محمود العربي.. ماذا يعني أن تكون رجل أعمال وطنياً؟

عدد القراءات
11,825
عربي بوست
تم النشر: 2021/09/14 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/14 الساعة 12:06 بتوقيت غرينتش
رجل الأعمال المصري الراحل محمد العربي

عبّرت الحشود التي تجمعت لمرافقة جثمان رجل الأعمال المصري محمود العربي إلى مثواه الأخير، وآلاف التعليقات لرثائه على مواقع التواصل الاجتماعي، وعشرات إعلانات النعي بالصحف من قِبل العديد من الشركات، عن محبة وتقدير وعرفان لمسيرة رجل يندر أن يتكرر، محبة وتقدير من المصريين الذين لم يلتقوه ولكنهم سمعوا عن مواقفه وعطائه.

بدأت مسيرة محمود العربي بصبي في سن العاشرة لم يكمل تعليمه يترك قريته بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ويسافر للعمل بأحد محلات البيع بالتجزئة بشارع الموسكي الشهير بالقاهرة، يتقاضى أجراً شهرياً مقداره 120 قرشاً بالشهر وصلت عند وفاته إلى مجموعة شركات لتصنيع وتجارة الأجهزة المنزلية يعمل بها أكثر من 40 ألف شخص، بالعديد من المواقع الصناعية ومعارض البيع وأماكن التخزين ومراكز الصيانة بالمحافظات المصرية.

كان ميلاد محمود عام 1932 لأب لا يملك أرضاً زراعية وإنما يستأجر 16 قيراطاً يحرثها ويزرعها، ولكنه يملك قيم وأخلاق القرية المصرية التي تتناقلها الأجيال والتي تتضمن الحفاظ على أداء الصلاة، واصطحاب الأولاد لصلاة الجماعة بالمسجد خاصة صلاة الفجر، وإرسالهم لحفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية من الصغر.

وهكذا تشرّب العربي الصغير تلك الأخلاقيات بشكل عملي من خلال والد يصحبه لصلاة الفجر مهما كانت حالة الجو، وحفظ القرآن الكريم في صغره، وشاهد والده وهو يساعده في أعمال الحقل عندما يقوم بإخراج زكاة الزروع للفقراء وقت الحصاد.

تاجر في السادسة من عمره 

بدأ ميل محمود العربي للتجارة مبكراً حيث قال لأخيه الأكبر وهو في سن السادسة من عمره إنه قد ادخر ثلاثين قرشاً، ويريد أن يشتري له بها بالونات وبمب قبيل عيد الفطر لبيعها للأطفال، وبالفعل اشترى له تلك السلع فقام ببيعها أمام مسجد القرية وربح فيها عشرة قروش، فأصبح لديه 40 قرشاً قام بادخارها حتى اقترب عيد الأضحى، فطلب من أخيه تكرار شراء هدايا العيد للأطفال، ليتكرر المكسب ويتذوق حلاوة الربح ويتأصل حب التجارة في قلبه. 

وفي ضوء عمل أحد إخوته بأحد محلات منطقة الموسكي التجارية، اتجه في سن العاشرة، أي عام 1942 للعمل بأحد محلات البيع بالتجزئة واستمر عمله به حتى عام 1949، ارتفع خلالها أجره الشهري من 120 قرشاً إلى 320 قرشاً، واكتسب معها بعض فنون التجارة عملياً، وأبرزها أن البيع بمكسب قليل يجلب زبائن أكثر مما يحقق مكاسب أعلى. 

دفعه طموحه المبكر للانتقال إلى مجال البيع بالجملة سعياً نحو المزيد من الخبرة العملية، فانتقل إلى محلات "النصر" لصاحبها الحاج عبد الفتاح أبو شليب، والتي ظل يعمل بها لمدة 15 عاماً تخللتها فترة تجنيده بالجيش لمدة ثلاث سنوات. دفعه بعد ذلك طموحه إلى تأسيس مشروعه الخاص.

واتفق على ذلك مع أحد زملائه من البائعين بالمحل، وأراد صاحب المحل إثناءه عن سعيه لترك المحل بعرض زيادة الأجر، خاصة أنه كان متزوجاً ولديه ستة من الأبناء، لكنه أصر على تحقيق طموحه، فحرمه الحاج شليب من مكافأة نهاية الخدمة بحجة أنه من ترك العمل.

وكان قد اتفق مع أحد الأشخاص على تمويل مشروعه التجاري الخاص مقابل نسبة من الربح المتحقق، مما شجعه على ترك العمل، لكنه بعد ترك العمل وجد هذا الشخص يخبره أنه قد اشترى منزلاً مما استنفد ما لديه من فوائض، الأمر الذي جعل العربي وشريكه عنتر عبد الوهاب والذي كان متزوجاً أيضاً ولديه أربعة أولاد، يظلان لمدة شهرين بلا عمل أو دخل. 

