إنه أغسطس/آب 1984، في مدينة فونشال ماديرا البرتغالية، وتحديداً بشقة متواضعة بحي سانت أنطونيو، كانت تخوض الزوجة ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو نقاشاً حاداً مع زوجها دينيس أفيرو، تحت سقف من الصفيح، وفي وجه رائحة الكحول النفاذة التي تخرج من فم دينيس كانت تحاول ماريا إقناع زوجها بضرورة إجهاض الطفل الذي تحمله في رحمها. لا مكان له، الشقة المهترئة بالكاد تسعهم وأطفالهم الثلاثة، فلا عمل الأب كبستاني تابع لحي المدينة، ولا عمل ماريا كطباخة في مطاعم وحانات الحي سيكفي احتياجات الأطفال الثلاثة، دارت نقاشات ساخنة لم تكتمل أبداً، لأن دينيس كان يهرب منها جميعاً إلى زجاجات الخمر.
فكرت ماريا كثيراً وعزمت على إجهاض الطفل، لكن الطبيب أخبرها بخطورة العملية على حياتها، لم تنصت، وراحت تحتسي زجاجات الجعة بشراهة، ثم تبدأ في الركض والقفز لعل الجنين يموت، لكن بلا فائدة. وفي 5 فبراير/شباط 1985، وضعت ولداً سمي كريستيانو رونالدو، والاسم الأخير أصرّ عليه الأب لحبه الشديد للرئيس الأمريكي رونالد ريغان.
في طفولة رونالدو سيغيب الأب عن الصورة، متوارياً في الحانات ووراء ستار يحجب عقله عما يدور في الشقة المطلة على المحيط، تتولى ماريا دولوريس القيادة، يكبر رونالدو الصغير في كنفها، وتمنحه الحنان والرعاية والاهتمام الكافي، كما منحه المدربون التركيز الكامل في مهده الكروي ليصبح ما هو عليه الآن؛ "أسطورة".
لكن ذلك الاهتمام والرعاية تحولا إلى تدخلات مستمرة في حياة كريستيانو رونالدو.
قصة حب غير مكتملة
في عام 2004 فازت الروسية آرينا شايك بلقب ملكة جمال روسيا، ليفتح لها عالم الموضة والجمال ذراعيه، ذاع صيت آرينا شايك في العالم كواحدة من أهم عارضات الأزياء، وصارت تخالط "كريمة" المجتمعات. وفي أبريل/نيسان 2011، قادتها الصدفة لمقابلة كريستيانو رونالدو في حفل راقص، جذبت انتباه رونالدو منذ وقعت عيناه عليها، عرض عليها رونالدو الرقص معها، فوافقت.
الفائز بالكرة الذهبية 5 مرات سرعان ما طلب أن يسهر معها، مؤكداً إعجابه الشديد بها، لتبدأ سريعاً قصة الحب بين الثنائي، والتي خطفت أنظار الجميع ليُصبحا معاً على أغلفة المجلات رغم محاولاتهما إبقاء العلاقة طي الكتمان.
لكن ودون الكثير من المقدمات، وبعد قصة حب استمرت زهاء 5 سنوات، نما إلى علم العالم نبأ انفصال رونالدو عن آرينا شايك، بحسب صحيفة "أبولا" البرتغالية، فإن العلاقة كانت سيئة للغاية بين الروسية آرينا شايك وبين ماريا دولوريس، والدة اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، وفضل مهاجم مانشستر يونايتد والدته في النهاية على حساب صديقته.
مجلة "Nova Genti" ذكرت أن آرينا شايك رفضت قرار صديقها بالعيش مع والدته، ليقرر اللاعب البرتغالي تأجير منزل خاص لوالدته ماريا دولوريس ورفيقها جوزيه أندرادي، إذ كانت والدته تبكي بشكل مستمر بسبب بعدها عن حفيدها وعن نجلها.
تقول الأم المهووسة بابنها إن آرينا كانت تستهدف إفساد العلاقة بينها وبين رونالدو، مع آرينا تحوّل رونالدو إلى حبيب وفيّ، بلا نزوات، بعدما كان متعدد العلاقات، وصار أكثر عملية وجدية في مسيرته الكروية، لكن أمه تدعي أنه أصبح شخصاً لا يفكر في عائلته مثلما كان في السابق.
