“طرابلس اللبنانية” بالواجهة الدولية.. باريس تسابق واشنطن وأنقرة، هل تتحمس الرياض؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/23 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/23 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي في لبنان

تعود مدينة طرابلس في الشمال اللبناني لواجهة الاهتمام الدولي والغربي، فالمدينة أزيلت منذ أشهر قليلة عن لائحة “المساحات السوداء” الأمريكية والأوروبية، وعادت لتشهد حركة سياح أجانب ولو بشكل طفيف، لكن في المشهد الأوسع أن المدينة تستقبل منذ أشهر سفراء أجانب لم تكن طرابلس يوماً على لائحة اهتمام هذه البعثات الأجنبية ولا ضمن حساباتها، نتيجة الصراعات الدامية التي شهدتها عاصمة لبنان الثانية منذ سنوات قليلة.

هذه الحركة الدبلوماسية دشنتها سفيرة واشنطن دورثي شيا نهاية العام الماضي، واستمرت لتشهد حركة معدية دبلوماسية، شملت سفراء فرنسا وتركيا وكندا وسويسرا والسويد، فيما يغيب سفراء الدول العربية عن المدينة منذ سنوات دون تفسير أو تعليل، والملاحظ أن المدينة تشهد حركة سياسية جديدة بعد التراجع الذي منيت به القوى السياسية التقليدية منذ انطلاق ثورة 17 تشرين، وخاصة أن الدول باتت تبحث عن بديل جدي وغير غارق في الفساد للتواصل معه والسماع منه حول رؤيته للمستقبل، وقد بدا ذلك جلياً في زيارة الوزير الفرنسي لودريان الأخيرة لبيروت، ولقائه مع قوى سياسية ناشئة من المعارضة، بالإضافة للقاء جمعه بالجمعيات الأهلية من مختلف المناطق اللبنانية.

تسابق مع الأتراك؟

ثمة شعور لدى القوى السياسية أن التحركات الفرنسية في لبنان مؤخراً، وتحديداً في طرابلس تعود لخشية فرنسية من تمدد تركي، وخاصة في ظل الشعبية التي يتمتع بها الرئيس رجب طيب أردوغان في الوسط السني في طرابلس، والذي بحسب دراسة أعدتها شبكة “الباروميتر العربي” فإن أردوغان حصل على نسبة 25% من الشعبية في لبنان، لكن هذه الشعبية بحسب المتابعين لا تعني رفض طرابلس للحضور الأوروبي، وخاصة أن الطابع في المدينة هو طابع مدني ينجذب للغرب بشكل واسع، ووفق هذه القوى السياسية فإن الفرنسيين يسابقون واشنطن في المنطقة، وخاصة أن الأمريكيين يولون مؤخراً اهتماماً لافتاً لطرابلس ومحيطها.

“آن غريو” في طرابلس وعكار.. انجذاب للمصالحة مع السنة

يعتبر الفرنسيون أن المناطق الشمالية اللبنانية تختزن في مساحاتها كنزين، الأول المرافق الحيوية والموقع الجيوسياسي، والثاني القدرات البشرية الهائلة والمتطورة، التي تنتظر فرصة نهوض لمحيطها بعد انقطاع السبل من جانب الدولة اللبنانية، لذا فإن الفرنسيين اتخذوا قرارهم للتصالح مع طرابلس بعد سنوات من القطيعة معها، لذا فإن السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو حطت رحالها في زيارة لمدة ثلاثة أيام في طرابلس وعكار، وتعتبر عكار أم القرى اللبنانية، حيث مئات القرى المهمشة والمتروكة، يضاف إلى ذلك العدد الهائل للنازحين السوريين، فعكار على المستوى الجغرافي تُلاصق القرى السورية براً وبحراً، كما تعتبر المنطقة نموذجاً فريداً للتعايش المذهبي، حيث الحضور المسيحي والعلوي كثيف، وسط أكثرية سنية، ووفق المصادر المطلعة فإن السفيرة غريو التقت في مناطق عكار العديد من إدارات المؤسسات التعليمية  والمراكز الصحية والجمعيات الاجتماعية، حيث استمعت لشرح مطول عن واقع المنطقة، ووعدت بالحفاظ على الدعم الفرنسي للمنطقة ضمن البرامج التنموية الفرنسية في الدول النامية.

