خلال الأيام الماضية تعرّضتْ دولة الاحتلال الإسرائيليّ لواحدة من أعنف الهجمات العسكرية منذ إعلان تأسيس الدولة. في ذكرى النكبة تقريباً قُصفت تلُّ أبيب، وغطت الصواريخ الفلسطينية معظم الأراضي المحتلة، وسقط عدد غير قليل من المستوطنين بين قتيل وجريح، وتكبّدتِ البنية التحتية الإسرائيلية خسائر مالية وفنية جسيمة، ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها الذراع العسكرية لحركة حماس تحت اسم "سيف القدس".
لم تعتَدْ دولة الاحتلال على هذا النمط من الندية والمبادرة، والذي يؤثر سلباً على كثير من سرديّاتِ الشجاعة والتفوُّق العبري على نظرائهم العرب، بشكل لا يقلّ أهمية وردعاً عن الخسائر المادية والبشرية.
بالإضافة إلى تاريخ دولة الاحتلال في شنّ هجمات برية على الأراضي العربية، سوريا ومصر ولبنان والقطاع، كان متوقعاً أن تقوم القوات البرية الإسرائيلية بتوغُّل داخل أراضي غزة، لأسباب كثيرة، من بينها محاولة استعادة أيٍّ من الأسرى الأربعة الموجودين في غزة، كما كانت زهاڤا والدة شاؤول آرُون، أحد الأسرى التي أعلنت كتائب القسام احتجازهم في وقت سابق، تُمنّي نفسها، إلى جانب اجتثاث البنية التحتية للمقاومة، من كوادر بشرية وأنفاق ومنصات صواريخ، كما أشار نتنياهو في خطابيهِ أمام حشد السفراء الأجانب، وبعد الهدنة التي توسطت فيها مصرُ بين الطرفين.
ومع ذلك تراجع جيش الاحتلال أكثر من مرة خلال هذه الجولة، عن قرار التدخل البري في القطاع، رغم الخسائر الرمزية والمادية الفادحة التي تكبدها، خوفاً من أمور معينة، فما الذي ردع دولة الاحتلال عن اتخاذ هذا القرار؟
جحيم الشجاعية
قبل 7 أعوام، خلال معركة "العصف المأكُول" -الجرف الصامد كما سمّاها جيش الاحتلال- اتّخذت قيادة الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسيّ في الكيان قراراً بشن حملة برية واسعة على فصائل المقاومة في قطاع غزة، من أجل عدة أهداف، على رأسها ما سُمي حينها باستعادة الأمن في الجنوب، وتدمير البنية التحتية للمقاومة.
كانت تقديرات جيش الاحتلال، قبل خوض هذه المعركة، أنه لن يكون توغلاً سهلاً، بسبب بسالة مقاتلي المقاومة واستخدامهم باقة متنوعة من الأسلحة المضادة للدروع، وعلى رأسها صاروخ "كُورنيت" الروسي الذي استخدمته عناصر حزب الله ضدّ دبابات الميركاڤا، في حرب يوليو/ تموز 2006، مُحققةً خسائر كبيرة في صفوف سلاح المُدرعات الإسرائيليّ.
ومع ذلك، وفي نفس الوقت، كان التقدير أنّ ردع حماس وتحميلها أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية يتطلب هذه المجازفة، التي سيجري تقليل مخاطرها عبر مجموعة من التدابير الإجرائية المتعلقة بالأمن الشخصي للجنود، وأكواد تفادي الأسْر حتى لو كان الثمن التضحية بالجنديّ المعرض للخطر وحرق البقعة التي تجري فيها محاولة الأسر، بالإضافة إلى إتقان تكتيكات الحرب داخل المدن وتكثيف عمليات الاستطلاع الفضائيّ والجوي والميدانيّ.
ولكن سردية المقاومة ونبوءتها حينما أبدت جاهزيتها لهذا التصعيد الإسرائيلي في هذا الوقت، حيث اشتهرت عبارة أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام التي قال فيها: "أتتوعدُنا بما ننتظر يابن اليهودية؟" كانت أصدق وأكثر واقعية من تقديرات الاحتلال.
من ضمن المناطق التي دفع إليها جيش الاحتلال بصفوة جنوده ونخبته من لواء الاستطلاع "جولاني" داخل قطاع غزة كان حيّ الشجاعية، هناك تعرضت عناصر الجيش لأهوالٍ ما زالوا يروونها، من شدة أحداثها، حتى الآن.
