ميسي وسنمار وجهان لعملة واحدة! برشلونة لم يعُد فريقي المفضل

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/23 الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/24 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش
ميسي في باريس (رويترز)

 قد تعتقد عزيزي القارئ أن خطأ وقع أثناء كتابة العنوان وأن المقصود هو نيمار، لكن العنوان صحيح ميسي وسنمار وليس نيمار، نعم فأنا هنا أتكلم عن المهندس الماهر سنمار وليس اللاعب البرازيلي نيمار.

سنمار مهندس بيزنطي ينسب له بناء قصر الخَوَرْنَق الشهير، ويضرب في المثل "جزاؤه جزاء سنمار"؛ حيث إنه عند انتهائه من بناء القصر قال لصاحب القصر الذي كان الملك النعمان إن هناك حجراً لو زال لسقط القصر كله، وإنه لا يعلم مكانه غيره، وإنه يستطيع بناء قصر أفضل من الخورنق، فما كان من صاحب القصر إلا أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحداً عن ذلك الحجر؛ ويعتقد أن هذا السبب في ضرب المثل.

هناك تشابه وترابط كبير بين قصة سنمار وميسي وهذا من أوجه عديدة؛ فوجه الشبه الأول أنه إذا كان سنمار بنّاءً ماهراً استطاع بناء قصر لا يضاهيه ولا يشبهه قصر آخر، فإن ميسي استطاع في مدة 21 عاماً أن يبني تاريخاً بأكمله لنادي برشلونة، رغم تصريح رئيس النادي خوان لابورتا الذي قال إن هذا النادي عمره 120 عاماً وهو أكبر من أي لاعب.

لكن مهلاً يا سيدي الرئيس، فإن هذا ليس أي لاعب، هذا هو من كَتبَ تاريخ برشلونة، ولا يمكن أن يتجزأ أو ينفصل عنه، واسألوا الأرقام ستجيبكم، انظروا لعدد ألقاب برشلونة قبل وبعد ميسي وعندها ستعرفون قيمة هذا اللاعب.

ففي التاريخ وعند تقييم أي شخصية تاريخية نقارن بين الفترة التي سبقت هذه الشخصية والفترة التي تلتها ونحكم على هذه الشخصية وعندها يمكننا أن نجيب ماذا أضافت هذه الشخصية للتاريخ؟

                                    برشلونة قبل ميسي               برشلونة بعد ميسي

الدوري الإسباني                 16                                26

دوري أبطال أوروبا             1                                  4

كأس ملك إسبانيا                 24                                30

السوبر الإسباني                 5                                  13

كأس العالم للأندية              0                                   3

السوبر الأوروبي             2                                     5

وجه الشبه الثاني هو أن ميسي يشبه اللبنة أو الحجَرة التي لو أزيحت لسقط هذا القصر، ميسي هو بمثابة هذه اللبنة بالنسبة لفريق برشلونة بالضبط.

يتخيل البعض أنه يمكن بناء فريق بسهولة وفي زمن قصير؛ وهذا أمر خاطئ تماماً، كان لا بد من التحضير لمرحلة ما بعد ميسي وبمشاركة ميسي في بناء هذه المرحلة وبالتدريج وليس بهذه السرعة.

سيدخل الفريق في دوامة إعادة الهيكلة والبناء، ولنا العديد من الأمثلة لنوادٍ لم تخرج لحد الآن من مرحلة البناء والتي دامت لسنوات عديدة مثل نادي آياكس أمستردام الهولندي وميلان الإيطالي.

خسارة رحيل ميسي

أنا حتى الآن غير مستوعب وغير مصدق لما يحدث، ولم أستطع لحد الآن تخيل نادي برشلونة بدون ميسي، كيف يعقل التفريط في لاعب مثل ميسي بهذه السهولة؟

وسيكون لزلزال رحيل ميسي العديد من الهزات الارتدادية والخسائر المادية، خسائر الإعلانات وانخفاض نسبة مشاهدة مباريات الليغا الإسبانية، وأيضاً ستكون هناك خسارة ضريبية كبيرة للدولة الإسبانية لأن ميسي كان يساهم بمبالغ كبيرة سنوياً.

إيرادات برشلونة

قبل ميسي                                                مع ميسي

305 ملايين دولار 2005                             1 مليار دولار 2019

وساهم ميسي وحده بنسبة 30% من إيرادات برشلونة، ودفع قيمة 430 مليون دولار لغاية سنة 2017، وأن 8 من كل 10 قمصان يبيعها النادي تحمل اسم ميسي، وبلغت أرباح بيع القمصان 24 مليون دولار. بحسب صحيفة El Mundo الإسبانية.

وأخيراً أعلنها صراحة

على الرغم من أنني شجعت وتابعت مباريات هذا النادي لمدة تزيد على 20 عاماً إلا أنني الآن سأتخلى عن تشجيع ومتابعة مباريات برشلونة وسأتابع فريق ميسي الجديد النادي الباريسي ودوري ميسي الجديد الدوري الفرنسي وإذا ما واجه برشلونة مع PSG فسأشجع النادي الفرنسي لأجل ميسي وفقط.

فقد كنت برشلونياً من أجل ميسي فقط، وشجعت منتخب الأرجنتين من أجل ميسي، وأشجع أي نادٍ من أجل ميسي، وأعتبره هو أفضل لاعب في التاريخ وسأعتزل متابعة كرة القدم يوم يعتزل ميسي، وأعتقد أن هذا لسان حال الكثير من مشجعي وعشاق ميسي.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد سالمي
مهتم بكرة القدم وريادة الأعمال
تحميل المزيد