انتهت “سيف القدس” لكن بدأت مرحلة جديدة.. لماذا تشعر إسرائيل بالقلق الآن؟

تم النشر: 2021/05/29 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/29 الساعة 14:09 بتوقيت غرينتش
إسماعيل هنية ويحي السنوار/رويترز

بعد انتهاء المواجهة بين الكيان الصهيوني والمقاومة في قطاع غزة وفي الداخل الفلسطيني، والزحف العربي من عدة دول لها حدود مع دولة الكيان تجاه فلسطين، سواءً كانت من الأردن أو العراق أو سوريا أو لبنان وغيرها، والهبة الشعبية في الدول العربية، كان هذا الأمر مفاجئاً وفوق كل التوقعات، بالنسبة أولاً لإسرائيل أو أمريكا ثانياً أو حكام هذه الدول العربية وشعوبها الواعية في معركة الوعي التي حصلت بين إسرائيل والمقاومة. ومن بات يشعر بخطر شديد من هذه الهبة الشعبوية العربية هم المطبعون الجدد ونتائج الحرب والمراهنات التي راهنوا عليها لم تجلب لهم سوى الخسارة.

انتهت المواجهة في معركة "سيف القدس" بنصر منقطع النظير للفلسطينيين وتحديداً المقاومة الفلسطينية وركَّعت الكيان الغاصب، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم بأنهم لأول مرة بالتاريخ يخسرون معركة بهذا الحجم مع المقاومة الفلسطينية، فما أرادته المقاومة في غزة تحقق بقوة السلاح وليس بالدبلوماسية أو المفاوضات كما كان في السابق.

الكيان الصهيوني، بدأت تسري فيه همهمات وهمسات عن إمكانية دنو النهاية، بعد استشعار الهبة الشعبية العربية غير المسبوقة ضده. جميع المحاولات التي قامت بها وسائل التواصل الاجتماعي، من طمس الحقيقة وإغلاق وحظر مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم نشر ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لم تحقق الهدف منها. الناشطون على هذه المواقع بدؤوا بنشر حجم الدمار الذي لحق بالفلسطينيين خلال هذه المواجهة.

الدولة التي تدعي الديمقراطية والتعايش السلمي مع الفلسطينيين باتت جرائمها مكشوفة أمام الرأي العام العالمي، مما كان له الأثر السلبي على هذا الكيان، وفهمهم من تطبيق صفقة القرن الظالمة على الشعب الفلسطيني الأعزل.

معركة "سيف القدس" باعتقادي أن هناك جولة جديدة بين الفلسطينيين والكيان المحتل. بعد الانتهاء مما يمكن أن يطلق عليه (استراحة محارب)، وهي ملحمة عربية قادمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فما تخشاه إسرائيل في أي مواجهة هو ما يمكن أن يجري خارج حدودها من هجوم أو وقفات احتجاجية، وهذا ما حصل فعلاً على حدود الأردن ولبنان وغيرهما، فكانت الرسائل التي جاءت من الحدود بأن الشعوب العربية واعية تماماً وهدفها تجاه فلسطين هو نفس الهدف.

باعتقادي أن مواجهة "سيف القدس" لها ما بعدها، ربما هذا ما أدركه العالم الداعم للكيان الإسرائيلي، فبات ينظر له ليس بأنه محتل، وبانت الدول الداعمة لهذا الكيان خاسرة لسمعتها، وخصوصاً عند شعوب الدول العربية، فيجب النظر من جديد لهذا الكيان بالإزالة أو الاستقرار، وهذا يعتبر من مصلحة الشعب الفلسطيني المضطهد.

في هذه المرحلة يمكننا القول إن الحرب بدأت و"سيف القدس" كانت هي البداية، اضطرت إسرائيل للخضوع لإرادة المقاومة وإرادة الشعوب العربية بإيقاف هذه المواجهة، لكن الشعوب العربية وخصوصاً الجيلين الرابع والخامس باتت تنظر إلى المواجهة المباشرة مع هذا العدو وتحرير الأراضي الفلسطينية، وفي هذه المرحلة سيقف حكام الدول العربية عاجزين عن صد أي زحف شعبي أو تكبيل الأفواه بأي طريقة كانت.

فلسطين هي الدولة الوحيدة والأخيرة في العالم التي تعتبر المستعمَرة، فعندما يزول هذا الاستعمار ستكون هذه آخر الحروب، وهذا ما يدركه الكيان الإسرائيلي والداعمون له. الشعوب العربية الحرة التي تنظر إلى الحرية، تدرك أن معركة الوعي القادمة هي الأخطر والأهم وهذا ما يسعى له العرب جميعاً، وكان هذا واضحاً على الحدود اللبنانية والأردنية والسورية، والمسيرات الحاشدة في جميع الدول العربية الإسلامية والعالمية للمطالبة بفتح الحدود أو الوصول إلى أرض فلسطين، ليس للوقوف مع الشعب الفلسطيني فحسب، بل من أجل تحرير القدس وفلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها الأصليين.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد فؤاد الكيلاني
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد