حرمني “حصار غزة” من دراسة السينما لكنني لم أستسلم.. كيف تبدأ رحلة الإخراج الفني؟

لم أمنح فرصة أن أدرس "صناعة الأفلام" أو السينما في جامعة مرموقة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، فاخترت أقرب تخصص له ودرست "الوسائط المتعددة" وكان حينذاك أحدث تخصص يتعلق بالمجال الإعلامي وفسارعت بالدخول إليه. ومن هناك بدأت رحلة البحث والتجربة وقبلت بأن أتدرب لشهور عند أي من خبراء المجال القلائل في غزة. ثم خضت تجارب عديدة، وما زلت أتعلم حتى اللحظة، وبعد 10 سنوات في مجال صناعة الأفلام سأكتب للمهتمين أموراً كنت أتمنى أن يخبرني بها أحد وأنا أبحث عن المعرفة في مجال صناعة الأفلام.

طريق السينما 

بداية: لا تستهينوا بتجاربكم في الحياة؛ فقد تشكل تفاصيل صغيرة عشتموها "فكرة" لفيلم مميز تنتجونه، وشاهدوا الكثير من الأفلام فتغذية البصر تكون بمشاهد أفلام ومنتجات أخرى قوية هذا سيساعدكم في مرحلة بناء اللقطات للفيلم، ثم أطلقوا العنان لمخيلتكم، ولا تقفوا عند حدود الفكرة بل طوروها وبلوروها لتصل مرحلة النضوج.

وعليكم بتعلم كتابة السيناريو حتى وإن لم ترغبوا بالتخصص فيه، اقرأوا الكثير من الروايات لتستطيعوا رواية أفلامكم، عليكم باختيار فريق العمل بعناية فهو إما سينجح العمل أو سيفشله، وإن تطلب الإنتاج ممثلين فليس شرطاً أن تختار ممثلين من ذوي التجارب الكبيرة، اصنعوا من الشغوفين نماذج قوية.

فكروا وابحثوا جيداً عن موقع تصوير يلائم فكرتكم واختاروه بعناية وإن لم تجدوه اصنعوه، موقع التصوير سيضيف جودة كبيرة على العمل. 

انتبهوا جيداً إلى عناصر الإضاءة الموجودة واجعلوها تراعي هدفكم في كل مشهد، وانتبهوا أيضاً إلى الديكور فهو جزء من موقع التصوير، من المهم أن تعتدلوا عند اختياره، فكثرته تضر وقلته لا تنفع، المهم أن يناسب موقع التصوير وأن يخدم فكرة الفيلم.

الهدوء ثم الهدوء

هل الأمور كلها جاهزة؟ وعليكم أن تبدأوا التصوير… ابقوا يقظين للتالي:

هواة السينما أو المبتدئون، أوضيكم عند البدء بالتصوير أن تحاولوا التركيز في كامل تفاصيل المشهد، لا تدعوا أمراً يفوتكم، وابقوا هادئين قدر الإمكان "حاولوا ذلك!"  لتستطيعوا التعامل مع كافة المستجدات التي قد تحدث، وإذا كنتم مبتدئين، خذوا لقطات كثيرة أثناء التصوير، هذه اللقطات ستشكل مخارج طوارئ أثناء مرحلة المونتاج، من الضروري أيضا الانتباه لتفاصيل اللباس والمكياج أثناء التصوير، فهي ستزيد العمل جمالية إن كانت مناسبة، ولا تنسوا أن تحددوا الألوان المناسبة لفكرة الفيلم عند اختيار الملابس والديكور.

وقبل أن تبدأوا المونتاج عليكم بترتيب موادكم؛ قد يبدو الأمر مرهقا لكنه سيسهل العمل في مرحلة المونتاج، ولا تستعجلوا شاهدوا كل لقطة صورتموها.

اختاروا موسيقى تخدم فكرة الفيلم، لا تجعلوها تطغى على المحتوى، وائموا بين المحتوى واجعلوا الموسيقى في خدمته، ثم وإن احتاج الأمر عدلوا ألوان الفيلم قبل إنتاجه نهائيا، فتعديل الألوان يحدث فارقا في الناتج النهائي.

وختاما أتمنى لكم متعتة تفوق متعتي وأنا أنتج أفلامي، وحبا يظهر في كل قطعة فنية تنتجوها، وتذكروا أن الفن رسالة وليس إبهارا صوريا ونحن نرفع رسائلنا للمشاهد بالسينما، اجعلوا سقف الرسالة عاليا وإبداعكم في الأسلوب هو جدرانه.