حتى جاء أخوان من الصعيد وعرضا عليهما مبلغ أربعة آلاف جنيه لتشغيلها مقابل نصف الربح، وبالفعل وجدا محلاً قيمته 2000 جنيه وتكلف توضيبه 500 جنيه أخرى، ليتبقى معهما 1500 جنيه، كما حصلا على بضاعة بالآجل من صاحب المحل الذي كان يعمل به، ليحقق خلال عامين ربحاً بلغ 14 ألف جنيه.

صفقة كراسات كانت باب السعد 

عند تقسيم الربح على أربعة شركاء اعترض أصحاب المال، لأن شريكه مرض بعد افتتاح المحل بثلاثة أيام ثم مات بعدها، وبالتالي لم يساهم في تحقيق الأرباح، وشكوه لصاحب المحل الذي كان يعمل به قائلين إنه لا يصلح أن يكون تاجراً، وكان الأفضل له أن يلبس "عمة" كناية عن العمل كشيخ مسجد.

ولما أصرا على أن الشريك المتوفَّى لن يحصل على شيء مستقبلاً، اقترح تخصيص مبلغ شهري لأسرته وتشغيل باقي نصيبه المتبقي من حصته بالربح بعد استنزال ما حصل عليه من مال خلال مرضه، لكنهم رفضوا، وهنا أدرك العربي أنه طالما حدث خلاف فقد دخل الشيطان بينهما، فعرض عليهم إما أن يشتري المحل أو يشتروه هم بعد تقديره بثمانية آلاف جنيه فطلبوا شراءه.

مما دفعه للاتفاق مع أحد التجار اليهود بالمنطقة لشراء محله ودفع مقدم الشراء له، لكنّ شركاءه تراجعوا عن أخذ المحل وعرضوه عليه، وحكم أحد كبار التجار بأن يتم سداد ثمن المحل على 12 شهراً، ليجد العربي نفسه مالكاً لمحلين وليس محلاً واحداً كما كان يتمنى.

 فاستعان بأخويه الأكبر والأصغر واللذين كانا يعملان بالموسكي للعمل معه، واستمر في رعاية أبناء شريكه المتوفّى، ويقول لمن يعترض على تصرفه النبيل ذلك، تخيل أنني الذى كنت قد توفيت ماذا كان سيفعل شريكي مع أولادي؟ 

تخصص العربي في بيع الأدوات المدرسية، وتوسع في الإعلان عن المنتجات التي يبيعها من خلال التلفزيون لتزداد شهرته، حتى اشترى صفقة كراسات فشلت الشركة الحكومية المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية في بيعها، كانت سبباً في قفزة مادية في حجم نشاطه، فبعد شرائه للصفقة تصادف أن تعطل استيراد الكراسات المدرسية في تلك السنة، فحدث نقص حاد بالكراسات بالسوق، فقام ببيع ما لديه من مخزون وحقق ربحاً كبيراً منها. 

10 سنوات للموافقة على مصنع التلفزيون 

عاصر العربي حقبة الاشتراكية المصرية وتجريم بيع أي سلعة مستوردة ولو كانت مجرد موس حلاقة، حيث يتم عمل محضر للتاجر ويبيت في حجز قسم الشرطة، لكنه مع مرحلة الانفتاح الاقتصادي جلب تجار بضائع مستوردة عبر ليبيا مثل المراوح وأجهزة الراديو والتلفزيونات، وكان يربح التاجر في الراديو الصغير خمسة قروش وفي المروحة 25 قرشاً وفي التليفزيون جنيهاً واحداً، ومن خلال تلك البضائع تعامل العربي مع أجهزة تلفزيون العلامات التجارية "ناشيونال" و"توشيبا".

وأرسل اليابانيون مندوبين للمرور على الأسواق للتعرف على تصريف منتجاتهم بها، ولم يقتنع مندوب شركة ناشيونال بمحلات العربي لأنهم كانوا يبيعون الكراسات والأدوات المدرسية، بينما اقتنع مندوب شركة توشيبا بالعربي، لكن مسؤولي الشركة لم يشاركوه الرأي، واقترحوا على مندوبهم تجربته لمدة عام. ولأنه لم يكن هناك فتح لاعتمادات الاستيراد في مصر في ذلك الوقت، فقد سافر العربي إلى بيروت لفتح الاعتماد، وباع البضائع بمكسب قليل فحقق الرواج للمبيعات وتم اعتماده كوكيل لمنتجات توشيبا بعد ذلك. 

