خريف العشاق والكندوش.. هل عادت الدراما السورية بقوة في رمضان؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/05 الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/05 الساعة 02:29 بتوقيت غرينتش

 لا يمكن لأي متابع للمسلسلات السورية منذ سنوات خلت حتى اليوم، أن ينفي أو يدحض وجود "حواجز" وعراقيل أسهمت في "تفتيت" وخدش تلك الصورة الجميلة المرسومة في الأذهان لدى عشاقها منذ "العصر الذهبي"، الذي بدأ باجتياح القنوات العربية عبر مسلسل "نهاية رجل شجاع"، المأخوذ عن الرواية الشهيرة بنفس الاسم للأديب الراحل حنا مينة، مروراً بمرحلة "الفانتازيا التاريخية"، وثنائية الكاتب هاني السعدي والمخرج نجدة إسماعيل أنزور، ولاحقاً بروز اسم المخرج اللامع حاتم علي، وشريكه المفضل في الكتابة الدكتور وليد سيف، ثم وصولاً للمرحلة الأكثر "قتامة" من خلال اللجوء إلى ما يسمى "الدراما المشتركة"، أو مسلسلات "البان أراب"، التي أجهزت على ما تبقّى من خصوصية لهذه الدراما، ودمرت كل قيمها.

عموماً، لسنا بصدد مناقشة الماضي المعروف للجميع، لكننا سنتوقف عند مستجدات أفرزها الموسم الرمضاني الحالي، والتي لا يجدر بنا تجاوزها، ونقصد بالضبط نجاح العديد من المسلسلات السورية في كسر حاجز التسويق، والعودة للشاشات العربية بتلك الكثافة المعهودة، مع التأكيد على أننا نتحدث عن الأعمال المحلية "الخالصة"، بعيداً عن سطوة شركات الإنتاج العربية الأخرى، فعلى سبيل المثال سنرى أن مسلسل "الكندوش" من تأليف الفنان القدير حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسين، وبطولة العائد للدراما القدير أيمن زيدان وسلاف فواخرجي، يُعرض على 15 قناة، ونجد بينها محطات مثل تلفزيون قطر، ودبي، وهذا تطور جديد ظل غائباً منذ فترة ليست بالقصيرة، وأيضاً مسلسل "حارة القبة"، الذي يُعرض على فضائيات مثل رؤيا، وأيه آر تي حكايات، وتلفزيون دبي.

قد يقول البعض إن هذه النماذج "عادية" ما دامت تخص دراما البيئة الشامية، التي كانت ومازالت مطلوبة للعرض، رغم كل ما تعرضت له الدراما السورية، ولعل هذا أحد الأسباب الرئيسية التي أدت لتشويه هذه الصناعة، لكننا سنردّ بطرح مسلسلات اجتماعية هذه المرة، على غرار "على صفيح ساخن" من تأليف يامن الحجلي وعلي وجيه وإخراج سيف الدين سبيعي، الذي يُبث على 11 قناة عربية، واللافت أن بينها محطات مثل "روتانا دراما" و"أبوظبي دراما"، بالإضافة إلى مسلسل "خريف العشاق" الذي يُعرض على "زي ألوان" و"الظفرة" وغيرها، ونجد كذلك مسلسل "الصقار" على شاشات "سما دبي" و"روتانا خليجية" وأخرى.

كل هذه المؤشرات لا يمكن البتة تجاهلها، وتكشف بجلاء أن الدراما السورية "الخالصة" بدأت تشق طريقها نحو العودة للواجهة العربية، بعد أن فقدت بريقها ونهش من أصالتها كل من هب ودب، وهذا الكلام كان حاضراً منذ سنوات طويلة حتى قبل 2011، وتحديداً منذ أن بدأت بتقديم محتوى مختلف لم يكن على هوى بعض المستبدين بشؤون المحطات العربية.

السؤال المطروح هنا وبقوة: هل بإمكان صُناعها البناء على هذه المتغيرات الجديدة من أجل إعادتها لمكانتها الطبيعية بسواعد إبنائها، بعيداً عن "الخلطات المشينة الهجينة"، التي يحرص بعض المنتجين العرب المعروفين على تقديمها كل عام، مستفيدين من نجومية وموهبة الطاقات السورية؟ 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عادل العوفي
كاتب وصحفي مغربي
درستُ الإعلام والصحافة، وعملتُ بالعديد من المنابر العربية مثل: القدس العربي ورأي اليوم اللندنيتين، وصحيفة المسار بسلطنة عمان، وغيرها، بالإضافة إلى كتابة مقالات رأي في منابر أخرى. عملت مُعدّاً، ومقدم برامج تلفزيونية، وكاتب سيناريو، وآخر أعمالي في هذا المجال مسلسل "عائلة بوخالد" في قطر
تحميل المزيد