“قدرات حماس العسكرية الخارقة” وصراعات قادة الاحتلال.. لماذا تجاهل الإعلام الإسرائيلي السياح الإماراتيين؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/28 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/28 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان

بينما تحتفي قنوات وصحف الأنظمة العربية بالتطبيعات الأخيرة مع دولة العدو الصهيوني، وتروِّج إلى الانتعاش الاقتصادي الذي سيحدث، والحماية العسكرية والأمنية مِن إيران التي ستكون باهظة الثمن طبعاً، هناك داخل دولة الكيان نجد أمراً مغايراً تماماً أعزائي، حيث تثور حالياً عاصفة هوجاء على شاشات القنوات وعلى صفحات الصحف آثارها، أفيغدور ليبيرمان، وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، حين قال إن إسرائيل لم تنتصر في أي من حروبها التي خاضتها منذ احتلال كامل فلسطين حتى الآن، وأضاف أن عدوها الأول واللدود يتمثل في حركتي حماس والجهاد وكل مِن إيران وحزب الله.

صحيفة هآرتس قالت إن ليبرمان تفوّه بهذا الاعتراف القاتل حين كان يتحدث أمام لجنة عسكرية عليا في الكنيست، غير أنه لم يكن يعلم أن مقربين منه سيُسربون اعترافه هذا إلى الإعلام، ومن ضمن هذه التسريبات أن ليبرمان اتهم أيضاً بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه بيني غانتس، بأنهما أخفيا معلومات خطيرة جداً عن الرأي العام داخل الكيان، مثل أن حركة حماس قامت بتطوير صواريخ كروز، وأنتجت قنابل عنقودية، وأضافت إلى ترسانتها العسكرية قدرات بحرية هائلة، من ضمنها معدات غوص متطورة، وصواريخ أرض جو محمولة على الكتف، قادرة على إسقاط طائرات ومروحيات جيش الاحتلال.

العاصفة التي أثارها ليبرمان هي حين حاجج نتنياهو وغانتس، بقوله إنهما لم يجرؤا على الرد على صواريخ حماس التي أطلقتها قبل أيام على مدينة عسقلان المحتلة، وسقط أحدها على مصنع فأتى عليه، فقال إن ردهما كان جباناً عندما قصفا مزارع وحقولاً خالية تجنباً لوقوع خسائر بشرية، خوفاً مِن انتقام حماس، الذي سيطال حينها تل أبيب وحيفا وليس عسقلان فقط، هذه المحاججة انتشرت كالنار في الهشيم بين وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية وبرامج التوك شو، ما أثار رعب الشعب اليهودي واستنكاره، متهماً نتنياهو وجهازه الحكومي بأنهم يخدرون الشعب بإبرامهم تلك التطبيعات الفارغة مع أنظمة لا تمثل شعوبها بالمرة، بينما يتربص بهم الخطر في الخفاء، متمثلاً في حركتي حماس والجهاد الإسلامي بغزة، وحزب الله بلبنان، وإيران وتلك الشعوب العربية الغاضبة.

الآن يدرك اليهود شعباً وحكومةً أن الخطر الحقيقي الذي يتربص بهم هو تنامي قوة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وترسانتهما العسكرية التي باتت تتمتع بتكنولوجيا متطورة تضم صواريخ مجنحة قد تصيب أهداف دقيقة ومعينة كتجمعات السكان والمصانع والمنشآت زودتها بها إيران، تلك الصواريخ التي ظهرت فجأة لدى حركة أنصار الله الحوثية في اليمن، التي قصفت بها مؤخراً مصفاة ومخازن للوقود تابعة لشركة أرامكو السعودية العملاقة، هذا ما يُثار حالياً في برامج التوك شو على الشاشات الإسرائيلية، وليس الاحتفاء بالتطبيعات الأخيرة والسياح الإماراتيين، الذين وصلوا فلسطين المحتلة قبل أيام على متن طائرات إماراتية.

إسرائيل في صراع

الآن يتساءل الكتاب والمحللون السياسيون والصحفيون ومذيعة التوك شو والشعب داخل دولة الكيان الصهيوني، كلهم يتساءلون كيف وصلت هذه الصواريخ المجنحة إلى حركتي حماس والجهاد؟ فالصاروخ الذي أطلقته حماس مؤخراً على المصنع بعسقلان المحتلة كان من هذا النوع المجنح المتطور، وهو ذات الصاروخ الذي باتت تملكه اليوم جماعة أنصار الله الحوثية، ومن المؤكد إذاً أنَّ حزب الله بلبنان بات يملكه أيضاً، بينما نتنياهو يضحك علينا وعلى شعبه بتلك التطبيعات، وحفنة من السياح الأغبياء وصلوا إلى إسرائيل، على حد قول أحد مذيعي التوك شو على القناة الإسرائيلية العاشرة.

في اتصال هاتفي أجراه المذيع الأخير مع أحد الخبراء العسكريين الصهاينة على خلفية تطورات الصواريخ المجنحة، يقول الخبير إن هذه الصواريخ فشلت في اعتراضها صواريخ الباتريوت السعودية، أمريكية الصنع، وسنفشل نحن أيضاً في اعتراضها، لأنها تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، وهي مجهزة بأجهزة توجيه تستخدم برنامج جوجل ماب، بحيث تلتف حول المباني التي قد تعترض طريقها وهي متوجهة نحو هدفها الدقيق.

لاحظ عزيزي القارئ واستمتع، اليوم يتناقل الشعب اليهودي داخل دولة الكيان هذا المقطع الذي تحدث به الخبير فيما بينهم على تطبيق واتساب، الأمر الذي أثار رعباً هائلاً بين الشعب، وتسبب في تعكير المزاج العام هو فشل نتنياهو في تصفيته حين أعلن عن وصول سياح إماراتيين إلى مطار بن غوريون، على متن طائرة إماراتية في مرة هي الأولى.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

بشار طافش
كاتب أردني
بشار طافش هو كاتب أردني حامل لشهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ومؤسس منظمة Warming Observers التي تُعنى بالتوعية بظاهرة الاحتباس الحراري واحترار كوكبنا، وأعمل في مجال الدواء مديراً لأحد مستودعات الأدوية في الأردن.
تحميل المزيد