علامة صحية أم نذير خطر.. ماذا تفعلين إذا اكتشفتِ أن طفلك لديه “أصدقاء وهميون”؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/03 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/03 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
تأكَّد من أنّ الصورة أو المقطع الذي توشك على نشره لا يُفصح عن أي معلومات شخصية عن الطفل/ Istock

يشرع الطفل بخلق وتطوير علاقات صداقة مع بدء احتكاكه بالمجتمع وخروجه من البيت، ويلاحظ المراقب لسلوك الأطفال أن الطفل يعتبر كل طفل آخر يشاركه اللعب هو صديقه، فهو لا يُحدّد تماماً ما هي سمات الصديق الذي يريده، كما أن الطفل لا يدري كيف يصل إلى الأصدقاء؛ لذلك تراه يجرب وسائل عدة وأطفالاً مختلفين، وعادة ما تكون هذه الصداقات قصيرة الأجل ولا تدوم طويلاً، ولكنها ضرورية للتمرس لبناء واكتساب المهارات اللازمة لإنشاء صداقات لاحقاً.

إلى هذا الحد كل شيء يبدو حسناً.. ولكن:

ماذا لو لاحظت أن طفلك ينشئ صداقة مع طفل وهمي لا وجود له؟ هل ستشعرين بالخطر يحيط بطفلك؟ هل ستساورك المخاوف على عقله واتزانه وأنت تسمعينه يطلب منك طعاماً لهذا الصديق أو يستأذنك في السماح لصديقه بالسباحة معه أو إعطائه دواءً لأن بطنه يؤلمه؟ هل ستشاركينه تقمص الأدوار وتتماهين مع خيالاته لاعتقادك بأن هذه التخيلات ستزول من تلقاء نفسها بعد بعض الوقت؟ أم أنك ستفكرين بضرورة وضع حد لها ورفض التعاطي معها واستشارة أخصائي نفسي لحماية طفلك من نتائجها المحتملة؟

نعلم جميعاً أن الأطفال يملكون خيالاً خصباً مبدعاً، وقدرة عالية على اختلاق الأحداث والأحاديث والقصص وحتى الشخصيات.

توصلت دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية إلى أن ثلث الأطفال تقريباً يمتلكون صديقاً خيالياً يشاركونه اللعب ويتقمصون الأدوار معه في مرحلة ما من طفولتهم، وقد يمتد ذلك لعمر الثامنة وأحياناً يطول لفترة أطول فيرافق الطفل حتى مراهقته! ولكن، إذا تجاوز الطفل عمر الخامسة عشرة وما زال يؤمن بحقيقة وجود صديقه الوهمي، فلا بد من أخذ الأمر على محمل الجد واستشارة أخصائي نفسي في الأمر.

يستغرق بعض الأطفال في الحديث عن صديقهم بشكل لا يدع مجالاً للشكِّ في وجوده، لدرجة تسبب إرباكاً لدى الأهل فيفاجأون حين يعلمون أن صديق طفلهم وهمي لا وجود له! وقد يكون الصديق الوهمي إنساناً أو حيواناً أو دمية أو شخصية كرتونية، أو حتى الضمير الحي داخل الطفل والذي يحاسبه ويحثه لسلوك اتجاه معين.

وأحد الأسباب المهمة لخلق الطفل لصديق وهمي هو حاجته إلى شخص يشاركه اللعب ويتحدث معه، خاصة إذا لم يكن  لدى الطفل أخوه، أو في حال فقد أحد الوالدين، فيكون الصديق الخيالي هنا مسلياً ومنقذاً للطفل من وحدته ومعيناً له على احتمال الأحداث المؤلمة إن كان الطفل يتعرض لأحداث قاسية ومؤذية جسدياً أو نفسياً.  ولوحظ أن الطفل الوحيد أو البكر في أسرته هو من يلجأ إلى خلق صديق خيالي غالباً.

عادة ما يتميز الأطفال الذي يمتلكون صديقاً خيالياً بقدرة لغوية تمكنهم من التعبير عن مشاعرهم وآرائهم بشكل يفوق أقرانهم، كما يمتلكون قدرة عالية على التفكير والتعاطف مع الآخرين، ومهارات تواصل اجتماعية متقدمة، وتفكيراً إبداعياً. 

قد يصبح وجود الصديق الوهمي أمراً خطيراً يتطلب النجدة وطلب المساعدة من أخصائي نفسي إذا بدأ الطفل يقوم بممارسات خطيرة وسلوكيات مضطربة، تحت حجة أن الصديق الوهمي يمليها عليه، أو إذا تعلق الطفل بصديقه الوهمي بشدة ولجأ إلى الانعزال عن محيطه، أو إذا أخذ يبرر تصرفاته ويلقي بمسؤولية أخطائه على صديقه الوهمي.

يتساءل الأهل بقلق كيف يتصرفون إزاء هذا الصديق المتخيل دون أن يؤذوا طفلهم بأن يتركوا له الحبل على الغارب أو يكبتوه ويؤثروا سلباً في قدراته الإبداعية وشخصيته؟

– لا تخلقي لطفلك صديقاً وهمياً إن لم يقم هو بذلك.

–  لا تشجعي وجود الصديق أو تحاولي إجبار طفلك على التخلي عنه.

– لا تتقبلي أن يُلقي بمسؤولية أخطائه على صديقه الوهمي.

– اسألي طفلك عن هذا الصديق لتعرفي ما يعنيه بالضبط لصغيرك، وراقبيه وهو يلعب ويتحدث معه.

– تعاملي بمرونة مع الأمر، فلا تكذِّبي طفلك أو تعنفيه كما لا تسايريه بشكل تام.. أصغِ إليه في حديثه عن مشاعر صديقه فهو إنما يتحدث عن مشاعره الخاصة وما يجول في صدره.

– اجعلي طفلك يتعرف على أطفال آخرين: أقارب، أصدقاء، جيران، ويندمج معهم، فهذا ينسيه صديقه الوهمي ويقلل اهتمامه به ويجعله يستمتع مع الأصدقاء الحقيقيين.

– وإذا لاحظت أن الأمر لا يسير على ما يُرام، وسيخرج عن سيطرتك فمن الأفضل استشارة أخصائي نفسي، وطلب التوجيهات منه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زهرة خدرج
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
تحميل المزيد