رداً على الباحث ماهر فرغلي.. ما حقيقة الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/07 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/07 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
رداً على الباحث ماهر فرغلي.. ما حقيقة الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟

لقد ضايقني مقال للكاتب المصري الباحث في شؤون الإسلام السياسي ماهر فرغلي، في موقع حفريات عام 2021، حول "كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟"؛ إذ ينشر ادعاءات بلا أدلة قاطعة حول دعاة أمريكا اللاتينية يتهمهم بأنهم على صلة بجماعة الإخوان المسلمين.

وسوف أستعرض ثلاث دعاة ممن وردت أسماؤهم في تلك المقالة للرد على محاولة النيل من دعاة لم يكن لهم أي توجه سياسي أو "ميل إخواني" طوال حياتهم المهنية والدعوية، ولم تسمح لي الظروف بالرد على افتراءات السيد ماهر فرغلي قبل ذلك.

وردت 3 أسماء في لائحة اتهامات الباحث المصري ماهر فرغلي وهم: (عمرو نبيل – إلياس المرزوق – خوان سوكيلو)، وجميعهم عملت معهم في تغطية أخبار المراكز الإسلامية التي يديرونها في دول كولومبيا والإكوادور، وقمت بتغطية أبرز الفعاليات والمشاريع الدعوية التي يقيمون بها في كولومبيا والإكوادور لموقع قناة اقرأ.

ولنبدأ بعمرو نبيل، الشاب المصري خريج كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية عام 2004 وحاصل على دراسات شرعية وإسلامية باللغة الإسبانية. ظل عمرو طوال سنوات يبحث عن عمل كداعية باللغة الإسبانية ولم يجد فرصة حتى عرضت عليه مشروعاً في الأرجنتين عام 2010 حول إقامة دورة شرعية للمسلمين الجدد في الأرجنتين خلال رمضان 2010 لمدة شهرين، ونفذ المشروع وحقق نجاحاً كبيراً، ونفذ المشروع على أكمل وجه مع زميل مصري آخر. وبعد تنفيذ المشروع بدأنا في البحث عن تمويل مشاريع دعوية في دول أخرى في أمريكا اللاتينية، ولكن فشلنا.

وجاءته فرصة في عام 2012 إذ تمت دعوته إلى مؤتمر "كيفية النهوض بالجاليات الإسلامية في أمريكا اللاتينية"، تحت رعاية السفارة السعودية في الأرجنتين ووزارة الأوقاف السعودية. فقابل العديد من مشايخ السعودية على هامش ذلك المؤتمر وتلقى وعوداً حول تعيينه إماماً أو داعية في أمريكا اللاتينية على نفقة السعودية، لكن دون جدوى، وباءت محاولاته بالفشل حتى جاءت له فرصة في عام 2015 للعمل في المركز الإسلامي في مدينة كالي الكولومبية، لكن العقبة كانت عدم قدرة الجالية المسلمة في مدينة كالي الكولومبية دفع راتبه حتى تبرع أحد رجال الخير بمرتبه أخيراً.

بعد 11 عاماً من البحث عن فرصة عمل في مركز إسلامي في أمريكا اللاتينية وجد فرصته وأصبح شعلة نشاط في مدينة كالي في التعريف بالإسلام وإقامة محاضرات وفعاليات فكرية وثقافية للتعريف بالإسلام في مدينة كالي وبقية مدن كولومبيا.

أما الشيخ خوان سوكيلو، مدير المركز الإسلامي في جوايا كيل بالإكوادور، فكان من أوائل من اعتنقوا الإسلام من أهل البلد. وكان يحل ضيفاً على مؤتمرات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر حتى عام 2015 وذلك المؤتمر سنوي تشرف عليه وزارة الأوقاف المصرية، وكانت تتسابق الصحف المصرية لعمل حوارات معه حول الإسلام في الإكوادور وآفاق العمل الدعوي هنالك، وكثير من نصائحه لي كانت سبباً مباشراً في إطلاق عدة مشاريع دعوية في كولومبيا والبرازيل وفنزويلا والأرجنتين.

وكان أول لقاء لي مع الشيخ خوان سوكيلو في عام 2007 في الإسكندرية مع عمرو نبيل ومحمود فايز الذي سيصبح فيما بعد مساعد المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي سوف يقود مصر إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 وكنا أصدقاء في الماضي، وجمعنا حب الإسلام في أمريكا اللاتينية وفرقتنا الأيام وذهب كل واحد منا إلى حال سبيله، لكن يبقى الحنين إلى رفاق بدايات الطريق.

والرجل كانت تتم دعوته كل عام إلى مؤتمر سنوي في البرازيل حول الإسلام في أمريكا اللاتينية تحت رعاية السفارة السعودية في البرازيل. والرجل توجهاته معتدلة ويقوم على رعاية العديد من المسلمين الجدد في الإكوادور، إذن كيف لرجل تتم دعوته إلى مؤتمرات رسمية في مصر والسعودية أن يكون "إخوانياً"… مجرد سؤال.

أما إلياس المرزوقي، مدير مركز القرطبي للدراسات الإسلامية في بوجوتا بكولومبيا، فقد نشر عن نشاطات ذلك المركز لأول مرة في الصحافة العربية  الصحفي المصري خالد المصري في جريدة "المصريون" عام 2009 تحت عنوان "صرخة المسلمين في كولومبيا" حول تخاذل العالم الإسلامي في نصرة المسلمين الجدد في كولومبيا ثم من نوفمبر/تشرين الثاني 2010 نشرت 3 تقارير إخبارية على قناة "اقرأ" حول مركز القرطبي، وركزت على ضرورة تواصل المؤسسات الإسلامية في السعودية لدعم ذلك المركز، ولكن لا حياة لمن تنادي، وحاولنا مع مؤسسات في دول الخليج العربي، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل. حتى جاء الفرج عام 2018 مع تقديم الحكومة التركية دعماً عبر سفارتها في بوجوتا لمركز القرطبي دعماً يساهم في تطوير مهامه ورسالته للمسلمين الجدد في العاصمة الكولومبية 9 سنوات من المناشدة للمؤسسات الإسلامية في السعودية والخليج العربي للتحرك لنصرتهم ولم يحدث أي شيء. وعندما تحركت تركيا في دعم مركز القرطبي بدأت حملة التشويه.

وكان من الأوْلى أن ندعم جهود الثلاثة وهم على ثغر من ثغور الإسلام في تلك البلاد البعيدة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مصطفى محيي
باحث في شئون المسلمين الجدد
باحث في شئون المسلمين الجدد
تحميل المزيد