طرابلس قبلة باريس الجديدة

لا يُخفي الفرنسيون اقتناعهم بأن لطرابلس موقعاً جيوسياسياً مهماً على البحر المتوسط في ظل الصراعات الدائرة مؤخراً، حيث تمتلك المدينة مرافق أساسية كالمنطقة الاقتصادية والمرفأ وغرفة التجارة، وموقعاً مهماً لإنشاء مدينة الابتكار والمعرفة في المساحة المتروكة لمعرض المدينة الضخم، وخاصة أن المدينة بعيدة عن أي منطقة نفوذ قوى إقليمية، هذا الاهتمام تُرجم في أن الشركة الفرنسية العالمية CMA-  CGM استحوذت على حصص شركة Gulftainer، التي كانت تقوم بتشغيل رصيف الحاويات بمرفأ طرابلس، كما أن الفرنسيين كانوا قد تبرعوا لطرابلس بمبلغ مليون يورو، صُرفت للمساعدات الاجتماعية عبر جمعيات محلية وليس عبر الدولة اللبنانية.

كما أن زيارة الوزير الفرنسي الأخيرة رسخت قناعة لدى المتابعين، أن الدول الكبرى تود العمل في السياسة مع قوى بديلة جاهزة لخوض غمار الانتخابات وتحصيل نتائج جديدة كالعمل في المجال الإغاثي والتنموي عبر مؤسسات ومبادرات تمتلك شفافية سياسية ومالية، لذا فإن الزيارة الأخيرة للسفيرة غريو لعاصمة الشمال اللبناني، التي دامت قرابة 3 أيام التقت خلالها بمجموعة من الشخصيات المدنية البديلة والأكاديمية، على رأسهم السياسي الدكتور خلدون الشريف، حيث عرض الحاضرون أمام السفيرة الفرنسية مشاريعَ متعلقة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة، وجبل النفايات، بالإضافة لمشاريع تعليمية وريادية، وأخرى متعلقة بمدينة الابتكار والمعرفة، حيث استمعت السفيرة باهتمام كبير للأفكار والمشاريع المقترحة، ووعدت بدراستها بشكل جدي وعرضها على الجهات المباشرة في باريس.

بالمقابل، وبحسب مصادر مطلعة، فإن حراكاً محلياً يجري بالتوازي مع الحركة الدبلوماسية الغربية، لإطلاق منصة تنموية واجتماعية في المدينة، تهدف لوضع طرابلس على خارطة الاهتمام المحلي والخارجي والعربي، واستثمار هذا التنافس وتسخيره لطرابلس، بعد فشل ذريع للقوى التقليدية في استثمار الفرص المتاحة، لإنعاش المدينة وإعادتها لدورها المطلوب منها داخلياً وخارجياً.

الأتراك حاضرون وتعويل على عودة الرياض

يتحرك السفير التركي الجديد في لبنان علي باربي أولوسوي بخطى ثابتة، يوسع الرجل نشاطه ويقوم بحركة دبلوماسية على مختلف القوى السياسية والدينية دون استثناء، كما أن مؤسسات الدولة التركية عاودت نشاطاتها التنموية خلال الأشهر الماضية، حيث استفاد من خدماتها أكثر من 150 ألف مواطن لبناني من مختلف المناطق اللبنانية، لكن حصة الأسد كانت للشمال اللبناني، وتحديداً طرابلس، ووفق مصادر سياسية مطلعة فإن السفير أولوسوي ستكون أولى زياراته المناطقية هي طرابلس مطلع الأسبوع القادم، حيث سيزور المشاريع التي تمولها مؤسسة “تيكا” التابعة للرئاسة التركية، كما سيلتقي بفعاليات المدينة السياسية والدينية، حيث ستكون محطته الشمالية على مدى يومين بشكل مكثف، شعبياً ينتاب القوى الخارجية شعور أن طرابلس وجدانياً تناصر الأتراك والقطريين، كنتيجة طبيعية لشعور سنة البلاد بالاستضعاف والتخلي العربي، بالإضافة للامتداد التاريخي التركي في المنطقة.

