“قل لي كيف تصافح، أقُل لك من أنت”.. كيف يتكلم جسدك ويفضح مشاعرك؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/20 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/21 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
"قل لي كيف تصافح، أقُل لك من أنت".. كيف يتكلم جسدك ويفضح مشاعرك؟ - Istock

"قل لي كيف تصافح، أقُل لك من أنت"، فطريقة المصافحة تكشف عن الكثير من تفاصيل شخصية المتصافحين. كما أن قوة المصافحة ومدة التواصل البصري بين المتصافحين تشي بالكثير من المعلومات حول شخصية ومشاعر الشخص الذي يمارسها. فالمصافحة هي أحد أبعاد لغة الجسد المهمة التي تعطي للآخرين الانطباع الأول عن الشخص. وللمصافحة ألوان وأشكال، تختلف باختلاف شخصية المتصافحين واختلاف المكان في العالم، وما يضمه من ثقافة إنسانية واعتقادات وعادات. وليست المصافحة باليد هي الأسلوب الوحيد لتحية الآخرين، حتى وإن كانت شائعة في أماكن كثيرة في العالم. 

هل كل المصافحات تحمل المعنى ذاته؟

للمصافحة باليد أشكال ومعانٍ، فهي تنقل للناس رسائل تختلف باختلاف طريقة أدائها وقوتها. فإذا جاءت المصافحة باليد رقيقة دون أن تشعر الأصابع والأكف بالقبضة والالتحام، دل ذلك على الاستخفاف والاستهانة، وإذا صافحك شخص بأطراف أصابعه فقط، فاعلم بأنه يتعالى عليك، وإذا حرص أحد المصافحين على أن يجعل يده تتجه للأعلى وكف يدك للأسفل فهو يُظهر نفسه بأنه المسيطر، ففي هذه الحالة ما عليك إلا أن تضع يدك الأخرى فوق يده، فتصبح يداك كالملزمة تضم يده بين فكيها، فتعكس موقفة حينئذ وينقلب السحر على الساحر. 

وانتبه إلى أن عنف الشخص يتضح في قوة قبضته عند المصافحة، فقد يصل بك الحال إن صافحت أحد هؤلاء أن تشعر بأن يدك تُسحق داخل قبضته ويتغير شكل خاتمك إن كنت تضع خاتماً في يدك، فيتبادر لذهنك حينها وكأنك في حلبة مصارعة. وهناك من يصافحك بيد، ويربت على كتفك بيده الأخرى، فتبدو في عيون الآخرين كطفل مطيع أمامه. وآخر يمد يده لمصافحتك موجهاً  كف يده للأعلى، فتدرك حينها أنه يظهر الخضوع والاستسلام لك. وأما إذا مد يده وجعل كفه مستقيمة، تتجه حافتها للأسفل، والإبهام الأعلى فهو يظهر لك التقدير وينسجم معك. 

وعندما تشاهد مصافحاً يصافح آخر بيد، ويضع الأخرى على كوع أو كتف الشخص الآخر، فاعلم حينها أن هناك علاقة ود تربطهما خاصة عندما ترافقها ابتسامة صادقة، ولاحظ أن قوة العلاقة تزداد بارتفاع اليد. وانتبه إلى المسافة التي تفصل بين المتصافحين، فكلما زادت المسافة كشف ذلك عن الجفاء والرسمية في العلاقة، وكلما اقترب المتصافحون وقلت المسافة بينهما، عكس مدى الود والحميمية التي تربط بينهما. 

هل للمصافحة النسائية خصوصية؟

المصافحة النسائية تتميز بالرقة وإظهار الود واللطف، وبمرافقة المصافحة بالأيدي، يملن إلى إلصاق خدودهن ببعض بلطف (حتى لا تفسد الأصباغ والألوان) وتدير كل واحدة منهن وجهها للناحية الأخرى،  للتعبير عن مدى الود الذي تكنه إحداهما للأخرى.. رغم أن هذه الممارسة تكون في بعض الأحيان شيئاً من المجاملة أكثر من كونها تعبيراً عن مدى قوة العلاقة، حيث تمارسها النساء بينهن حتى وإن كانت العلاقة وليدة التو.

