العالم في حرب صحية مفتوحة.. عن الأبعاد الجيوسياسية لسباق لقاحات “كوفيد-19”

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/08 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/08 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش

ما إن اتسعت رقعة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" حتى أصبح أكثر تهديداً على الإنسانية، وصنَّفته منظمة الصحة العالمية "جائحة"، في 11 مارس/آذار 2020، بعدها دخل العالم حرباً صحية مفتوحة يكون فيها اللقاح هو السلاح الأهم لاحتواء الجائحة، وأداة للردع الوبائي والحفاظ على الأمن الصحي العالمي.

فدخلت القوى العالمية في تنافس على قضية اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" من أجل تخليص البشرية من الخطر الوبائي الذي يهددها، لكن سيطرة المصالح الوطنية على التعددية والتشاركية والتعاون الدولي الذي تدعو إليه منظمة الصحة العالمية، جعل السباق نحو اللقاح موضوعاً طبياً وجيوسياسياً في الوقت نفسه، لأنه أدرج ضمن محددات السیاسة العلیا للدول، فقد دفعت قضايا المكانة والتنافس و"القوة الناعمة" القوى العالمية إلى إيجاد ساحة جديدة للتنافس، واستعراض التفوق العلمي بدلاً من العمل الجماعي.

ولفهم التنافس المحتدم على تطوير اللقاحات لمواجهة الجائحة والتهديدات غير التقليدية على أمن الدول القومي، وكذا العالمي، نبحث في هذه الدراسة إشكالية تفسير التسابق الدولي حول اكتشاف لقاح "كوفيد-19″، وهل تعتبر الوحدات الدولية في حالة تنافس من أجل إيجاد اللقاح ضد "كوفيد-19" أم في حالة تعاون؟ وما المكانة الجيوسياسية التي يحتلها لقاح فيروس "كوفيد-19" في إطار منظومة العلاقات الدولية؟

الأطر النظرية للأمن الصحي في العلاقات الدولية

أصبح صراع الدول مع فيروس كورونا لحظة انعكاس في مسار العالم ومرحلة مفصلية في التاريخ الحديث، وتطرح إشكالية الأمن الصحي نتيجة هذا الوباء مرة أخرى دور عامل القوة التكنولوجية وقوة المعرفة في مواجهة التهديدات غير التقليدية التي تمسّ البيئة والصحة وغيرَهما، بحيث إن هذا العامل يطرح نفسه بشدة في الوقت الراهن كخيار حتمي للبقاء وفرض الذات في إطار منظومة العلاقات الدولية. 

لقد تعززت مكانة مفهوم "الأمن الصحي" عندما تم تضمينه في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 1994، وذلك باعتباره أحد أركان مفهوم "الأمن الإنساني" الحديث الاصطلاح في ذلك الوقت، حيث ناقش التقرير حينها ضرورة توسعة وتعميق مفهوم الأمن والانتقال به من الفهم التقليدي القائم على محورية الدولة إلى فهم إنساني أوسع وأعمق، يقوم على محورية الناس. وأكد التقرير في حينها على أن وحدة التحليل الأساسية لمفهوم الأمن الإنساني تتمثل في "الناس" عوضاً عن "الدولة"، وذلك في سياق ما يواجهه أمن الأفراد من تحديات خطيرة. وقد ناقش التقرير موضوع الأمن الإنساني الذي يجب توسيعه ليشتمل على التهديدات والمخاطر الكامنة في سبعة مجالات، أحدها هو ما بات يُعرف بـ"الأمن الصحي". وفي السياق ذاته، يُشكل الاجتماع التاريخي لمجلس الأمن الدولي في سنة 2000 علامة فارقة في كيفية التعاطي مع الأمراض، حيث أعلن المجلس ولأول مرة أن فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز بات يشكل تهديداً نابعاً من مجال الصحة للاستقرار والأمن. ومن ثم فقد جرى تحول في المفاهيم الأمنية لتستوعب التهديدات الصحية جراء الأمراض، باعتبارها من بين اهتمامات الأمن الدولي والقومي والإنساني. وانعكس هذا التحول ليترك آثاره في العديد من الدراسات الدولية عموماً والدراسات الأمنية على وجه التحديد. ومع ذلك، وعلى الرغم من تزايد الاهتمام الأكاديمي العلمي والسياسي بقضايا الصحة والأمن، فإن مصطلح الأمن الصحي لا يزال يفتقر إلى تعريف مشترك وعام.