في وثائقيٍّ تفاعليٍّ من إعداد قناة "مكان" العبرية وترجمة شبكة "عكا" الفلسطينية، جرى خلاله تسجيل مقابلات مصورة مع عدد كبير من جنود وضباط الجيش الذين سمحت لهم الرقابة بالإفصاحِ عن هُوياتهم بعد معارك الشجاعية، سردت هذه العناصر، التي لم تكن في مواجهة بعضها البعض خلال إعداد الفيلم وإنما جرت مقابلة كل منهم على حدة وعرض المشاهد المجمعة لاحقاً، بعضاً مما جرى من مفاجآت في هذه المنطقة.
بشيءٍ من الإيجاز، كان أهمُّ ما ذكره الجنود في الوثائقيّ أنهم تلقوا أوامر عليا بشنّ هجوم بري على فصائل المقاومة، بعد استفحال آثار واقعة خطف 3 مستوطنين في منطقة غوش عتصيون، فيما عُرف حينها باسم عملية الـ"شلاليط الثلاثة"، في إشارة إلى واقعة اختطاف الجندي الإسرائيليِّ جلعاد شاليط عام 2006، وسحبه إلى غزة، ثمّ تصعيد التراشق الصاروخي بين فصائل المقاومة من جهة وبين غارات سلاح الجو الإسرائيلي من جهة أخرى.
على حدّ قول الجنود، فقد كان في البداية لديهم شعور من نوع:"هيا لنذهب لتنفيذ كل ما يجب تنفيذه ببساطة، شعب إسرائيل خلفنا"، ولكن ما إن دخلوا إلى حدود المنطقة حتى ظنوا أنهم رأوا هذا المكان من قبل "في أحد الأفلام أو الألعاب الحربية".
يحكي أحد الجنود: "بدأ خوفي عندما نزلنا من ناقلة الجند، حيث شاهدتُ الدمار في جميع المنازل، شاهدت رشقةً من الشظايا تطير باتجاهي، إنه توصيفٌ جديد لمعنى كلمة خوف، في تلك اللحظة أدركت معنى الخوف بصورة مختلفة".
يقول جندي آخر: "ما إن بدأت الاشتباكات بيننا وبين عناصر حماس حتى سمعنا خبر مقتل زملائنا، عوز مندلوڤيتش وجلعاد يعقُوبي، بعدها وقع حادثٌ في بيت يدعى بالبيت الأبيض، حيث يجتمع صفوة قادة العملية البرية على حيِّ الشجاعية، أدى إلى مقتل نائب قائد الكتيبة الرائد تسڤرير بار أور وضابط العمليات تسيكا كابلان وإصابة قائد الكتيبة روعي ليڤي بجراح خطيرة، وفي غضون وقت قليل من هذه الأخبار قُتلَ زميلنا ملاكو، كانت تجربةً مريرة للغاية".
يتابع الجندي: "يجدر القول إنه في هذا التوقيت لم تكن كتيبتُنا الوحيدة التي قد أُصيبت، فقد أصيب قائد اللواء أيضاً، وأصيبت الكتيبة الـ13، ووقع عدد كبيرٌ من القتلى في صفوفها، وكذلك وحدة إيغوز التي كانت تقاتل في صفوفنا أصيبت أيضاً. عندما حدث ذلك أدركتُ أننا لسنا سوبر مان كما كنا نعتقد، تصورنا أنهم سيعيدُوننا إلى إسرائيل لأنه لم تعد هناك قيادة أو شيء مع تخييم حالة من الفوضى والارتباك".
وعن فصل آخر من المعركة التي دارت رحاها داخل المنازل المهجورة التي تحولت إلى ديار مفخخة في مساحة صغيرة للغاية لا تخلو من الأنفاق والقتال التلاحُميّ بين عناصر قوات النخبة الإسرائيلية وأفراد المقاومة، يقول جندي: "جدران المنازل كانت تنكمش وتنبسط من شدة المتفجرات، كنا نصرخ في اللاسلكي: سنموت هنا. كنت داخل المنزل وأنتظرُ تدميره في أي لحظة ولا مكان نهرب إليه، بعد مقتل ملاكُو لم نستطع سحب جثته بسبب غزارة النيران والهاون، وصلتنا تحذيرات بأن عناصر حماس وصلوا للمنطقة من أجل خطف جنود أو جثث، كانت لحظات صعبة للغاية، ظللتُ أبكي فيها، والأحداث كانت تتوالى واحد تلو الآخر".
ويُعرِّجُ مراقب خارجي من الجيش كان على اتصال مع محيط الاشتباكات، ولكنه كان بعيداً عنه: "طوال الوقت كانت تتوالى أخبار الجرحى والقتلى، في اليوم الأول فقط كشف المتحدث العسكري عن مقتل 16 جندياً"، ويختم جنديّ: "اقتحمنا مشارف الشجاعية ولكن الثمن الذي جنيناه كان باهظاً للغاية، أدركت لاحقاً في اليوم الذي انتهت فيه الحرب أنها لم تكن الخيار الصحيح".