عربياً يغيب سفراء دول الخليج العربي عن المدينة منذ 3 سنوات، في إطار السياسة الخليجية التي انسحبت من لبنان، عقب الشعور أنه بات في القبضة الإيرانية، لكن وبحسب مصادر مطلعة فإن تغييراً قد يطرأ على الموقف الخليجي، وتحديداً السعودي، الذي عاود منذ فترة نشاطه الدبلوماسي، وخاصة أن تصريحات وزير الخارجية شربل وهبة أعادت للسفارة السعودية موقعها العربي، بعد حملة التضامن التي جرت والتوافد الكبير لكل القوى السياسية، حتى القريبة من حزب الله، وزيارتهم السفير السعودي وليد البخاري، وهذه الحماسة للسعودية كانت مناسبة لزيارة لافتة لوفد الجماعة الإسلامية -الإخوان المسلمين- والتي تشكل أول لقاءات المملكة مع فصيل إخواني منذ التوتر الجاري بين الطرفين، ما يعني أن الدول العربية لا تزال محل انجذاب لبناني رغم كل الظروف المتشابكة في المنطقة.

ووفق كل ما يجري فإن هناك -بحسب مصدر مطلع- رغبة لدى السفير السعودي في زيارة المدينة والتواصل مع مكوناتها، في إطار يضعه المصدر، أن الحركة الدبلوماسية في طرابلس باتت “معدية” لكل السفراء الناشطين في الملف اللبناني.

"طرابلس اللبنانية" بالواجهة الدولية.. باريس تسابق واشنطن وأنقرة، هل تتحمس الرياض؟

“طرابلس اللبنانية” بالواجهة الدولية.. باريس تسابق واشنطن وأنقرة، هل تتحمس الرياض؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/23 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/23 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي في لبنان

تعود مدينة طرابلس في الشمال اللبناني لواجهة الاهتمام الدولي والغربي، فالمدينة أزيلت منذ أشهر قليلة عن لائحة "المساحات السوداء" الأمريكية والأوروبية، وعادت لتشهد حركة سياح أجانب ولو بشكل طفيف، لكن في المشهد الأوسع أن المدينة تستقبل منذ أشهر سفراء أجانب لم تكن طرابلس يوماً على لائحة اهتمام هذه البعثات الأجنبية ولا ضمن حساباتها، نتيجة الصراعات الدامية التي شهدتها عاصمة لبنان الثانية منذ سنوات قليلة.

هذه الحركة الدبلوماسية دشنتها سفيرة واشنطن دورثي شيا نهاية العام الماضي، واستمرت لتشهد حركة معدية دبلوماسية، شملت سفراء فرنسا وتركيا وكندا وسويسرا والسويد، فيما يغيب سفراء الدول العربية عن المدينة منذ سنوات دون تفسير أو تعليل، والملاحظ أن المدينة تشهد حركة سياسية جديدة بعد التراجع الذي منيت به القوى السياسية التقليدية منذ انطلاق ثورة 17 تشرين، وخاصة أن الدول باتت تبحث عن بديل جدي وغير غارق في الفساد للتواصل معه والسماع منه حول رؤيته للمستقبل، وقد بدا ذلك جلياً في زيارة الوزير الفرنسي لودريان الأخيرة لبيروت، ولقائه مع قوى سياسية ناشئة من المعارضة، بالإضافة للقاء جمعه بالجمعيات الأهلية من مختلف المناطق اللبنانية.