فمفهوم الصحة العامة من منظور جديد مرتبط بالأمن الدولي في ظل انتشار أمراض عابرة للحدود، كما هو الحال في مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز الذي تم تصنيفه ضمن مهددات السلم الدولي، لتنتقل بعدها منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف الأمراض بحسب خطورتها على الأمن الصحي العالمي.

وتعد مبادرة "مؤشر الأمن الصحي العالمي" من أهم المبادرات في هذا الحقل، ولاسيما أنها أُسّست بالاشتراك مع مجلس الأمن الدولي ومنظمة الصحة العالمية. ويرى الدكتور عبدالعزيز أقزيز، اختصاصي علم الوبائيات أن هذه المبادرة خلصت إلى تقييم حدّة الأمراض بحسب ستة محددات رئيسية وهي: منع الظهور، والاكتشاف والإبلاغ دولياً، ومدى الاستجابة السريعة، وقوة النظام الصحي القائم على بنية تحتية صحية فعالة، والقدرة على الالتزام بالمعايير الدولية، وقدرة الدول على مواجهة التهديدات البيولوجية. ولكن في عام 2019، نحو 60% من العالم لم يكن ليتمتع بقدرة وجاهزية عالية على احتواء الأمراض. 

على الصعيد الدولي، بيّن الدكتور عبدالعزيز أقزيز أن الأمن الصحي العالمي يشمل ثلاث ركائز، تتضمن النظر في الأمراض السارية والمُعدية، التي تعدّ عابرة للحدود، والنظر في مآلات استخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية، والتركيز على الصراعات الإقليمية وأثرها في الوضع الصحي. 

النظريات المفسرة للصراع والتعاون حول اكتشاف لقاح "كوفيد-19"

  • رؤية النظرية الواقعية

مسألة الصراع هي السمة البارزة في النظرية الواقعية، إذ إنها تعتبر أن العلاقات بين الدول هي علاقات صدام واختلاف، وأن التعاون بين الدول سيزيد من فرص الصراع، لهذا على الدول عدم الثقة في الوحدات الأخرى، وأن الأفراد يتنافسون على شيء دون أن يدركوا ذلك، ودون سعي أحدهم لمنع الآخر من الوصول إلى أهدافه، لكنها قد تصبح صراعاً عند محاولة أحدهم دعم مركزه.

  • رؤية النظرية الليبرالية

ترفض الليبرالية ما يقوله أصحاب المدرسة الواقعية من أن العلاقات الدولية مبنية على الصراع والتنافس، فهي مدرسة تؤمن بالسلام، حتى إنها ترفض حل الصراع من خلال الحرب، وترى أن القانون الدولي هو الإطار المثالي الذي يضبط سلوك الدول، كما يرفض رواد هذه النظرية مقولة الواقعيين بأن الدول تسعى فقط لتعظيم قولتها دون مبالاة، ومثالهم في ذلك الاتحاد الأوروبي، حيث تنازلت الدول عن بعض سلطتها لصالح مؤسسة عليا.

والغاية التي تبحث عنها الدولة هي مصالحها، لكن في إطار أخلاقي قانوني، فلا يجوز للدولة أن تقوم بفعل يخالف القانون حتى لو كان ذلك الفعل يحقق لها مصالح خاصة.

أما فيما يخص العلاقات بين الدول، فيشدد الليبراليون على فرض التعاون عن طريق تهيئة الجو العام، فهم يؤكدون على الأهمية الاقتصادية عكس المنظور الواقعي، ويؤكد التيار الليبرالي في شقه المؤسساتي على إيجاد صيغة لترقية التعاون الدولي من خلال خلق مؤسسات دولية قائمة على الاعتماد المتبادل.

ترسانة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العالم

  • سبوتنيك في

أعلن الرئيس الروسي بوتين عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، وحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للقاح فإنه تم تسجيله من قبل وزارة الصحة الروسية في 11 أغسطس/آب 2020، ليصبح أول لقاح مسجّل ضد فيروس كورونا المستجد.

وأطلق على اللقاح اسم "سبوتنيك في" أو (Sputnik V) تمجيداً لأول قمر صناعي فضائي سوفييتي أُطلق عام 1957 خلال فترة سباق الفضاء، الذي كان جزءاً هاماً من التنافس الأيديولوجي والتقني والثقافي أثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.

