لماذا غادر أحمد مكي حصنه وشارك في مسلسل الاختيار 2 ؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/01 الساعة 19:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/03 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش

قبل أيام قليلة كانت مواقع التواصل الاجتماعي تغلي في مصر بعد تسريب بعض المشاهد من مسلسل "الاختيار 2" الذي يتم تصويره للعرض الرمضاني المقبل، حيث أطل الفنان أحمد مكي في شخصية ضابط شرطة، وهناك أخبار قوية تفيد بأن العمل سيتطرق لفض اعتصام رابعة ومحطات أخرى بارزة، إذ ستبدأ أحداثه من سنة 2013 حتى 2020 حسب بعض صناعه؛ ولعل ما سبب "الصدمة " للمتلقي هو رؤية فنان ظل دائماً "محصناً" وبعيداً عن "الشبهات" الأخرى المحيطة بباقي زملائه، فهو يبدو منزوياً في عالمه الخاص موزعاً وقته بين غناء "الراب" وتربية مختلف أنواع الطيور، ونشاطه التمثيلي الآخر الذي يحمل بصمته الفريدة والمغلفة إجمالاً بالحس الكوميدي سواء في شخصية "هيثم دبور" أو حتى "الكبير" وإخوته "جوني" و"حزلقوم" والبقية؛ فلماذا إذاً غادر أحمد مكي حصنه وانضم للسرب؟ هل كان الأمر بمحض إرادته أم أنه أُجبر على تغيير بوصلته كما يروَّج على السوشيال ميديا؟

شخصياً لا أنكر أنني من متابعي مكي منذ سنوات وهذا التفصيل لا يمنحني أي إضافة في "تأكيد" ما حدث بانضمامه لطاقم مسلسل يعرف القاصي والداني لماذا وكيف وعلى أي أساس تم إنتاجه؟ ولماذا خُصِّصت له كل تلك الأرقام الفلكية أساساً؟ لكن هذا الموضوع ذكَّرني ببعض المواقف الأخرى المشابهة تماماً لما يحدث اليوم على الساحة الفنية بالمحروسة؛ حيث عدتُ بالذاكرة إلى الوراء قليلاً وتحديداً لحوار صحفي جمع الفنانة عفاف شعيب مع عمرو أديب في برنامجه حين روت وقالت بالحرف الواحد إنها "أُجبرت" على المشاركة في المسلسل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس آنذاك ألا وهو "رأفت الهجان"، حيث روت واقعة جمعتها بصفوت الشريف بعد أن رفضت أداء الدور لأنه صغير لا سيما أنها كانت قد نالت قبلها بفترة قصيرة شهرة واسعة بدورها في مسلسل "الشهد والدموع" وحين كانت تهمّ بالتوجه لموقع تصوير عمل آخر جاءها اتصال على هاتف المنزل وأخبرتها الخادمة أنه من مكتب الوزير وحين ردت وجدت أن المتصل ليس سوى وزير الإعلام صفوت الشريف الذي خاطبها بنبرة غاضبة: "يعني إيه مش هتعملي الدور؟ عفاف هانم بلاش الغرور وبلاش الكبرياء.. في فنان كبير وفنان صغير.. هتعملي الدور". ثم أغلق الهاتف في وجهها. 

كذلك سبق أن صرح الفنان يوسف شعبان رحمه الله وأقر واعترف بأنه وافق "على مضض" على المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل السالف الذكر لأنه كان يخشى الاعتقال وبالأخص بعد أن اجتمع به صفوت كذلك؛ كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير يجعلنا لا نستغرب كل ما يقال عن مسلسل "الاختيار" اليوم، ومن يدري فبعد مرور سنوات سنرى ممثلين حاليين يقرون هم كذلك بأنهم كانوا مجبرين على العمل في هذه النوعية من الأعمال التي تمجد النظام  وتحاول غسل سجله المتشح بالعار على غرار الأفلام المتناسلة كل يوم ويقال إنها حققت "إيرادات قياسية" وتعرف مشاركة كل من يصنفون اليوم "بنجوم الصف الأول" في مصر مثل "الممر" ومؤخراً "السرب" بقيادة "المدللين" أحمد السقا وأمير كرارة وباقي الأسماء..

قبل فترة كذلك وبعد رحيل صفوت الشريف أيضاً خرجت أسر بعض الفنانين والإعلاميين كي تتحدث عن تورطه في حوادث ظل الغموض يكتنفها، ليظل السؤال العريض: إلى متى سيبقى بلد عظيم بحجم مصر أسير أنظمة تعيث فيها فساداً فتأتي على الأخضر واليابس في كل المجالات؟ وكذلك متى سيتخلى بعض الفنانين عن نفاقهم ويتحلون بقليل من الجرأة والشجاعة ويحترمون "جمهورهم"  قليلاً يا ترى؟

عموماً "بكرة يذوب الثلج ويبان المرج"..

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
عادل العوفي
كاتب وصحفي مغربي
درستُ الإعلام والصحافة، وعملتُ بالعديد من المنابر العربية مثل: القدس العربي ورأي اليوم اللندنيتين، وصحيفة المسار بسلطنة عمان، وغيرها، بالإضافة إلى كتابة مقالات رأي في منابر أخرى. عملت مُعدّاً، ومقدم برامج تلفزيونية، وكاتب سيناريو، وآخر أعمالي في هذا المجال مسلسل "عائلة بوخالد" في قطر
تحميل المزيد