رسالة إلى مدرب الأهلي بعد الفوز على الدحيل: لا تكُن جباناً يا موسيماني

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/05 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/05 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
بيتسو موسيماني مدرب الأهلي المصري

تحدث كثيراً مساعد مدرب برشلونة الحالي والمخطط الاستراتيجي للفريق، ألفريد شرودر، عن أهمية دور الظهير في عصر كرة القدم الحالي، وقال في أحد التصريحات: "من المقبول أن تمتلك جناحاً هجومياً متوسط المستوى، أو متوسط ميدان متوسط الأداء، لكن لا بد من امتلاك ظهير سوبر، خصوصاً للفرق المبادرة بالهجوم".
وعند الحديث عن الأظهرة في العالم العربي وربما في القارة السمراء كلها، تجب الإشارة إلى الظهير التونسي علي معلول. فمعلول ليس مجرد محترف مر على الدوري المصري مثل سابقيه من المحترفين الأفذاذ، لأن وجود معلول في الأهلي المصري في هذا التوقيت خلق قفزة نوعية في مستوى النادي الأهلي، وخلق حالة تكتيكية يمكن الإشارة إليها بمصطلح "تأثير معلول". علي معلول هو صفقة العقد للنادي الأهلي بلا منازع.

في تسعينات القرن الماضي أطلق الثعلب التكتيكي ريكاردو لافولابي تصريحاً بدا حينذاك مجنوناً، إذ قال: "سيأتي يوم يكون فيه الظهير الدفاعي أهم من لاعب خط الوسط".
أتى هذا اليوم بالفعل، ونحن الآن في عصر الأظهرة، وكل الفرق الاستباقية أو المبادرة صار لزاماً عليها أن تمتلك ظهيراً فذاً على المستوى الهجومي وإن لم يكن قوياً على المستوى الدفاعي. لأن ضعف الظهير الدفاعي من الممكن لمنظومة اللعب أن تحتويه وتخفيه لو تم بناء هيكل قوي ومتماسك للفريق.
والفرق التي لا تمتلك ذلك الظهير الهجومي الآن، تتأخر كثيراً عن ركب التكتيك في عالم كرة القدم.

الأهلي والدحيل: رؤية تكتيكية

ولو انتقلنا إلى مجريات مباراة النادي الأهلي المصري والدحيل القطري في كأس العالم للأندية، يمكن القول إنه عندما لعب النادي الأهلي بهويته الكروية التي زرعها المدرب السابق للفريق، رينييه فايلر، خلال الشوط الأول، استطاع الفريق السيطرة بالطول والعرض على الميدان بخلق تفوق عددي ونوعي في كافة أرجاء الملعب.
بعد إحراز حسين الشحات للهدف الأول للنادي الأهلي، توقعت أن يتخلى الفريق عن نهجه الهجومي والمبادر بالعودة إلى الدفاع والتموقع في المناطق الدفاعية، مثلما حدث في مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020 أمام الزمالك، وهو ما كان سيعيد فريق الدحيل إلى المباراة مبكراً. لكن استمرار فريق الأهلي في نهجه بالهيمنة والاستحواذ على الكرة جعله يمر من الشوط الأول بالعلامة الكاملة، ولم يسمح لفريق الدحيل بالدخول في المباراة لمدة 45 دقيقة كاملة.

لكن الشوط الثاني أكد مرة أخرى على ما يحدث في كل مرة يقرر فريق الأهلي أن يترك الكرة لمنافسه ويكتفي بالدفاع بانتظار الهجمة المرتدة التي هي كالحب، قد تأتي أو لا تأتي. إذ فشل الأهلي في تطبيق التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم بشكل فعال أو خلق فرص خطيرة من الهجمات المرتدة. كما يتم اختراق دفاعات الأهلي في حالة الاصطفاف الدفاعي وتلك نقيصة واضحة في هيكل الفريق.

لست متأكداً هل أجبر موسيماني فنياً على ترك الكرة لفريق الدحيل في الشوط الثاني أم قرر هو أن يتركها بمحض إرادته. وفي كلتا الحالتين لا أجد مبرراً للتخلي عن هوية الفريق التكتيكية والتي تضاعف حظوظ الفريق في الفوز بالمباراة وليس العكس. حيث إن أوقات ازدهار الأهلي في أرضية الميدان مرتبطة بالهجوم المنظم والتدرج بالكرة من الخلف والهيمنة على اللعب، وليست التحولات والهجمات المرتدة أبداً.


لا تكُن جباناً يا موسيماني

إن منظومة الأهلي الفنية الحالية تم العمل عليها منذ مدة كبيرة حتى تظهر بالتجانس والذكاء الجموعي البادي حالياً، ولزاماً على موسيماني أن يقوم باستغلال تلك الحالة في كل مباراة لتعزيز هوية الفريق.

وأفضل ما فعله موسيماني في مواجهة الدحيل أنه لم يحترمه "كروياً" بشكل مبالغ به. رغم أنه لم تتم ترجمة الهيمنة لفرص عديدة وخطيرة، لكن الاستحواذ على الكرة والهيمنة على مجريات اللقاء في حد ذاتها كانت سلاحاً مهماً للدفاع ولكن بالكرة وحرمان الخصم منها قبل الهجوم.

بيتسو موسيماني هو أكثر مدرب عاصرته يمتلك مقومات النجاح في النادي الأهلي، على رأسها الهوية التي زرعها السويسري رينيه فايلر وأسسها وسواها لدرجة نضج كبيرة.

وكما قال الراحل يوهان كرويف: "يجب أن تلعب كرة القدم بدون خوف"، خصوصاً عندما تواجه خصوماً أنت أقوى منهم، أقوى على مستوى المنظومة قبل الفرديات.
ومرة أخرى، هنالك في الجزيرة، مدينون لفايلر.. غارقون في إرثه.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.
تحميل المزيد