تسابق مع الأتراك؟

ثمة شعور لدى القوى السياسية أن التحركات الفرنسية في لبنان مؤخراً، وتحديداً في طرابلس تعود لخشية فرنسية من تمدد تركي، وخاصة في ظل الشعبية التي يتمتع بها الرئيس رجب طيب أردوغان في الوسط السني في طرابلس، والذي بحسب دراسة أعدتها شبكة "الباروميتر العربي" فإن أردوغان حصل على نسبة 25% من الشعبية في لبنان، لكن هذه الشعبية بحسب المتابعين لا تعني رفض طرابلس للحضور الأوروبي، وخاصة أن الطابع في المدينة هو طابع مدني ينجذب للغرب بشكل واسع، ووفق هذه القوى السياسية فإن الفرنسيين يسابقون واشنطن في المنطقة، وخاصة أن الأمريكيين يولون مؤخراً اهتماماً لافتاً لطرابلس ومحيطها.

"آن غريو" في طرابلس وعكار.. انجذاب للمصالحة مع السنة

يعتبر الفرنسيون أن المناطق الشمالية اللبنانية تختزن في مساحاتها كنزين، الأول المرافق الحيوية والموقع الجيوسياسي، والثاني القدرات البشرية الهائلة والمتطورة، التي تنتظر فرصة نهوض لمحيطها بعد انقطاع السبل من جانب الدولة اللبنانية، لذا فإن الفرنسيين اتخذوا قرارهم للتصالح مع طرابلس بعد سنوات من القطيعة معها، لذا فإن السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو حطت رحالها في زيارة لمدة ثلاثة أيام في طرابلس وعكار، وتعتبر عكار أم القرى اللبنانية، حيث مئات القرى المهمشة والمتروكة، يضاف إلى ذلك العدد الهائل للنازحين السوريين، فعكار على المستوى الجغرافي تُلاصق القرى السورية براً وبحراً، كما تعتبر المنطقة نموذجاً فريداً للتعايش المذهبي، حيث الحضور المسيحي والعلوي كثيف، وسط أكثرية سنية، ووفق المصادر المطلعة فإن السفيرة غريو التقت في مناطق عكار العديد من إدارات المؤسسات التعليمية  والمراكز الصحية والجمعيات الاجتماعية، حيث استمعت لشرح مطول عن واقع المنطقة، ووعدت بالحفاظ على الدعم الفرنسي للمنطقة ضمن البرامج التنموية الفرنسية في الدول النامية.

طرابلس قبلة باريس الجديدة

لا يُخفي الفرنسيون اقتناعهم بأن لطرابلس موقعاً جيوسياسياً مهماً على البحر المتوسط في ظل الصراعات الدائرة مؤخراً، حيث تمتلك المدينة مرافق أساسية كالمنطقة الاقتصادية والمرفأ وغرفة التجارة، وموقعاً مهماً لإنشاء مدينة الابتكار والمعرفة في المساحة المتروكة لمعرض المدينة الضخم، وخاصة أن المدينة بعيدة عن أي منطقة نفوذ قوى إقليمية، هذا الاهتمام تُرجم في أن الشركة الفرنسية العالمية CMA-  CGM استحوذت على حصص شركة Gulftainer، التي كانت تقوم بتشغيل رصيف الحاويات بمرفأ طرابلس، كما أن الفرنسيين كانوا قد تبرعوا لطرابلس بمبلغ مليون يورو، صُرفت للمساعدات الاجتماعية عبر جمعيات محلية وليس عبر الدولة اللبنانية.

كما أن زيارة الوزير الفرنسي الأخيرة رسخت قناعة لدى المتابعين، أن الدول الكبرى تود العمل في السياسة مع قوى بديلة جاهزة لخوض غمار الانتخابات وتحصيل نتائج جديدة كالعمل في المجال الإغاثي والتنموي عبر مؤسسات ومبادرات تمتلك شفافية سياسية ومالية، لذا فإن الزيارة الأخيرة للسفيرة غريو لعاصمة الشمال اللبناني، التي دامت قرابة 3 أيام التقت خلالها بمجموعة من الشخصيات المدنية البديلة والأكاديمية، على رأسهم السياسي الدكتور خلدون الشريف، حيث عرض الحاضرون أمام السفيرة الفرنسية مشاريعَ متعلقة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة، وجبل النفايات، بالإضافة لمشاريع تعليمية وريادية، وأخرى متعلقة بمدينة الابتكار والمعرفة، حيث استمعت السفيرة باهتمام كبير للأفكار والمشاريع المقترحة، ووعدت بدراستها بشكل جدي وعرضها على الجهات المباشرة في باريس.

