نصيحة قدمها ضابط إسرائيلي للجنود الذين يعملون تحت إمرته

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/02 الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/02 الساعة 14:54 بتوقيت غرينتش

إذا عجزت عن مواجهة أي فلسطيني أو فشلت في ملاحقته.. فكل ما عليك فعله هو الجلوس وإغلاق عينيك والاستماع.. وبعدها أطلق نحوه كلباً بوليسياً للإمساك به. هذا ملخص نصيحة قدمها أحد الضباط الإسرائيليين للجنود الذين يعملون تحت إمرته في حال عجزهم عن مواجهة الفلسطينيين، لا سيما المدافعين عن أراضيهم وممتلكاتهم، خاصة خلال التظاهرات الأسبوعية التي تنظمها لجان المقاومة الشعبية في القرى والبلدات المهددة بالمصادرة.

باتت ظاهرة "الكلاب البوليسية" أداة جديدة قديمة، يستخدمها جنود الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في الضفة والقدس المحتلتين؛ حيث يترك جنود الاحتلال لهذه الكلاب فرصة الانقضاض على الفلسطينيين خاصة المنتفضين ضد قرارات مصادرة أراضيهم، أو إغلاق مداخل قراهم، أو شق طرق وسط ممتلكاتهم، بالإضافة إلى الفلسطينيين الغاضبين على هجمات قطعان المستوطنين التي يتعرضون لها ليل نهار.

ليس هذا فسحب؛ فجنود الاحتلال الإسرائيلي إذا عجزوا عن ملاحقة الفلسطيني، فإنهم يعمدون إلى إطلاق الكلاب البوليسية للإمساك به، وفي حالات كثيرة تركت هذه الكلاب تنهش جسد الشخص الملاحق وإلحاق إصابات بالغة بجسده.

في إحدى المرات، أطلق جنود الاحتلال الكلاب البوليسية تجاه عائلة الأسير عياد الهريمي، في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ ما أدى إلى إصابة والدته وشقيقاته بجروح.

في التفاصيل، عاشت العائلة لحظات من الرعب، عندما أطلق جنود الاحتلال مجموعة من الكلاب المدربة داخل المنزل؛ فهاجمت أفراد العائلة، وأخذت تنهش أجسادهم، وبعدها حطمت أثاث المنزل، وعاثت فيه فساداً، فيما كان الأطفال يصرخون ويبكون بكاء شديداً من الرعب الذي أصابهم.

ما حصل لهذه العائلة يتكرر بشكل يومي مع العديد من المواطنين، خاصة الذين تُقتحم منازلهم بحجج واهية، يختلقها جيش ومخابرات الاحتلال لتسويغ اقتحام المنازل وترويع الآمنين من الشيوخ والأطفال والنساء.

كما يتعرض المزارعون الفلسطينيون لاعتداءات مماثلة، حيث تطلق قوات الاحتلال الكلاب البوليسية نحوهم في محاولة لطردهم من أراضيهم الزراعية ومنعهم من دخولها مرة أخرى. ولعل الأخطر في الأمر، أن هذه الكلاب تهاجم رعاة الأغنام، وتلتهم أغنامهم، ما يكبدهم خسائر فادحة.

استخدام الكلاب ضد الأفراد، محظور ويعد شكلاً من أشكال ممارسة التعذيب، وفق ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية مناهضة التعذيب عام 1984، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يعد امتهاناً للكرامة الإنسانية لما يخلقه من حالة الفزع والترويع.

وأيضاً لهذه السياسة، تأثيرات نفسية خاصة عند الأطفال، حيث تولد لديهم مظاهر خوف ومشاكل واضطرابات نفسية وسلوكية.

إسرائيل تستخدم كل أشكال القمع والترهيب ضد الفلسطينيين، في محاولة منها لتهجيرهم وسرقة أراضيهم، ومن أشهر هذه الوسائل التي تستخدمها إسرائيل، إطلاق النار على الفلسطينيين، والإعدامات الميدانية، وشق الطرق الالتفافية، وسرقة الأراضي، وإغلاق مداخل القرى بالحواجز العسكرية، والاقتحامات الليلية المتكررة، وهدم المنازل، وتجريف الأراضي ومصادرتها، واستخدام الحيوانات مثل الخنازير والكلاب التي تهاجم المزارعين وتطردهم من أرضهم. ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين الدولية التي تمنع تعذيب وانتهاك كرامة الإنسان.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أمين بركة
صحفي فلسطيني
تحميل المزيد