بايدن لن يوقع عقوبات على أنقرة.. ما مستقبل “العلاقات المتوترة” بين تركيا والولايات المتحدة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/06 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/06 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لإكمال أول مئة يوم له في البيت الأبيض، منذ دخوله إليه في 20 يناير/كانون الثاني 2021.

ويبقى السؤال العالق في الأذهان هو: إلى أي مدى يمكن أن تسمح الملكات الذهنية عند بايدن له بإكمال رئاسته؟

فمنذ وقت طويل تنتشر أخبار من هنا وهناك حول إصابته بالخرف. ولقد وقعت بالفعل عدة أحداث عزّزت من تلك "الأقاويل"، سواء خلال الحملة الانتخابية أو بعد توليه منصب الرئاسة.

وتدور الأخبار حول استعداد فريق بايدن الرئاسي، وعلى رأسهم نائبته، لأي طارئ أو عارض صحي يمكن أن يُلم ببايدن.

بايدن وأردوغان: مرحلة التليين المنضبط

المهم، دعونا الآن ننتقل للجزء الذي يهمنا من الموضوع. منذ تولي بايدن منصبه الرئاسي، أي في 20 يناير/كانون الثاني 2021، أجريت لقاء مع أحد الوزراء الأتراك المعنيين بمتابعة مسار العلاقات التركية-الأمريكية عن كثب، ودار اللقاء بيننا حول السيناريوهات المحتملة.

في حين أن الأسئلة كثرت، كنا نعصف أذهاننا لنستشرف المستقبل، ولتضح الرؤية في ذلك الجو الملبّد بالغيوم، والمشهد الذي لم يكن واضح المعالم بعد، وكان ذلك الوزير يتحدث بلغة واثقة عن العلاقات التركية-الأمريكية من أنها ستكون "مرحلة منضبطة".

وانطلاقاً من بعض المعلومات التي ذكرها بشرط عدم الإفصاح عنها آنذاك، قدّم تحليلات عدة في ضوء تلك المعلومات، ولذلك كان عليّ الصمت والانتظار وأنا أتأمل فيما سمعته فقط.

بايدن تركيا رويترز
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خلال توليه منصب نائب الرئيس/رويترز

لكن يبدو ما قاله الوزير حقاً حتى الآن، فمنذ فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بقي السؤال حول نوع وشكل العلاقات التركية-الأمريكية في المرحلة الجديدة، وبقيت علامات الاستفهام تبحث عن إجابات لفترة طويلة دون رد.

لكن اليوم يمكن أن ننظر إلى المسألة ذاتها، ولدينا مؤشرات يمكن أن تفيدنا كثيراً.

فرغم مضي أكثر من شهرين على تولي بايدن منصبه الرئاسي، لم يقع اللقاء المنتظر بين الأخير وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن مع ذلك فإن الاتصالات التي تجري بين المؤسسات المعنية بكلا البلدين تشير إلى النوايا المتبادلة والواضحة لتليين العلاقات بطريقة منضبطة.

عقوبات "إس-400″؟ 

تتزايد المؤشرات والدلائل على أن الولايات المتحدة ليست بصدد أن تلجأ نحو فرض عقوبات جديدة على أنقرة بسبب شرائها صواريخ إس-400 الروسية.

ولقد صادفنا مؤخراً تصريحاً مثيراً للاهتمام، يعكس هذا المزاج الأمريكي، حيث تحدث وزير الخارجية الإيطالي السابق، فرانكو فراتيني، قائلاً: "لقد تجاوزت تركيا المرحلة الصعبة فيما يتعلق بملف صواريخ إس-400، وستتقبل الولايات المتحدة في النهاية هذا الوضع. تركيا شريك استراتيجي من الصعب التخلي عنه، سواء أعجبنا ذلك أم لا، نعلم جميعاً أن اللعبة الآن قد انتهت، وأنقرة لن تعيد صواريخ إس-400 إلى موسكو".

بالطبع أنا لم أنقل هذا التصريح هنا لأن وزيراً إيطاليّاً سابقاً قد قاله، بل لأنه بالفعل يعكس طبيعة الوضع الراهن بشكل تام. وتركيا بالفعل أعادت التأكيد مؤخراً على موقفها الراسخ فيما يتعلق بهذه المسألة، ولقد أعلن وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو ذلك، وصرّح بأنه قد نقل ذلك لنظيره الأمريكي بلينكين وجهاً لوجه.

وفي هذا الصدد كانت وكالة رويترز قد نشرت تحليلاً حول العلاقات التركية-الأمريكية، تضمّن تقييمات مهمة إلى حد كبير. استند إلى تصريحات دبلوماسيين غربيين، ومسؤولين أتراك بينهم مستشارون لأردوغان.

وأختم المقال بجملة هامة ذُكرت في التحليل، أنّ "أردوغان في الوقت الذي كان يستضيف فيه بايدن لآخر مرة، في 24 أغسطس/آب 2016، كانت الدبابات التركية قد دخلت للمرة الأولى إلى سوريا".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد آجات
كاتب وصحفي تركي
كاتب وصحفي تركي
تحميل المزيد