  •  فايزر-بيونتيك
لقاح كوفيد-19
لقاح قايزر يحتاج حقن خاصة/ رويترز

 من تطوير وإنتاج شركتي بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية، أعلنت شركة فايزر الأمريكية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن فاعلية اللقاح الذي طورته بالتعاون مع "بيونتيك" الألمانية بلغت 95%. أصبح لقاح بيونتيك وفايزر المضاد لفيروس كورونا أول لقاح يحصل على مصادقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ منذ بدء تفشي الوباء، وكانت المملكة المتحدة أول دولة أعطت الضوء الأخضر للقاح الأمريكي- الألماني بيونتيك وفايزر. وأطلقت في 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، حملة تلقيح شملت حوالي 950 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح حتى 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح فايزر-بيونتيك ليصبح أول عقار ينال تصريح الاستخدام في الولايات المتحدة.

ويمثل لقاح فايزر بيونتيك تحديات لوجستية أكثر تعقيداً، حيث يجب تخزينه في حوالي -70 درجة مئوية، ويستمر خمسة أيام فقط في الثلاجة.

  • موديرنا

تعمل شركة التكنولوجيا الحيوية موديرنا الأمريكية، على تطويره وإنتاجه، وأعلنت الشركة أن لقاحها التجريبي للوقاية من كوفيد-19 فعال بنسبة 94.5%، أصبح لقاح شركة موديرنا للوقاية من فيروس كورونا الثاني الذي حصل على ترخيص الاستخدام الطارئ من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، منذ 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، بعدما أعلنت الإدارة موافقتها عليه بعد أسبوع من موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح شركة فايزر وبيونتيك، وصادق الاتحاد الأوروبي عبر وكالة الأدوية الأوروبية على استخدام لقاح موديرنا الأمريكي المضاد لفيروس كورونا، في الدول الأعضاء يوم يناير/كانون الثاني 2021.

ويمكن تخزين لقاح موديرنا في درجات حرارة -20 درجة مئوية لمدة تصل إلى 6 أشهر، وفي درجات حرارة الثلاجة من 2-8 درجة مئوية لمدة تصل إلى 30 يوماً. ويمكن أيضاً الاحتفاظ به في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 12 ساعة.

  • أكسفورد- أسترازينيكا

 عملت جامعة أكسفورد مع شركة أسترازينيكا البريطانية-السويدية على تطويره وإنتاجه، وصادقت عليه الهيئة المنظمة للأدوية في الهند، في 3 يناير/كانون الثاني 2021، بعد كل من بريطانيا والأرجنتين، وهو ثاني لقاح ترخص له وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية بعد لقاح بيونتيك وفايزر الذي يوزع في بريطانيا منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2020.

أعلن المختبر البريطاني، في نوفمبر/تشرين الثاني، لدى كشف النتائج المرحلية للتجارب السريرية، أن اللقاح فعال بنسبة متوسطة قدرها 70%، في مقابل أكثر من 90% للقاح بيونتيك وفايزر ولقاح موديرنا.

يمكن الاحتفاظ باللقاح الذي يتم توزيعه بالفعل في المملكة المتحدة والذي يعتقد الخبراء أنه من المرجح أن تتم الموافقة عليه من قبل المنظمين الأوروبيين بعد ذلك، في درجات حرارة الثلاجة العادية لمدة 6 أشهر على الأقل، وهو ما يعود بالفائدة على البلدان غير المجهزة للتعامل مع الطلبات الإضافية لتخزين سلسلة التبريد مثل الأرجنتين والسلفادور والهند والمكسيك وبنغلاديش وجمهورية الدومينكيان وباكستان والفلبين ونيبال والبرازيل وسريلانكا.

  • سينوفارم 

في 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، وافقت الصين على استخدام لقاح للوقاية من مرض "كوفيد-19″، طورته وحدة تابعة لشركة سينوفارم التابعة للدولة، أعلنت مختبرات سينوفارم أن لقاحاتها ضد "كوفيد-19" فعالة بنسبة 79%، وهي نسبة أقل من تلك التي أعلنتها منافستاها الأمريكيتان فايزر وموديرنا.

