"إشلونك؟ زين شخبارك؟".. هکذا يرحب ويسأل الأهوازيون حال بعضهم البعض بلهجتهم، لهجة العرب من داخل الحدود الإيرانية والتي یحیيها أهلها في اليوم العالمي للغة الأم من کل عام، وهذه 12 نقطة تعریفیة عن اللهجة الأهوازية وتاریخ أهلها.
- الأهواز عامة تطلق علی محافظة خوزستان جنوب غربي إيران والمحاذية للحدود العراقية، وهي تضم حوالي 14 مدينة عربية (الأهواز، رامز، الخلفية، تُستَر، السوس، البسِيتِين، الحویزة، الخفاجية، الحمیدیة، الفلاحية، معشور، خور موسى، عبادان، المحمرة).
- فكرة البحث والتوثیق للهجة الأهوازية تبلورت خلال العقدين الماضيين بمبادرة من طلاب اللغة العربية، والأهوازيين في الجامعات الإيرانية؛ إذ حرصوا على تقديم أبحاثهم ورسائلهم الجامعية على لغتهم الأم، بعد ما کانت تتناول اللهجة شفهیاً أو عبر کتب دواوين الشعر فحسب. ویأتي معجم "موسوعة اللهجة الأهوازية" للكاتب عبدالأمير الشويکي بـ1000 صفحة، أبرز عمل بحثي ميداني من بين الدراسات المحلية التي تناولت هذه اللهجة العربية.
- في الموسوعة 9384 مفردة ومصطلحاً للهجة الأهوازیة، تتواجد بدراسة تحليلية وبعد النشر، تمکن الکاتب من تدوين حوالي 700 مفردة أخری ليصل المجموع إلی 10 آلاف مفردة أهوازية من کلام عربي أصيل ودخيل ومُعرب حتى کتابة هذا المقال.
- عدد المتکلمين باللهجة الأهوازية یقدر بنحو 3 ملايين نسمة، ولکنه لیس رسمیاً، إذ لا توجد أي إحصاءات حکومية عن نفوس الأهوازيين.
- بناء اللهجة یأتي علی جر بعض حرکات الفعل المفتوحة والمضمومة مثل (كِتَبْ، یِکتِبْ ‐ دِرَسْ، یِدرِسْ) كما تستخدم الحروف الأربعة الفارسية (گ،چ،پ،ژ) بكثرة، وأما الإبدال فهو الأکثر شیوعاً وطرأ علی اللهجة وخضعت بذلك الفصحی لذوق جمهورها في الأهواز، وهذه أهم ظواهر الإبدال:
الهمزة إلى ياء: أبطأت إلى بُطَيت.
الهمزة واو: إرث إلى وِرث.
الجيم شين: وجهك إلى وشْهَك.
الجيم ياء: جابر إلی یابر.
الجيم إلى(گ): جمرك إلى گُمرک.
الذال ضاد: ذكر إلى ضكر.
السين صاد: فانوس إلی فانوص.
العين نون: عطية إلى نِطِية.
الفاء ثاء: في أمان الله إلى ثي أمان الله.
القاف إلى (گ): قال إلى گال
القاف جیم: قاعد إلى جاعد.
القاف عین: قرآن إلى قرعان.
الکاف إلى (چ): كان إلى چان.
اللام نون: سلسلة إلى سنسلة.
كما للأهوازيين باع طويل في استعمال نون التوكيد في بعض صيغ المضارع، مثل: أروحن بدل أروح، أموتن بدل أموت.
أما عن استخدام (لا) قبل القسم فقد شاع كثيراً، حيث تقع (لا) وهي زائدة للتوكيد نحو: لا والله ما سمعت، وكذالك تفيد الرد على تكذيب قول سابق مثل: لا والله لم أفعل.
- إليك أربعة أمثال بلهجة أهوازية:
الأول: إلِحْگوگ تِريِد حْلوگ(مطالبة الحقوق تحتاج إلى ألسنة حداد).
الثاني: سداد بِردَاد (على قدر الحاجة).
الثالث: طَر بَطِن (كلام مضحك جداً).
الرابع: هَم إزْيَارة وهَم إتْيَارَة (في السفر فائدتان: زيارة وتجارة).
- لا عجمة في لسان الأهوازيين لدی نطق الحروف العربية واللاتينية وأنها متأصلة بالعربية الفصحی، کما أن اللهجة الكويتية والعراقية (الجنوب) أقرب إلى الأهوازية.
- الآرامية، السومرية، الأکدية، السريانية والفارسية تشکل جزءاً من لهجة الأهوازيين التي شهدت الکثير من الحضارات بجوارها في أرض العراق وإيران کما للأهواز نفسها مملکة میسان التاريخية.
- هوزه، هواز، أهواز، هو التطور الزمني لاسم "بيت هوزايي"، إحدی الدول الآرامية العربية التي تأسست في جنوب غربي إيران منذ ما يزيد عن 2500 سنة، یتأرجح الظن أن هوز اسم مؤسس السلالة وبات یطلق علی الموقع الجغرافي الذي سکنه بيت هوزايي.
- لهجات في لهجة.. تتشعب الأهوازية إلی عدة لهجات حسب المناطق، ویأتي التقسيم السليم للإشارة الواضحة إلى موقع اللهجات، وهو کالتالي: الکارونیة (لهجة المناطق على ضفاف نهر کارون)، الکرخیة (لهجة المناطق علی جانبي نهر الکرخة)، الشعیباویة (لهجة القبائل التي تسکن منطقة الشعیبیة شمالي الأهواز)، المعِيدیِّة (سکان هور العظیم غربي الأهواز)، الجبلاویه (المناطق التي تقع بالقرب من جبال زاغرس)، الخلیجیة (المدن المطلة علی الخليج).
- في فترة حکم الشاه البهلوي الإيراني بين (1925 – 1979)، مُنع الأهوازيون ولأول مرة في التاريخ أثناء تشکيل الدولة الحديثة الفارسية من التحدث بلغتهم العربية، ومن کان یتحدث بها في المدرسة ولو خارج الصف عليه دفع 50 شاهي کغرامة، ورغم ذلك حافظت اللهجة العربية في الأهواز علی کیانها مع احتکاکها الشديد بالفارسية التي هي أيضا حوالي 50% منها تتشكل من المفردات العربية.
- الأشعار والحکايات كانت أبرز وعاء للحفاظ علی اللهجة الأهوازية خلال القرون المنصرمة، کما أن المضيف، وهو المجلس العام لاجتماع أبناء القبیلة، شکل أهم نقطة لانتشار اللهجة بعد المنزل. وأما اليوم بات الانفتاح أکبر من قبل فالکتابة باللهجة العربیة الأهوازية وطباعة کتبها والتعمق بها متاحاً للراغبين، لکن خارج دائرة مؤسسات الدولة ودعمها.
المصادر
١. كتاب موسوعة اللهجة الأهوازية، عبدالأمير الشويكي.
٢. كتاب دراسة اللهجات العربية القديمة، سلوم داود.
٣. كتاب دراسة جوانب من اللهجة العربية في خوزستان، محمود شكيب أنصاري.
٤. كتاب مملكة ميسان، الأهواز أم الأحواز؟، عبدالنبي القيم.
٥. كتاب هذا هو الحب، عباس الطائي.
٦. مقال دراسة اللهجة الأهوازية، عارف عبدالله نصر.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.