هل للدراما والسينما دور في العنف في الشوارع أم ضغوط الحياة هي الدافع لذلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/25 الساعة 09:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/05 الساعة 06:28 بتوقيت غرينتش

قد يكون العنف الذي نراه في الشوارع بسبب السينما أو بعض المسلسلات التي نشاهدها في الدراما، والتي تدفع المشاهدين وتجذبهم للعنف، وطرق الدفاع المختلفة عن أنفسهم، ضد أي شجارات أو أمور تتعلق بهم.

ربما تكون مشاكل بسيطة لا تستدعي كل هذا العنف، ولكن حب الاقتباس مما يشاهدونه في الدراما والسينما يجعلهم يريدون تقليد نفس الأساليب. وربما يستخدمون أنواعاً عديدة من الأسلحة التى يرون مثلها في الدراما أو السينما.

ويرغب كل طرف من الأطراف أن يثبت للطرف الآخر أنه الأقوى، بدافع أو بدون دافع قد يخلق أي مشكلة لمجرد أنه يجذب أنظار من حوله، ويظهر نفسه، ويكون حديث الناس لمجرد الشهرة وإثبات ذاته، ويستخدم كل ما لديه من قوة وأساليب عنيفة ليثبت ذلك.

فهذه الأمور والصفات تتعلق ببعض الشخصيات التي لديها ميول ورغبة في العنف والتهور وعدم السيطرة على أنفسهم، مما يدفعهم للعنف وحب الانتقام.

وربما نجد شخصية هادئة جداً ولا تميل إلى العنف أو العصبية ولأسباب ما تتحول وتصبح أكثر عنفاً وغضباً من الشخصية الأخرى، فيظهر ما يشاهده من أساليب العنف التي قد يراها في الدراما والسينما العربية أو الأجنبية من دراما حرب العصابات، وحرب الشوارع وأساليب الدفاع عن النفس، وحب الاقتباس من هذه الدراما.

ولكن البعض يأخذ الجانب السلبي من الدراما والسينما، والبعض الآخر يأخذ الجانب الإيجابي الذي يدفع المشاهدين إلى الأخلاق والقيم والمبادئ الحميدة والحب والعطاء والمودة والتراحم فيما بينهم.

فقد نرى صوراً جميلة من الناس في فن التعامل والأخلاق والتسامح واحترام من هم أكبر سناً منهم، والخضوع لكلامهم في كل الأمور، ولا نجد العنف في وقت المشاجرات والمشاكل لوجود من هم يفصلون بين أي شخصين أو أكثر من الذين لديهم خلافات ويخضعون لحكم من هم أكبر سناً فنجد الأمور تحل ببساطة وبدون أي عنف.

هل ضغوط الحياة سبب رئيسي في العنف في مجتمعاتنا؟

قد تكون ظروف الحياة والضغوط النفسية أحد أسباب العنف، فقد يجد الشخص نفسه يخلق المشاكل بدون أي أسباب أو دوافع، فيجد أنه بمجرد تعرضه لمواقف أصبح لا يستطيع السيطرة على نفسه، فاندفع إلى العنف واستخدام أساليب مختلفة في المشاجرات، ولا يدرك ما يفعله من تصرفات سيئة يؤذي بها غيره ويؤذي المجتمع من حوله، فلابد أن نرتقي بأنفسنا ونتعلم فن التعامل مع الآخر.

كيف نسيطر على تفكيرنا وأنفسنا وقت الانفعال؟

قد تحدثنا عن أسباب العنف والدافع وراء العنف، فلابد أن كل شخص يقف مع نفسه أولًا ويفكر بإيجابية ويتعلم كيف يتحكم ويسيطر على نفسه وقت غضبه عن طريق مشاهدة حلقات على السوشيال ميديا من أخصائيين وأساتذة علم نفس، فهي مفيدة جداً، وسوف تساعدنا في التحكم والسيطرة على أنفسنا، وأيضاً طريقة تفكير واستيعاب الأمور التي نمر بها في حياتنا، وأيضاً توجد بعض التمارين التي تساعدنا على السيطرة على تصرفاتنا في وقت الغضب، فلا نلجأ للعنف، ونبدأ في التفكير بعمق في حل للمشاكل التي تواجهنا وكيفية معالجتها بكل هدوء وتمعن، فنجد أنه لا داعي لاستخدام العنف حتى إذا كان الطرف الآخر يدفعنا للعنف والمشاجرة.

كيف نرتقي بمجتمعاتنا من أساليب العنف؟

حين نرتقي بعقولنا وتفكيرنا ونتعلم كيف نسيطر على أنفسنا وقت الانفعال والغضب وندرك مدى خطورة الانفعال وقت الغضب، مما قد يدفعنا إلى استخدام أشد أساليب العنف في الخلافات والمشاجرات التي تؤدي إلى عواقب سيئة قد تضر بنا وبالأطراف الأخرى ممن حولنا وتؤدي إلى ضرر كبير فيما بعد.

مدى تأثر أولادنا بالعنف 

إن كل طفل أو شاب يحب أن يقتبس من والديه طباعه وتصرفاته ويقوم بفعلها، فإذا وجد الأبناء آباءهم يتعاملون بحكمة وقت الغضب ويستطيعون السيطرة على انفعالاتهم ويفكرون بإيجابية وعقلانية في أي مشاكل واللجوء لمن هم أكبر سناً وتنفيذ ما يحكمون به بين الطرفين، كما كنا نرى في الماضي في أي خلافات بين الأطراف في أي خلافات تواجههم، ولا يلجأون للعنف، فسنجد الأبناء يسيرون على هذا النهج، ويفعلون كما يفعل آباؤهم.

فبذلك نستطيع السيطرة على الأبناء ونرتقي بهم ونربيهم على القيم والأخلاق والتسامح، فنجدهم يتعاملون بإيجابية وعقلانية وقت الغضب أو حدوث أي خلافات، وبذلك نكون قد أنشأنا جيلاً قادراً على بناء مجتمع قوي؛ لأن الخلافات والمشاكل تضعف المجتمعات وتجعلها لا تستطيع النهوض.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

منى فتح الله
كاتبة ومدونة مصرية
كاتبة مصرية
تحميل المزيد