بكلّ تأكيد لا تنفي هذه الشهادات بأي حال حدة الاشتباكات بين الطرفين، ولا تعني أنها كانت معركة من طرف واحد، ولكن المفارقة أنّ هذا الفيلم لا يعدُّ الفيلم الوحيد الذي وثق مأساة الجنود الإسرائيليين في حي الشجاعية تحديداً، وإجماعهم أنّه قد جرى الزجُّ بهم في معركةٍ غير متوقعة، وفي بيئة جغرافية غير مألوفة، وأنه لو كان الأمر بيدهم بشكل مستقل لربما فضلوا عدم الانخراط في الحل العسكري، خاصة أن هذا الحي يعد أحد أبرز معاقل حماس، كما هو معلوم.
الأسرى الأربعة
لم تستطع عناصر المقاومة خطف "ملاكُو"، إذ تمكن جنود الاحتلال من شق نافذة صغيرة في جدار أحد المنازل التي تطلّ على موقع ناقلة الجند التي قتل فيها ملاكُو، وكان كلما اقترب أحد عناصر المقاومة من الجثة أمطروه بوابل من النيران، حتى تمكنوا من سحب جثته ونقلها خارج المعركة.
ولكن المقاومة استطاعت، في نفس التوغل البري، أسر عنصرين من عناصر الجيش الإسرائيلي، هما شاؤول آُرون وجُولدن هدار، بالإضافة إلى عنصرين آخرين من خارج الجيش جرى أسرهُما في مناسبات مختلفة بعد الحرب، ليصل عدد المأسورين كما أكد أبو عبيدة، في خطاب سابق، إلى 4 عناصر في قطاع غزة.
يناكفُ الجيش الإسرائيلي في حقيقة حالة بعض من هذه العناصر، إذ يقول إنّ أحدهم على الأقلّ قُتل في المعركة ولم يؤسَر حياً، ولكن أياً يكن تُسبب مثل هذه العمليات مشكلةً عويصة لدى قيادة الاحتلال، إذ تفتح ملفاً من البُكائيات التي تذرفُها عوائل هذه العناصر من أجل استرجاعهم من القطاع، أحياء أو أمواتاً، وهو ما يستغله طرفان لصالحهما: المقاومة التي تعتبر هذه البكائيات أداة ضغط مجانية على الحكومة الإسرائيلية من أجل الحصول على مكاسب في صفقات تبادل الأسرى، واليسار الإسرائيلي الذي يريد النيل من نتنياهو وخياراته العسكرية في إدارة كلّ الملفات، وهو ما يضاعف الضغط على اليمين الحاكم.
في عام 2006 تمكنت المقاومة من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بالقرب من تخوم القطاع، وقد شنَّ جيش الاحتلال معركةً كاملة عام 2008 (الفرقان/ الرّصاص المصبوب) من أجل استعادته، ولكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، واضطرت دولة الاحتلال إلى القبول بصفقة تبادل أسرى برعاية مصرية تضمنت الإفراج عن عشرات الفلسطينيين والفلسطينيات، والذين كانوا قد حصل بعضهم على أحكام مشددة.
لاحقاً بعد الإفراج عن شاليط، تبيّن أن عملية أسره كانت فضيحة بكل المقاييس، فبعد مقتل قائد ورقيب في العملية أصيب شاليط بحالة ذعر قياسية، جعلته مشلولاً متسمِّراً في مكانه لا يستطيع الحركة، حتى جاء عناصر المقاومة إلى دبابتهِ واقتادُوه إلى القطاع، مستجيباً لأوامرهم بالهرولة قبل أن يصل الدعم الجويّ.
"لو امتشقَ جلعاد رشاشه وراقب مهاجمه وهو يتسلق آليته وأطلق النار عليه لكان بوسعه أن يُرديه قتيلاً، ولكان المهاجم الثاني لاذ بالفرار، ولكن شاليط تحول إلى أسير دون أن يقاوم ودون أن يستعمل أياً من الأسلحة الكثيرة التي بحوزته"، كانت هذه خلاصة محلل عسكري إسرائيلي لما ورد في التحقيقات الرسمية مع شاليط بعد الإفراج عنه.
لا يقتصر الذعر الإسرائيلي من مسألة أن يقع الأسير في الأسر حياً فقط، ولكن هناك خوفٌ دائم حتى من أن تسقط الجثة -حال القتل- في يد خصوم الدولة، ما يضع على عاتقهم مسؤولية تاريخية لاستعادة رفاته، كما حدث من زخاريا بومل، الجندي الإسرائيلي الذي قتل عام 1982 في سهل البقاع اللبناني خلال معركة السلطان يعقوب ضدّ الجيش السوريّ، وأصرّ جيش الاحتلال على استعادة رفاته بعد 37 عاماً من مقتله، في عملية نوعية ساهم فيها الجيشان الروسي والسوري عام 2019، واعتبرها نتنياهو إنجازاً سياسياً شخصياً يُحسب له، وما زال الجيش الإسرائيلي يبحث عن رفات زميليْن لهذا الجندي فُقدوا في نفس المعركة.
