المصالحة الوطنية في ليبيا.. أين وصلت، وأين ستقف، وماذا ينقصها لتنجح؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/14 الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/14 الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش
مظاهرات في ليبيا 2021/ الأناضول

مع انتهاء كل صراع مسلح في ليبيا ومع هدوء الأوضاع العسكرية في البلد، تطفو على السطح بين الفينة والأخرى الندوات والحوارات والمؤتمرات الداعية إلى المصالحة الوطنية، والتي يحاول الشباب المدني من خلالها إيصال صوت الشاب المتعلم المُطالب بالسلام والمستهجن للحروب، وبينما تعقد هذه المؤتمرات والندوات وغيرها، والتي يثمن الليبيون دورها في إرساء السلام ونشر ثقافة الحوار، فإن صوت الشباب المقاتل من كافة الأطراف غائب عن المشهد.

هناك العديد من الخطوات من المهم اتباعها وفقاً لترتيب معين وصحيح من أجل ضمان أن تكون المصالحة الوطنية شاملة، إضافة لتحقيق المرجو منها وهو إعادة النسيج الاجتماعي، الذي مُزّق بفعل الحرب الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس وما حولها من مدن، وأدى إلى إعادة ارتفاع النعرة القبلية في ليبيا والمطالبات بالتقسيم خصوصاً من  سكان إقليمي برقة وطرابلس.

ضرورة مشاركة المهجرّين والنازحين من مختلف المدن لضمان نجاح عملية المصالحة

المهجرون والنازحون هم أكثر من دفع فاتورة الصراع السياسي والعسكري في البلد بين مختلف الأطراف، فمنهم من فقد بيته ورزقه ومأواه، ورغم ذلك فإن صوتهم مازال يعتبر ضعيفاً سواء في ملتقيات الحوار التي عقدت في مختلف الدول على مدار الست سنوات الأخيرة أو حتى في الجانب الاجتماعي، لذلك فإن إشراكهم في عملية المصالحة وإرجاع حقوقهم وتعويضهم هو واحد من أساسيات عملية المصالحة الشاملة في البلد وبدونهم ستستمر فجوة الصراع!

مشاركة الشباب المقاتل على الأرض من مختلف الأطراف

مشاركة الشباب الذي شارك في معارك القتال في مختلف الحروب مهم جداً، وخصوصاً المتطوعين منهم والذين لا يتبعون لجهات عسكرية أو أمنية بشكل رسمي، فهم في الواقع من يمثلون الأرض وهم من يقومون بالنزاعات المسلحة، وصوتهم ورأيهم مهم جداً في إنهاء الصراع المسلح والانتقال التدريجي للحوار السياسي والمصالحة المدنية.

مشاركة المكونات القبلية في المصالحة الوطنية

علينا أن نعترف ونقر بأن القبيلة والعرف الاجتماعي هو الحاكم في ليبيا بشكل كبير جداً في مختلف القضايا السياسية والجنائية وغيرها من الأمور الأخرى، ونسبة كبيرة جداً من المشاكل والجرائم التي عجز القضاء عن حلّها بشكل يرضي الطرفين، استطاعت القبائل حلّها وإنهاءها وإعادة الأمور إلى مجاريها من خلالها، لذلك دور القبيلة في العملية السياسية مهم جداً، حتى لو حاولنا الابتعاد عن الجانب القبلي والإنكار، إلا أنه موجود على الأرض فعلياً.

مشاركة الشباب المدني والنخب السياسية

أخيراً وليس آخراً يأتي دور النخب السياسية والنشطاء المدنيين في موضوع مد يد العون في عملية المصالحة، وهم موجودون على الأرض فعلاً وكذلك هم المنظمون والفاعلون ويمثلون النخبة المثقفة والأكثر تعلماً في البلد .

تعقيب أخير:

لا يمكن أن ينشأ في ليبيا حوار مصالحة وطنية شاملة بدون وجود كافة الأطراف في الموضوع، وقبيل جمع هذه الأطراف يجب عليها هي كذلك إبداء حُسن النية وتغليب مصلحة الوطن فوق مصلحة المدن، مع مراعاة المحاسبة لكل المتورطين في الدماء وصناعة الحروب ورد المظالم وضمان حق المهجرين والنازحين.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد التومي
مراسل صحفي ليبي
خريج قسم الصحافة بكلية الفنون والإعلام بجامعة مصراتة في ليبيا، عملتُ وتعاونت مع عديد القنوات والوكالات المحلية والدولية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات عن حرية الصحافة في ليبيا.
تحميل المزيد