The Cabin in the Woods ليس كبقية أفلام الرعب
على مدار التاريخ الأدبي والسينمائي، حمل أبطال الملاحم والقصص صفات خاصة، صفات ذات نزعة مثالية وحتى إن لم تكن نفسها مثالية، فالبطل يجب أن يكون شجاعاً، صادقاً، يمثل العدالة والتضحية بالنفس لأجل الآخرين، وغير ذلك من الصفات التي تمثل مُثُلاً عُليا للمجتمع البشري، وهكذا كان على بطل القصة لكي يكون بطلاً أن يمثل إحدى تلك المثل العليا، حتى وإن لم يمثلها بشكل كامل، حتى وإن ارتكب الفظائع والمذابح والجرائم، يكفي أن يكون أحد أهدافه مثالاً بطولياً وشيئاً يحتذى به كي يكون بطلاً، وفي النهاية هدفه سيبرر كل وسائله.
والآن ومع تطور السينما والأدب، أصبحنا نشاهد ونقابل نوعاً جديداً من الأبطال، نوعاً ربما لا يستحق أن يحمل لقب بطل بمكنونه ومعناه المثالي، ولكنه في النهاية سيبقى بطلاً لقصته، حتى وإن قرر أن دمار العالم أفضل من تضحيته بنفسه لأجل بقائه.
في عام 2012 صدر فيلم The Cabin in the Woods، فيلم رعب وغموض ساخر من إخراج درو جودارد وإنتاج جوس ويدون، وتدور قصة الفيلم حول خمسة زملاء من الجامعة، يقررون قضاء عطلتهم في كوخ منعزل وسط الغابة، ولكنهم لم يتوقعوا شيئاً عن الرعب الذي ينتظرهم، ويسقط واحد تلو الآخر منهم، كل فرد في المجموعة فريسة للوحوش التي تسكن الغابة، ولكن بالطبع هناك شيء آخر يحرك الخيوط خلف الستار، حيث يجلس عالمان في غرفة يتحكمان فيها بوحوش الغابة ويقومان بعد جثث ضحاياهم متحدثين عن رعب يحاولون منعه من القدوم لعالمنا.
أبطال غير مثاليين
قد يبدو لك The Cabin in the Woods من الوهلة الأولى مجرد تكرار مبتذل لتيمة أفلام الرعب المعتادة، ولكن نجاح الفيلم يمكنه إخبارك بأن هناك شيئاً مختلفاً يدور حوله.
فالفيلم رغم كونه ناجحاً في تقديم بيئة رعب ممتازة، فإنه نجح كذلك في تقديم تجربة ساخرة من ابتذالات أفلام الرعب الأخرى، كما أنه استطاع أن يقدم شخصية مميزة من الأبطال، أبطال سيسعدون جداً بتدمير العالم.
حين نتجاوز أحداث الفيلم وننتقل سريعاً لنهايته، سنجد أن ناجيين فقط هما من استطاعا النجاة من هول الكوابيس الذي انهال على الكوخ، ولكن في لحظات الفيلم الأخيرة، حينما يقرر العقل المدبر لتلك الكوابيس مواجهتهم بشأن ما حدث، يخبرهم بالدافع الحقيقي وراء المذبحة، وهو التضحية بالشباب لأجل آلهة قديمة نائمة، إذا استيقظت ستدمر العالم.
في العادة، وفي بيئة أدبية ملحمية مثالية، حيث يمثل الأبطال مُثلاً عليا، سيتقدم الناجون ويقومون بالتضحية لأجل بقاء العالم وحماية أرواح البشر، ولكن كما قلت سابقاً، نحن هنا نتحدث عن تركيبة جديدة من الأبطال، أبطال لا يمتلكون غضاضة في تدمير العالم لأجل نشوة الانتقام فقط، وهذا بالضبط ما فعله أبطال الفيلم.
أفلام رعب غير تقليدية
وهذه النوعية من الأبطال، بل هذه التركيبة ككل، بالطبع سرعان ما يتم تفضيلها على الأبطال ذوي المثل العليا، لأنها تضفي واقعية وجوانب جديدة لشخصية البطل، وربما لا تقابل ذلك النوع كثيراً في عالم الأدب والسينما، ولكنهم هناك بالفعل، وهذه قائمة ببعض أفلام الرعب كان أبطالها أسوأ بكثير من الأشرار.
1- فيلم The Ring
يمكنني الجزم بأنك شاهدت هذا الفيلم من قبل، ولكن إن لم تفعل، فأنت تفوّت على نفسك فرصة مشاهدة أحد أهم أفلام الرعب وأكثرها شهرة منذ مطلع الألفية، وهنا سيسرد لك الفيلم قصة راشيل الصحفية الشابة التي تقوم بالتحقيق حول شريط فيديو غامض يقال إنه يقتل كل شخص يشاهده، وحين يشاهد ابنها الوحيد الفيديو، ستواجه راشيل التحدي الحقيقي لشخصيتها البطولية.
2- فيلم Truth or Dare
في الفيلم تواجه مجموعة من الأصدقاء تحدياً حقيقياً بينما يلعبون لعبة "تحدٍّ أم حقيقة؟"، يظنون في البداية أنها مجرد لعبة مسلية، ولكن سرعان ما يكتشفون أن مَن يخالف قواعد اللعبة يموت بشكل غامض.
3- فيلم Last House on The Left
أحد أفضل أفلام ويز كرافين، حيث يسلط الفيلم الضوء على ما يمكن أن تصل له عائلة طبيعية من التوحش والعنف، فقط ليحموا من يحبون، في سرده لقصة زوجين يقومان بالانتقام ممن اغتصب وحاول قتل ابنتهم، سنرى هنا الوجه الحقيقي لما يمكن أن يصبح عليه الأبطال.
4- فيلم The Green Inferno
في الفيلم تتمكن كل من جاستين وأليخاندرو وأصدقاؤهما من النجاة بعد تحطم طائرتهم في أدغال بيرو، لكن نجاتهم تلك تتحول لكابوس بعد أن يتم اختطافهم عن طريق قبيلة من آكلي لحوم البشر.
5- فيلم The Babysitter
حين يبقى كول الطفل مستيقظاً ويتعدى موعد نومه، يكتشف أن جليسة أطفاله المثيرة عضوة داخل جماعة من عبدة الشيطان، ولن يوقفهم شيء لمنع كول من التحدث حول ما رآه.
في النهاية كان ذلك النوع من الأبطال موجوداً دائماً، ولكنه لم يتعدَّ مجرد ظل لأبطال المثالية، لذا رأيت أنه من الأفضل تسليط بعض الضوء عليه.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.