بالمقابل، وبحسب مصادر مطلعة، فإن حراكاً محلياً يجري بالتوازي مع الحركة الدبلوماسية الغربية، لإطلاق منصة تنموية واجتماعية في المدينة، تهدف لوضع طرابلس على خارطة الاهتمام المحلي والخارجي والعربي، واستثمار هذا التنافس وتسخيره لطرابلس، بعد فشل ذريع للقوى التقليدية في استثمار الفرص المتاحة، لإنعاش المدينة وإعادتها لدورها المطلوب منها داخلياً وخارجياً.

الأتراك حاضرون وتعويل على عودة الرياض

يتحرك السفير التركي الجديد في لبنان علي باربي أولوسوي بخطى ثابتة، يوسع الرجل نشاطه ويقوم بحركة دبلوماسية على مختلف القوى السياسية والدينية دون استثناء، كما أن مؤسسات الدولة التركية عاودت نشاطاتها التنموية خلال الأشهر الماضية، حيث استفاد من خدماتها أكثر من 150 ألف مواطن لبناني من مختلف المناطق اللبنانية، لكن حصة الأسد كانت للشمال اللبناني، وتحديداً طرابلس، ووفق مصادر سياسية مطلعة فإن السفير أولوسوي ستكون أولى زياراته المناطقية هي طرابلس مطلع الأسبوع القادم، حيث سيزور المشاريع التي تمولها مؤسسة "تيكا" التابعة للرئاسة التركية، كما سيلتقي بفعاليات المدينة السياسية والدينية، حيث ستكون محطته الشمالية على مدى يومين بشكل مكثف، شعبياً ينتاب القوى الخارجية شعور أن طرابلس وجدانياً تناصر الأتراك والقطريين، كنتيجة طبيعية لشعور سنة البلاد بالاستضعاف والتخلي العربي، بالإضافة للامتداد التاريخي التركي في المنطقة.

عربياً يغيب سفراء دول الخليج العربي عن المدينة منذ 3 سنوات، في إطار السياسة الخليجية التي انسحبت من لبنان، عقب الشعور أنه بات في القبضة الإيرانية، لكن وبحسب مصادر مطلعة فإن تغييراً قد يطرأ على الموقف الخليجي، وتحديداً السعودي، الذي عاود منذ فترة نشاطه الدبلوماسي، وخاصة أن تصريحات وزير الخارجية شربل وهبة أعادت للسفارة السعودية موقعها العربي، بعد حملة التضامن التي جرت والتوافد الكبير لكل القوى السياسية، حتى القريبة من حزب الله، وزيارتهم السفير السعودي وليد البخاري، وهذه الحماسة للسعودية كانت مناسبة لزيارة لافتة لوفد الجماعة الإسلامية -الإخوان المسلمين- والتي تشكل أول لقاءات المملكة مع فصيل إخواني منذ التوتر الجاري بين الطرفين، ما يعني أن الدول العربية لا تزال محل انجذاب لبناني رغم كل الظروف المتشابكة في المنطقة.

ووفق كل ما يجري فإن هناك -بحسب مصدر مطلع- رغبة لدى السفير السعودي في زيارة المدينة والتواصل مع مكوناتها، في إطار يضعه المصدر، أن الحركة الدبلوماسية في طرابلس باتت "معدية" لكل السفراء الناشطين في الملف اللبناني.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صهيب جوهر
صحفي لبناني
صحفي لبناني ومراسل عربي بوست في لبنان
تحميل المزيد