لعبة الكلمات المتقاطعة التي ستنقذ تشيلسي.. هل يحل توخيل الأحجية الأخطر في لندن؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/23 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/23 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
حكيم زياش نجم تشيلسي (رويترز)

لا شك أن الكرواتي ماتيو كوفاستش لاعب خط وسط مميز، خاصة عندما يتم توظيفه في دور "بوكس تو بوكس" رفقة تشيلسي، أي كلاعب يؤدي الدور الدفاعي أمام منطقة جزاء فريقه، ثم يتقدم ليقدم المساهمة الهجومية. لكن ما يعاب على كوفاستش هو افتقاده إلى اللمسة الأخيرة وضعف قدرته على تحويل الفرص الهجومية إلى أهداف. صحيح أنه لا يبخل بأي مجهود لخدمة الفريق دفاعياً وهجومياً، إلا أن افتقاره للمسة الأخيرة وضعف جودة تسديداته تحرم الفريق من إحراز الأهداف في الكثير من المواقف والمباريات. وبمجاورته للفرنسي نغولو كانتي في خط الوسط يعاني تشيلسي هجومياً من قلة الحلول الآتية من متوسط الميدان. ففي نهاية المطاف كانتي ليس متوسط ميدان هجومياً، كما حاول بعض المدربين توظيفه، بل هو قاطع كرات فريد من نوعه، أي أنه لاعب ارتكاز دفاعي بحت، وبطبيعة الحال يفتقر إلى سرعة التصرف في الشق الهجومي.

مهمة توماس توخيل

يعتبر كوفاستش "مايسترو" خط وسط تشيلسي، وحلقة الوصل الرابطة بين الدفاع والهجوم، بينما يظل كانتي أحد أفضل لاعبي خط الوسط الدفاعي بالعالم. أما جورجينيو فهو حالياً أفضل لاعب ممرر بخط وسط "البلوز"، وقادر على إهداء وتقديم تمريرات بينية كاسرة لدفاعات وتكتلات الخصوم.

خيارات عديدة وجيدة يمتلكها نادي تشيلسي، ولكن تفاصيل بسيطة وهامة يفتقر إليها ثلاثي وسط ملعب تشيلسي يجب أن تكتمل بتطوير ما ينقص كل لاعب. وقد رأينا كانتي يلعب بأدوار متقدمة مع أنطونيو كونتي، المدرب الأسبق للفريق، وكذلك كان الحال مع جورجينيو في حقبة المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، حين كان أهم لاعب في الفريق. ولطالما ساهم كوفاستش بأهداف رفقة ريال مدريد ومنتخب كرواتيا عن طريق التسديد. ما يعني أن تطويرهم وإكمال ما ينقص ليس بالمهمة المستحيلة، ليمتلك تشيلسي خط وسط ملعب متكامل. ويتبقى فقط استخراج أعلى جودة من كل لاعب عن طريق توظيفهم في الأدوار المناسبة التي تتناسب وقدراتهم.
والحقيقة أن توخيل وجهازه المعاون أمامهم مهمة أشبه بحل الكلمات المتقاطعة، ومن ثم عليهم ترتيب تلك الكلمات لإخراج جملة فنية ممكنة، مع وضع لمسات جمالية ليظهر الفريق ككل بشكل يليق باسم وقيمة نادي تشيلسي. 

تبقى المعضلة أن كلاً من كانتي وكوفاستش لا يمكن الاعتماد على تحريرهم كلاعب حر، أو ما يسمى بالـThird Man، كما يفعل جورجينيو ليقوم بكسر خطوط الضغط، ولذلك يجب أن يبني اختيار ثنائي متوسط الميدان على حسب الخصم وطريقة أدائه.

مثال من واقع تشيلسي

في المباراة التي جمعت فريقي ساوثهامتون وتشيلسي لحساب الجولة 25 من الدوري الإنجليزي، نرى في الدقيقة 17 الظهير ألونسو يتقدم بالكرة ليجذب ظهير ساوثهامبتون إليه، في نفس الوقت يقوم المهاجم أبراهام بالركض ليسحب معه قلب الدفاع الأيمن، مع دوران ماسون ماونت للربط بين الخطوط، بينما يتحرك فيرنر من وراء خط الدفاع، وسنفترض أن وضعية كوفاستش لا تسمح له بلعب الكرة البينية للمنطلق تيمو فيرنر. هنا يجب أن يعود ماونت لكوفاستش بلمسة سريعة، ثم يمرر ماتيو البينية لڤيرنر خلف الظهير المتقدم. أو يتقدم ريس جايمس بالكرة في الطرف الخاص به قليلاً، ليجذب ظهير ساوث إليه ويعود كوڤا للعب الكرة إلى ماونت، ما يتيح لماتيو فرصة الانطلاق بالكرة من العمق، وهو ما يكفي لإفساد تنظيم الفريق الخصم، كل ذلك مع تموضع لاعب حر أقصى الخط بالجهة العكسية، ما يجعل الخطة مثالية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

كريم الأثيوبي
كاتب ومدون رياضي
كاتب ومدون رياضي شغوف بتفاصيل كرة القدم الضيقة
تحميل المزيد