وعندما زادت المصانع اليابانية المنتجة عام 1975 عرض عليهم تصنيع بعض المنتجات في مصر، ودفع لذلك هدفه لتقليل التكلفة حيث كان تدبير الدولار للاستيراد يتم من السوق السوداء بسعر أعلى كثيراً من السعر الرسمى بالبنك، وبالفعل اشترى قطعة أرض بمدينة بنها مساحتها ثلاثة أفدنة، وقال لنفسه إذا لم أوفق في الصناعة فإن الأرض يمكن بيعها بمكسب كما يمكن بيع المباني.

وتقدم للجهات الرسمية لعمل مصنع للمراوح عام 1975، لكنه ظل لمدة أربعة أعوام يحاول الحصول على الموافقات الرسمية على الاشتراطات، حتى تدخل وزير الصناعة بنفسه عام 1979 لمنحه الموافقة. 

وفي عام 1984 كان المصنع الثاني لتصنيع الراديو كاسيت، وفي عام 1985 بدأ مفاوضات الحصول على ترخيص لإنشاء مصنع لتصنيع أجهزة التليفزيون، لكنه ظل عشر سنوات حتى حصل على الموافقة لبدء الإنتاج عام 1995. وفي عام 1998 أنشأ مصنع الغسالات، وفي عام 2003 عقد شراكة مع شركة شارب اليابانية لتصنيع بعض منتجاتها في مصر.

شراكة لشركات يابانية وإيطالية للإنتاج بمصر 

وتلا ذلك عقد شراكات مع العديد من الشركات اليابانية والإيطالية لتصنيع بعض منتجاتها بمصر ومنها "لاجيرمانيا" الإيطالية و"هيتاشي" و"إن إي سي" و"سيكو" و"ألبا" اليابانية وغيرها. 

وفي عام 2014 أصبح يقدر رأس مال مجموعة العربي بنحو 1.5 مليار جنيه موزعة على سبع شركات هي: العربي للتجارة والصناعة برأس مال 500 مليون جنيه، وشركة العربي للصناعات الهندسية برأسمال 412 مليون جنيه، وشركة العربي لصناعة التكييف والتبريد برأسمال 206 مليون جنيه، وشركة العربي للإضاءة برأسمال 117 مليون جنيه، وشركة العربي للصناعات المنزلية برأسمال 53 مليون جنيه، والعربي للمنشآت الذكية برأسمال 10 ملايين جنيه، والعربي القابضة للاستثمارات المالية برأسمال مئة مليون جنيه. 

كما تساهم المجموعة في شركة توشيبا العربي لتسويق الأجهزة المنزلية بنسبة 49 %، وفي شركة توشيبا العربي للأجهزة المرئية بنسبة 49% وفي شركة العربي الدولية في هونغ كونغ واليابان والصين بنسبة 67%، كما يتبعها مستشفى العربي الطبي برأسمال 86 مليون جنيه.

وهكذا توسعت تجارة ومصانع شركات العربي مكانياً من منطقة الموسكي إلى منطقة جزيرة بدران بمنطقة شبرا، ثم إلى محافظة بورسعيد، وبعد المنطقة الصناعية في بنها قام بإنشاء منطقة صناعية أكبر في منطقة قويسنا بالمنوفية، ثم منطقة صناعية أخرى بمحافظة بني سويف ثم مصانع بمحافظة أسيوط، كما امتدت معارض البيع ومراكز الخدمة لباقي المحافظات، كما تمتلك المجموعة شركة بجنوب إفريقيا ومصنعاً للتجميع بالسودان. 

ومع التوسع المطرد زايد عدد العاملين في شركاته من 22 ألف شخص عام 2015، إلى 30 ألفاً عام 2018 ثم إلى حوالي 40 ألفاً حالياً، كما ارتفعت نسب مشاركة مكونات التصنيع المحلي بالسلع المنتجة تدريجياً حتى وصلت إلى 100% في بعض السلع كالمراوح، ورغم قيامه بإنشاء مصنع للمواتير بمحافظة بني سويف فإن إنتاجه لا يكفي، مما يعني استمراره في استيراد بعض الخامات والمكونات خاصة المواتير والكمبروسر. 

وهكذا تدرجت قيمة المبيعات لشركات العربي من 5 مليارات جنيه عامي 2012 و2013 إلى 6.7 مليار عام 2014، ثم إلى 9 مليارات جنيه عام 2015 ثم إلى 17 مليار جنيه عام 2017 ثم إلى 19 مليار جنيه عام 2018، ثم إلى 20 مليار جنيه عام 2019 و22 مليار جنيه عام 2020.

كذلك ارتفعت قيمة الصادرات من 28 مليون دولار عام 2010 إلى 83 مليون دولار عام 2013، ثم إلى 150 مليون دولار عام 2019 وارتفعت عن ذلك في عام 2020، حيث يتم التصدير إلى دول عربية وإفريقية بل وأوروبية، حيث شمل الاتفاق مع بعض الشركات الإيطالية التي يتم تصنيع منتجاتها في مصر، على أن تتولى الشركة الإيطالية التسويق لتلك المنتجات في أوروبا.  