رونالدو شديد الارتباط بعائلته، وبالأخص بوالدته، لذا فإن الشائعات الأكثر شيوعاً التي انتشرت في وسائل الإعلام بعد أن أكد هو وشايك انفصالهما، كانت تدور حول عدم احترامها لوالدته، وأن سبب الانفصال وقع في 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2014، عيد ميلاد ماريا دولوريس، فبعد أن رتب رونالدو لحفل ضخم لوالدته، رفضت شايك الحضور. كانت إهانة قاسية لرجل مخلص لأمه، ولأم مهووسة بابنها، لم يستطع مسامحة شايك، وقرر الانفصال عنها.
لكن عارضة الأزياء الحسناء أنكرت تلك الادعاءات، وقالت إنها عملت بجد لتكون جزءاً من العائلة.
لم ينفِ رونالدو حقيقة أن والدته كانت السبب في انفصاله عن آرينا، بل سرب لصحيفة "Correia De Manha" البرتغالية أن آرينا كانت دائمة الانتقاد لوالدته، وأن الأخيرة لم ترضَ عن الأولى يوماً، وأنه في نهاية المطاف اختار والدته.
أسطورة ريال مدريد ومانشستر يونايتد أكد أن آرينا ليست والدة نجله الأكبر كريستيانو جونيور، والآن يؤكد رونالدو أن صديقته الحالية جورجينا رودريغيز هي حب عمره الحقيقي.
زوجة مع إيقاف التنفيذ
"إنها جزء من كياني، لقد ساعدتني كثيراً، أنا غارق في حبها، سنتزوج يوماً ما بكل تأكيد".
هذا ما قاله رونالدو عن صديقته الحالية جورجينا رودريغيز، عندما سئل عن علاقتهما، لكن صحيفة "Marca" الإسبانية لها رأي مختلف.
في عددها الصادر أمس الأربعاء، 29 سبتمبر/أيلول 2021، قالت الصحيفة الإسبانية إن والدة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، دولوريس أفيرو، تعارض زواجه من صديقته جورجينا رودريغيز، معتقدة أن الأخيرة لديها دوافع اقتصادية وراء رغبتها في الارتباط بالدون.
تدعي الصحيفة أن رونالدو يبدو سعيداً جداً بعلاقته مع العارضة الأرجنتينية جورجينا، التي تنتظر عرض الزواج من رونالدو، لكن عائلته تقف حجر عثرة في طريق حفل الزفاف المحتمل.
ونقلت عن مصدر مقرب من رونالدو قوله، إن "أفيرو تعتقد أنه لا ينبغي للطرفين أن يتزوجا، لأن دافع جورجينا للقيام بذلك هو الاستفادة من أموال ابنها"، وأضافت أنه "على ما يبدو يعتقد أبناء أفيرو الآخرون الأمر نفسه، ما يعني أن أجراس الزفاف لن تدق قريباً".
قبل مدة ليست بالقصيرة، ادعت صحيفة "Tuttosport" الإيطالية أن البرتغالي كريستيانو رونالدو قد تزوج سراً من صديقته جورجينا رودريغيز بالمغرب، وأن كريستيانو رونالدو تزوج من جورجينا خلال الإجازة التي قضياها معاً، في مايو/أيار 2019.
علاقة رونالدو بجورجينا رودريغيز متينة. جورجينا هي الوحيدة التي أنجب رونالدو منها علناً، ابنتهما آلانا مارتينا، مع العلم أن لرونالدو توأماً، هما تياغو وإيفا، عن طريق أم حاضنة، بالإضافة إلى كريستيانو جونيور، الذي لا تزال أمه مجهولة الهوية.
حضرت جورجينا كل مباريات النجم البرتغالي برفقة أمه، قبل أن يمنعها رونالدو من الحضور خوفاً على صحتها، كما حضرت كل حفلات التكريم وتوزيع الجوائز.
لتصبح جورجينا منذ ذلك الحين جزءاً من عائلة رونالدو وبمثابة أم لأطفاله، أو هكذا اعتقدت جورجينا قبل أن تصطدم بجدار ماريا دولوريس.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.