ومنحت كل من مصر والبحرين والكويت وتركيا والفلبين اللقاح موافقة طوارئ، في حين منحته الإمارات الموافقة النهائية.

 ويمكن أن يمنح اللقاح الصيني الأمل للبلدان النامية والفقيرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف تخزين اللقاحات الغربية.

  • جونسون آند جونسون

لقاح طورته يانسن للأدوية  ومركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، حصل على ترخيص إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للاستعمال الطارئ، في نهاية فبراير/شباط 2021، ووافقت وكالة الأدوية الأوروبية في 11 مارس/آذار 2021 على استخدام لقاح جونسون آند جونسون، ذي الجرعة الواحدة، ليصبح رابع لقاح يحصل على الضوء الأخضر داخل الاتحاد الأوروبي، وسيصل إلى دول الاتحاد في شهر أبريل/نيسان 2021، وتقدر فاعلية هذا اللقاح بـ66% بحسب نتائج التجارب السريرية، كما أن تخزين اللقاح أكثر سهولة، إذ يمكن تخزينه في الثلاجة العادية على عكس الظروف شديدة البرودة المطلوبة لبعض اللقاحات الأخرى.

الدوافع والاعتبارات لإيجاد اللقاح

استفادت  المختبرات العلمية العاملة على إيجاد لقاح يتيح تطويق فيروس كورونا حول العالم من الدعم المالي العام الضخم، بهدف البحث والتطوير لهذه اللقاحات وكذلك لزيادة القدرات الإنتاجية، بهدف تلبية الاحتياجات الهائلة من الطلب العالمي، ما أوجد ساحة تنافس جديدة مهمة يشهدها العالم برمته ويراقب نتائجها وتطوراتها عن كثب، لأن الانعكاسات لإيجاد لقاح ناجع ضد الفيروس ستكون فورية وتشمل دول العالم بأسره.

حرب اللقاحات مشتعلة في العالم – iStock

حيث يرى باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس أن هذا التنافس الاستراتيجي له رائحة الحرب الباردة. وحقيقة أن روسيا أطلقت على لقاحها اسم "سبوتنيك" ليست مصادفة، إنما تذكر بلحظة إطلاق القمر سبوتنيك، عندما كان الروس قد وضعوا في المدار صاروخهم الخاص في عام 1957، الأمر الذي أثار دهشة الأمريكيين، الذين اعتقدوا للحظة أن الاتحاد السوفييتي خفض تصنيفهم استراتيجياً. 

وتجسد هذا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده طورت أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، ثارت عاصفة من الانتقادات والتشكيك بهذا الإعلان الروسي، فقد اعتبر وزير الصحة الألماني ينس شبان أن اللقاح الروسي لم يختبر على نحو كافٍ، وشكّك وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار في اللقاح الروسي، وقال إنه لم يتم الكشف عن معطيات التجارب الأولى في روسيا، معتبراً أنها غير شفافة، وصرح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران بأنه لا يجب الوثوق بهذا اللقاح الروسي.

وانتقل التنافس الدولي للبحث عن تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا إلى قرصنة وسرقة المعلومات من الباحثين، واتهم المركز القومي للأمن السيبراني في المملكة المتحدة National Cyber Security Centre NCSC مجموعة "كوزي بير " Cozy Bears، التي تسمى أيضاً "أي بي تي" (29 APT) المرتبطة بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي وجهاز المخابرات الخارجية، باستهداف المنظمات البريطانية والأمريكية والكندية التي تعمل على إيجاد لقاح لمكافحة الجائحة، وكانت السلطات الأمريكية قد وجهت اتهامات مماثلة للصين، وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريس راي في 24 سبتمبر/أيلول 2020: "في هذه اللحظة بالذات تعمل الصين على اختراق مؤسسات الرعاية الصحية الأمريكية وشركات الأدوية والمؤسسات الأكاديمية التي تجري أبحاث كوفيد-19 الأساسية". 

ما جعل السباق نحو لقاح كورونا يعيد صياغة التوازن بين القوى العالمية ونفوذها.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حليم بوعمري
كاتب وباحث متخصص في العلاقات الدولية
حاصل على شهادة الليسانس في العلوم السياسة و العلاقات الدولية من جامعة منتوري قسنطينة وباحث في العلاقات الدولية.
تحميل المزيد