ما المدة المناسبة للمصافحة؟ وكم مرة يمكن هز يد المصافح؟ وهل الشد خلال المصافحة يظهر وداً واحتراماً أكثر؟

أنسب فترة مصافحة تدوم ما بين 3- 6 ثوانٍ. ومن الأفضل للشخص المصافح أن يشد على يد مصافحه باعتدال دون شدٍّ أو إرخاء، وأن يصافح بكامل يده، وأن لا تصل عدد هزات يد المصافح لسبع هزات.

هل تختلف المصافحة باختلاف ثقافة الشخص؟

يحيي الناس بعضهم بطرق تختلف من مكان إلى آخر في العالم، لدرجة نرى معها تبايناً واضحاً في طريقة التحية، وسأورد لحضراتكم بعض طرق التحية التي ربما ستتعجبون منها. 

أنواع المصافحات المختلفة في العالم

فمثلاً يحيِّي الناس بعضهم في أوروبا، بأن يرفع الرجال قبعاتهم أو يلمسونها إشارة إلى التحية، أما النساء، فيرفعن أيديهن للرجال لكي يقبلوها.. ولأن تلك المجتمعات لا ترى في تلك العادة أي معنى يتعارض مع قيمهم، فإنهم يستمرون في تلك العادة التي تخفي داخلها نوعاً من الملامسة بين الجنسين. وفي اليونان يكتفي الناس بالتربيت على أكتاف بعضهم ليقدموا لهم التحية.

وفي شرق قارة آسيا يحيِّي الناس بعضهم بعضاً بطرق مختلفة وغريبة، ففي اليابان مثلاً يحنون رؤوسهم وظهورهم إلى الأمام برفق مرات عدة. يفعلون ذلك للفرد وللمجموعات، في كل مكان، في البيت، والشارع، والعمل… إلخ. أما في تايلاند فيضعون أيديهم على صدورهم ويحنون رؤوسهم للأمام بخضوع واحترام. وفي التبت، يخرج الناس ألسنتهم خارج أفواههم ليحيُّوا الآخرين وهم يثبتون من خلال تلك الممارسة أن ألسنتهم حمراء وهم بذلك ليسوا بشياطين. وفي الهند يرفع الشخص يديه إلى صدره ويضمهما معاً في احترام واضح. أما في الفلبين فإن الصغار ينحنون أمام كبار السن، ويأخذون أيديهم إلى جباههم ويضغطون على مفاصل أصابعهم باحترام وتقدير. 

أما في قارة إفريقيا حيث التنوع في الثقافات حسب تنوع القبائل والأصول والأعراق التي ينحدر منها الشخص، فتوجد العديد من الطرق للتحية والمصافحة، فمثلاً قبيلة الماساي يقومون بالقفز في رقصة اسمها داموا ثم يبدأون بالبصق واحداً تلو الآخر أمام القادم، وفي زيمبابوي يقوم كل شخصين بالتصفيق أمام بعضهما للأعلى والأسفل مرات عدة للتحية. أما في زامبيا فيصافح الناس بعضهم بالضغط على الإبهام الذي يتجه للأعلى. وفي موزمبيق يصفقون ثلاث مرات أمام بعضهم.

وفي نيوزيلندا يقوم الناس بحك أنوفهم ببعض لإلقاء التحية والمصافحة. وفي أستراليا لا تصافح النساء بعضهن بالأيدي. ومن المؤكد أنك كلما طفت في العالم واطلعت على عادات الناس وطريقتهم في الحياة سترى أشكالاً جديدة في المصافحة وأبعاد لغة الجسد الأخرى.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زهرة خدرج
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
تحميل المزيد