عدم الاعتماد على الاقتراض البنكي    

وتتعدد  أوجه الاختلاف بين محمود العربي وباقي رجال الأعمال في مصر، فمن حيث النشأة للشركات جرت العادة على أن يكون أصحاب الشركات التي ظهرت في بداية مرحلة الانفتاح الاقتصادي منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، أن يكونوا من القيادات السابقة بالجيش أو أبنائهم أو أزواج بناتهم، كما اعتمد البعض على ثروة زوجته الأجنبية كما حدث لصاحب شركات شهيرة بالعاشر من رمضان، وآخر شهير بالجيزة قيل إنه تسبب في مقتل زوجته الإيطالية لكي يستولي على ثروتها. 

كما لوحظ الاستقامة في سلوك العربي طوال حياته فلم نسمع أنه اقتنى طائرة خاصة مثل غيره من رجال الأعمال، كما لم يسمع أحد عن أي بذخ أو إسراف خلال حفلات زفاف أولاده أو في تصرفاتهم، كما تركز نشاطه بالمجال الصناعي والتجاري لتسويق تلك المنتجات.

 ولم يدخل السوق العقاري مثلما فعل كثيرون من رجال الأعمال للاستفادة من تسقيع الأراضي التي حصلوا عليها من الدولة، كذلك لم يدخل مجال الوساطة المالية مثل غيره وركز على الجانب الإنتاجي الذي يضيف سلعاً وفرص عمل. 

كذلك لم توجد فجوات مبهمة في مشوار حياته مثل غيره من رجال الأعمال، الذين حققوا طفرات من خلال بيع الأراضي التي حصلوا عليها من الدولة بأثمان زهيدة وحصلوا بموجبها على قروض من البنوك، أو من قاموا بعمليات تهريب للمخدرات أو تهريب للآثار وغيرها من الممنوعات، كما التزم بسداد ما عليه من ضرائب وتأمينات اجتماعية وغيرها من الرسوم الحكومية.

ولم يعتمد محمود العربي على البنوك لتمويل نشاطه بل اعتمد على التمويل الذاتي والمشاركة، واقتصر تعاونه مع البنوك على عمليات الاعتمادات المستندية للاستيراد وتدبير العُملة الأجنبية للاستيراد، ونحو ذلك من الخدمات المصرفية المطلوبة لسير الأعمال. 

كما كانت له سياسة سعرية واضحة حيث إن أسعار بيع منتجاته موحدة سواء في فروع البيع التابعة له أو لدى التجار الموزعين لمنتجاته، كذلك حرصه على عدم رفع أسعار المنتجات بحجة ارتفاع أسعار الوقود أو الطاقة مثلما فعل غيره، كما كانت له مواقف معارضة لكثرة الضرائب المفروضة على النشاط التجاري والصناعي خاصة ضريبة المبيعات التي تم فرضها عام 1991. 

كما أعلن رفضه للتطبيع مع إسرائيل عندما كان رئيساً للاتحاد العام للغرف التجارية وعدم تعامله مع أي تاجر إسرائيلي،  إلى جانب آرائه المنددة بالقوانين الاستثنائية التي "تطفش" المستثمرين المحليين والأجانب مما تسبب في إبعاده عن موقعه قبل انتهاء فترته بعام ونصف في يونيو/حزيران 2000.  

الأمر الذى دعا البعض للمطالبة بتدريس قصة حياته للطلاب بالمدارس لبث روح المبادرة والطموح والمثابرة بين الطلاب، لكننا لا نتوقع أن يتم ذلك خلال العهد الحالي حيث لم تقم رئاسة الجمهورية بنعيه مثلما فعلت مع الفنان الكوميدي سمير غانم والذي تم إطلاق اسمه على أحد الكباري بالقاهرة.

رغم تبرع مجموعة العربي لصندوق تحيا مصر عام 2014 بنحو 20 مليون جنيه، بخلاف المنشآت الاجتماعية المتعددة التي أنشأها ومنها مدرسة العربي الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية عام 2018، ومكتب تحفيظ القرآن وبناء عدة مساجد منها "الرحمن الرحيم" بالقاهرة و"الرحمن الرحيم" بقريته، ومستشفى قرية أبو رقبة بطاقة 300 سرير منها 100 سرير للعلاج بالمجان. 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ممدوح الولي
كاتب صحفي وخبير اقتصادي
كاتب مصري وخبير اقتصادي، نقيب الصحفيين المصريين السابق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية سابقاً.
تحميل المزيد