فيها الجهاز المناعي للفرد بشكلٍ كامل لأول جرعتين من اللقاح.
لكن ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف عام بالمناعة، سيحصلون على جرعة ثالثة بدلاً من جرعة معززة.
وفي الأيام الأخيرة، ثار غضب بعض كبار خبراء الصحة في العالم؛ إذ قامت الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بطرح خطط لجرعات معززة للقاحات، وهي برامج يحذر خبراء الأمراض المعدية من أنها قد تترك البلدان الفقيرة تعاني من نقص عميق في الجرعات، ما يطيل أمد الوباء، وربما تفرز متغيرات فيروس كورونا الأكثر خطورة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في برلين: "لا نريد أن نرى استخداماً واسع النطاق للجرعات المعززة للأشخاص الأصحاء الذين يتم تطعيمهم بالكامل"، مكرراً دعوة منظمة الصحة العالمية في وقتٍ سابق للبلدان، لتأجيل خططها للجرعة الثالثة حتى نهاية سنة 2021، حتى تتمكن الدول الفقيرة من العمل لتعويض برامج التطعيم التي لا يتم توفيرها بشكلٍ كافٍ.
وأثارت خطط الجرعات المعززة قلق المجتمع العلمي، إذ تتزايد التساؤلات حول كيفية تمكن الدول الغنية من تخزين جرعات اللقاح الزائدة، بينما تكافح عشرات البلدان الفقيرة لتحصين أكثر من نسبة ضئيلة من الناس.
وفي مثالٍ واحد فقط، ورد أن قرار السلطات الأمريكية البدء في إعطاء حقن معززة لملايين الأمريكيين اعتباراً من أواخر الشهر الماضي دفع اثنين من كبار مسؤولي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء إلى الاستقالة احتجاجاً على ذلك.
وفي هذه الحالة شديدة الاشتعال، اتخذ مصنعو اللقاحات خطوات لزيادة إنتاج جرعات كوفيد-19، ولكن في كثيرٍ من الحالات للجرعات المعززة. وتقدمت شركة "فايزر" بطلب إلى إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للحصول على الموافقة على جرعاتها المعززة، الذي يتم تسويقها تحت اسم Comirnaty، وفي أوروبا، وافقت وكالة الأدوية الأوروبية الشهر الماضي على إصدارين جديدين لشركة Pfizer-BioNTech، في فرنسا وألمانيا، لتصنيع جرعات معززة. وتعمل شركة "موديرنا" على زيادة الإنتاج في ولايتي ماساتشوستس ونيو هامبشاير.
وتم تقديم حوالي 75% من 5 مليارات جرعة لقاح في العالم حتى الآن في 10 دول غنية فقط، وهو انشقاق قد يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 2.3 تريليونات دولار بحلول عام 2023، وفقاً لتقريرٍ صادر عن وحدة المعلومات الاقتصادية.
وفي فرنسا، على سبيل المثال، تم تلقيح حوالي 65.6% من سكان البلاد البالغ عددهم 66 مليوناً، بعد حملة صيفية كبرى لزيادة معدلات التحصين. وبالمقارنة، فإن نسبة ضئيلة تبلغ 2% من سكان إفريقيا البالغ عددهم 1.2 مليار شخص قد تم تطعيمهم بالكامل.
ومع ذلك، أصبحت فرنسا الشهر الماضي أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقدم جرعات معززة للجرعة الثالثة لأي شخص يزيد عمره على 65 عاماً، وهو برنامج قالت حتى وكالة مكافحة الأمراض المعدية التابعة للاتحاد الأوروبي إنه "غير ضروري".
وفي تموز/يوليو الماضي، أصبحت إسرائيل أول دولة تقوم بإعطاء جرعات معززة، والتي يقدمونها لأي شخص يزيد عمره على 60 عاماً. وأثارت تلك البرامج انتقادات شديدة من كبار العلماء، الذين يقولون إن الحقن المعزز يؤثر بشكلٍ مباشر على اللقاحات المتاحة للبلدان الفقيرة.
الجرعات المعززة غير ضرورية من الناحية الطبية، وفقاً للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. ففي تقرير منشور، قالت وكالة الاتحاد الأوروبي "ليست هناك حاجة ملحة" للجرعات المعززة، ما لم يكن الناس في حالة صحية ضعيفة. وقالت إن الناس على ما يبدو نسوا الغرض من اللقاحات: منع الإصابة والوفاة. وفي ذلك الصدد، كما يقول التقرير، فإن جرعتين من لقاح كوفيد-19 "ذات حماية عالية في الوقت الحالي".
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.