بعد سقوط نتنياهو.. هل يُفتح كتاب نهاية الاحتلال الإسرائيلي قريباً؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/12 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/12 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
رويترز

بعد احتدام الصراع الدائر داخل أروقة الكيان الإسرائيلي السياسية على السلطة، وإجراء انتخابات برلمانية عدة مرات والفشل في تكوين حكومة قادرة على الاستمرار في وجه عواصف الفوضى والتشظي السياسي، بعد كل ذلك، لم ينجح نتنياهو في الانتخابات الأخيرة. 

رافق تلك الانتخابات الكثير من الاضطرابات والحروب السياسية الداخلية أو الخارجية وتحديداً على قطاع غزة، لم يتحقق الهدف الإسرائيلي من العدوان على غزة أو المعركة الداخلية ضد فلسطينيي الأراضي المحتلة، وعلى رأسهم القدس وأهالي حي "الشيخ جراح". وفي نهاية المطاف، بات نتنياهو أقرب إلى من السجن من أي وقت مضى في مسيرته السياسية. 


بعد المواجهة الأخيرة سقطت ورقة التوت عن الجميع وخصوصاً عن هذا الكيان الصهيوني، واتضح كم هو ضعيف أمام حرب بسيطة بالمفهوم العسكري وأمام فصائل المقاومة، وليس مع دولة أو محور المقاومة بأكمله. 

ليلة سقوط نتنياهو لها ما بعدها، وخصوصاً بعدما فقد جزءاً كبيراً من شعبيته داخل إسرائيل، وبات عبئاً سياسياً على المطبعين العرب الذين راهن عليهم بأنهم بوابة نجاته في الانتخابات، كل هذا الوهم وأكثر الذي ألمّ بهذا الكيان طيلة فترته في رئاسة الحكومة.

بانتظار سقوط النتنياهو في تشكيل حكومته، وغيره من سيتولى الحكومة في المرحلة القادمة، لكن تمسك نتنياهو في الحكم فاق كل التوقعات، فحاول إفشال الحكومة الجديدة وتحميلها ملف "مسيرة الأعلام"، كي يكون لها حمل ثقيل في اتخاذ قرار مهم بهذه المسيرة أو إلغاؤها، يحرق نتنياهو المراكب من ورائه، فإما هو أو لا أحد.

كثيرة هي الأحداث الذي حدثت في السنوات الماضية خلال حكمه، الاستراتيجية الإسرائيلية باتت أقل إحكاماً وأكثر تشتتاً وعلى وشك التلاشي، فما زرعه نتنياهو سيحصده الذي بعده، وسيواجه بمقاومة مسلحة تسليحاً جيداً وقوياً، وإرادة شعبية من الداخل الفلسطيني، والشعوب العربية بعد كمّ الوعي الذي أدركته في الوقت الحالي، ونتكلم عن الجيل الرابع والخامس من الشعوب العربية.

نتنياهو يفعل المستحيل كي يبقى في الحكم وينجي نفسه من السجن المؤكد بعد انتهاء مدة رئاسته للحكومة، وموته سياسياً بسبب قضايا الفساد الذي تنتظره بعد انتهاء ولايته، ربما سنشهد أحداثاً كبيرة ومهولة في الفترة القادمة، فما قامت به المقاومة من تغير استراتيجيتها السياسية أو العسكرية، أربكت العدو، فأي مواجهة قادمة ستكون لها نتائج سلبية كبيرة جداً على إسرائيل. المقاومة تتوعد والفلسطينيين في الداخل وفلسطينيي 48 ينتظرون الإشارة لبدء انتفاضة ثالثة في هدمت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار.

ليلة سقوط نتنياهو تكون قد طويت صفحة في تاريخ "الكيان"، وفتحت صفحة جديدة من كتاب النهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. بعد الحرب الأخيرة على غزة، أصبحت القضية الفلسطينية في المقدمة بعد سُبات دام لسنوات طويلة، فالعالم الواعي الآن يوجه أنظاره إلى شعب فلسطين والمعاناة التي يقاسيها من الاحتلال.

دائماً ما يكون الفصل الأخير من الأحداث محط أنظار العالم، خصوصاً الشعب الذي احتلت أرضه بطريقة ظالمة منذ عقود. فلسطين والفلسطينيين تحديداً بدأوا يتنفسون الصعداء بعد هذه الأحداث الأخيرة، الصفحة الأخيرة أو بالأحرى السطر الأخير لنهاية هذا الكيان بدأت تتجلى بشكل واضح، بعد مواجهة سيف القدس وما بعدها من انصياع هذا الكيان الغاصب لقرارات محور المقاومة.

ربما بعد سقوط النتنياهو ستتغير السياسة والاستراتيجية الإسرائيلية كما يعتبرونه أقوى رئيس وزراء إسرائيلي حتى الآن، والاصطياد في الماء العكر هذه الفترة لم يحقق أي نتيجة على الإطلاق، فالضعيف أصبح قوياً والقوي أصبح ضعيفاً، والأحداث الأخيرة دليل على ذلك.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ياسر رافع
كاتب مصري مهتم بالسياسة
كاتب مصري مهتم بالسياسة
تحميل المزيد