قبل أيام قليلة على أرض طوكيو باليابان أقيم حفل الافتتاح وإشعال شعلة الألعاب الأولمبية، التي كان من المقرر إقامتها في 2020 ولكن تم تأجيلها لظروف جائحة كورونا.
الألعاب الأولمبية التي بدأت عام 1869 في العاصمة اليونانية أثينا وأصبحت حدثاً عالمياً يتابعه الجميع كباراً وصغاراً ويقام كل أربع سنوات، ويجمع أهم رياضات العالم ليتنافس عليها الرياضيون من كافة الأقطار، وحينما تشتعل شعلتها تتَّقد حماسة الرياضة داخل النفوس والإثارة والروح الوطنية لدى الرياضيين لرفع اسم بلادهم عالياً وعزف نشيدهم الوطني بعد حصولهم على الذهبية. وحمل ذلك الحدث العالمي في طياته كل الأحداث التاريخية؛ المؤلم منها والمفرح وحتى المضحك في بعض الوقت.
صيد الحمام
من الألعاب السابقة التي كان يشملها الأولمبياد ولا يعرف عنها الكثيرون هي رياضة صيد الحمام، التي أقيمت للمرة الأولى والأخيرة في أولمبياد باريس 1900م، حيث أرسلوا اللاعبين لصيد الحمام في الريف الفرنسي، وفاز بها البلجيكي ليو دي لاندين؛ حيث فكر الباريسيون في صيد الأهداف الحية بدلاً من الأهداف الثابتة المعتادة. ولكن بعد ذلك بعامين أُصدر قرار بمنع صيد الأهداف الحية والذي ما زال يعمل به حتى الوقت الحالي.
أسطورة بقدم خشبية
وكانت توجد دورة الألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أعجب أحداثها ما جرى في عام 1904، حيث كان هناك شخص يعيش في ألمانيا يدعى جورج إيزر جورج، قام بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن الرابعة عشرة، وبعدها انتقل للعيش في مدينة كولورادو الأمريكية ثم مدينة سانت لويس، وأصبح مواطناً أمريكياً، وكان يعمل في مكتبة لكسب قوت يومه، ولديه قدم خشبية، شارك جورج في أولمبياد سانت لويس ولكن هذا ليس الجزء المبهر في القصة، ولا حتى أن جورج كان لاعب جمباز، بل المعجزة كانت في إحرازه ست ميداليات في الجمباز ذلك العام، منها ثلاث ميداليات ذهبية، ليكتب تاريخاً يُحكى لأعوام طويلة عن أنه رغم ضعف الإمكانيات وصعوبة التحديات لا يوجد مجال للاستسلام.
العمر مجرد أرقام
في عام 1908 بالألعاب الأولمبية في لندن كانت هناك رياضة تسمى الركض ثم التصويب وكانت عبارة عن الركض لـ100 متر والتصويب على بضعة أهداف في توقفات خلال الركض. رياضة تحتاج إلى لياقة بدنية قوية، بالإضافة إلى التركيز العالي والشباب والقوة.
أحب أن أفاجئك وتعرف أن الفائز بذهبيتين في ذلك العام وأخرى فضية هو السويدي أوسكار سوان، المسنّ الذي كان يبلغ من العمر نحو 65 عاماً!
أوسكار الذي كتب تاريخاً في هذا العام كونه أكبر رياضي فاز بالذهبية في تاريخ الأولمبياد ما زال رقمه محفوراً في السجلات دون أن يكسره أحد حتى هذه اللحظة.
والعجيب أكثر أن القصة لم تنتهِ هنا، فأوسكار شارك بعدها في أولمبياد ستوكهولم 1912 وحصل على ذهبية ثم أولمبياد 1920 في بلجيكا في سن الثانية والسبعين ليحصل على ميدالية فضية ومركز رابع، ليكون أكبر شخص فاز بميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية.
بطل العشر سنوات
في أولمبياد أثينا 1896 وفي مسابقات الجمباز أيضاً حدثت مفارقة عجيبة ظلت مسجلة في التاريخ حتى الآن، وهي تكمن في الحائز على الميدالية البرونزية ديمتروس لوندراس من مواليد أثينا مدينة الأبطال.
في وقت الأولمبياد كان ديمتروس لديه عشرة أعوام و218 يوماً فقط! وهذا لم يمنعه من التغلب على كل المشاركين في هذا الوقت باختلاف أعمارهم.
ثم حين كبر ذلك البطل، أصبح ضابطاً في القوات البحرية ووصل رتبة أميرال.
شعلة فضائية
بالطبع جميعنا يعرف عن شعلة الأولمبياد التي تعلن عن بدء الألعاب الأولمبية، ولكن في أولمبياد مونتريال 1976 كان إشعال الشعلة مختلفاً، إذ تزامن الأولمبياد مع السباق الفضائي، فتم نقل شعلة الأولمبياد عن طريق قمر اصطناعي من أثينا إلى مونتريال، وذلك عن طريق النبض الإلكتروني الناتج عن لهب الشعلة المحترقة أساسا. لتسجل في التاريخ كأحد أعجب انطلاقات الأولمبياد.
دورة 2016 ختام الأساطير
دورة 2016 في ريو دي جانيرو كانت من أحزن الدورات على متابعي الرياضة حول العالم حيث فقدت الألعاب الأولمبية فيها عدداً من أساطيرها.
بدأ ذلك بإعلان مايكل فليبس الأسطورة الأمريكية في السباحة اعتزاله بعد تقديمه إنجازات يصعب على أي رياضي معادلتها في المستقبل القريب على أحسن تقدير.
مايكل حصل على خمس ذهبيات في تلك الدورة التي كانت الخامسة له، إذ بدأ المشاركة في الأولمبياد منذ دورة عام 2000 بسيدني ووصلت عدد ميدالياته خلال تلك المدة 28 ميدالية أولمبية منها 23 ميدالية ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتين. ليسطر قبل اعتزاله أسطورته بأنه حتى هذه اللحظة هو أنجح رياضي في تاريخ الألعاب الأولمبية.
بعدها توالت الأخبار باعتزال العداء الأسطوري يوسين بولت؛ يوسين الذي سطر تاريخاً جعله أسرع إنسان على وجه الأرض، حيث استطاع وحده على مر تاريخه الفوز بالثلاث ذهبيات الخاصة بالركض لثلاث مرات على التوالي؛ آخرها كان في أولمبياد ريو، وسطّرَ بذلك رقماً قياسياً لم يستطع أحد كسره في سباق الـ100 متر حتى الآن. بولت أعلن اعتزاله في ذلك العام وأنهى مسيرته ساخراً: لم أجد المنافسة اللازمة من المنافسين الآخرين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.