بعد 2014، لم يعد لدى المقاومة أسيرٌ واحد فقط كما كان الوضع سابقاً، بل باتت لديها باقةٌ متنوعة من الأسرى، ضباط وجنود عسكريون ومدنيون، وما زالت حتى اللحظة ترفض الإفصاح عن أي معلومة تخصهم، رافعة شعار: لكلّ معلومةٍ ثمنها، لا معلومات مجانية، وتخطط هذه المرة، كما أكدت، للإفراج عن عدد أكبر من الأسرى، من ذوي الثقل الجماهيري والسياسي والأمنيّ، مقابل الإفراج عما لديها من الإسرائيليين، في صفقةٍ لن تقلّ أبداً وفي كلّ الأحوال عن صفقة شاليط.
الخوف الذي تملّك القيادة الإسرائيلية كان يمكن أن يؤدي إلى تدخل بري جديد، واندفاع من الجنود، خاصة أنّ هذه التوغُّلات لا تخلو من أخطاء ميدانية، كما كانت الحال في حادثة شاليط، الذي جرى تحذيره من الأسر قبل العملية بأيام، إلى مضاعفة عدد الأسرى الموجودين مع المقاومة، بما يضاعف الثمن الذي ستجنيه المقاومة من الاحتلال، ويعمق أزمته السياسية والأمنية، ويكرِّسُ الصورة الذهنية عن نتنياهو، ذلك القائد السياسيّ الذي يُلقي بأبناء الجيش إلى الجحيم، دون أن يتمكن من استعادتهم.
كرب ما بعد الصدمة
قبل التصعيد العسكريِّ الأخير بأيام، والذي لم تستطع أجهزة الاحتلال من تقديره أو إدارته ميدانياً على نحو يحفظ أرواح مواطنيهم ويحفظ للجيش هيبته، وقعت حادثة كبيرة، أدت إلى إشعال الرأي العام هناك، وفتح الجروح القديمة المتعلقة بالتوغّل البري الأخير داخل القطاع.
جندي إسرائيلي، يدعى إيتسيك ساديان (26 عاماً)، قام بسكب البنزين على جسده بالقرب من دائرة الترميم في وزارة الأمن بمنطقة بيتيح تكفا، ما أدى إلى موته محترقاً، وفي وقت لاحق، تبيّن أن هذا الجندي كان ضمن العناصر التي خاضت معارك الشجاعية، وقد قُتل 6 من زملائه، وأُسرَ زميله شاؤول آرون، وجرى تشخيصه بإعاقةٍ نفسية بنسبة 25%.
حاول الجندي أن يتخلص من آثار هذه المعركة فبحث عن عمل بسيط يتناسب مع وضعه النفسيِّ الحاليِّ، ولكنه فقده ضمن تداعيات جائحة كورونا على الوضع العامّ في الاحتلال، ولم يلق الدعم المعنويَّ والماديَّ اللازم بعد تأزم أموره، وهو نفس السبب الذي دفع زميله يارون فورتر إلى مغادرة إسرائيل والاستقرار في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقاً لبيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيليّ، فإن "هذا الحدث المأساوي الذي يحتاج إلى مراجعة قاسية مع الذات قد سلط الضوء على مأساة آلاف المعاقين نفسياً من العسكريين الذين تأذّوا من المعارك البرية مع خصوم إسرائيل".
كل هذه الأسباب وغيرها مثل تراجع كفاءة سلاح المدرعات الإسرائيلي، وكلفة حروب المدن بالنسبة لأيّ جيش بعيداً حتى عن الجيش الإسرائيلي، دفعتْ جيش الاحتلال إلى تلقي الضربات من المقاومة، براً وبحراً وجواً، دون أن يجرؤ على طرح الحلّ البري، خوفاً من كُلفته الفادحة في هذا الوقت، قبل أن تسدد فاتورة التوغل السابق، خاصة في ظلّ تردي الوضع السياسي في الداخل، وعدم وجود كنيست مستقرّ قادر على إفراز حكومة بوسعها أن تتخذ قرارات مصيرية، ووفقاً لمحللينَ فإنّ الجيش الإسرائيليَّ قد يتكبّد ما قد يصل إلى ألف قتيل، حال قرر شنّ عملية برية "واسعة" على القطاع مستقبلاً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.