الفوز بولايتي ميشيغان وويسكونسن والانتصار في المعركة القانونية.. هكذا يصل بايدن إلى البيت الأبيض

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/04 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/04 الساعة 14:21 بتوقيت غرينتش
جو بايدن

أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها، وتوقف التصويت في أنحاء أمريكا، وتقضي قوانين الانتخاب في الولايات الأمريكية بفرز جميع الأصوات المشاركة في الانتخابات، لكن ولايات كثيرة تحتاج لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع. ويزيد عدد الأصوات التي لم يتم فرزها حتى الآن هذا العام عن انتخابات الأعوام السابقة، لأن كثيرين أدلوا بأصواتهم إما شخصياً أو عن طريق البريد مبكراً، بسبب الخوف من جائحة كورونا.

وحقَّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفوز في ولاية فلوريدا وأوهايو وتكساس، محطماً آمال منافسه في تحقيق فوز حاسم مبكر، لكن بايدن عبّر عن ثقته في أنه في طريقه للوصول إلى البيت الأبيض عبر الفوز في ثلاث ولايات رئيسية، تعرف باسم ولايات حزام الصدأ.

الحرب النفسية 

بدأت الحرب النفسية مبكراً بين كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات، الديمقراطي جو بايدن، وذلك على خلفية محاولة تثبيت كل منهما موقفه من الأصوات البريدية التي تشكل عقدة الانتخابات الحالية. وما زاد الأمر تعقيداً هو عدم قدرة أيٍّ من المرشّحين على تحقيق تفوق كاسح في النتيجة النهائية حتى الآن، وتقارب النتائج بينهما، رغم فوز ترامب بكبرى الولايات المتأرجحة، ولاية فلوريدا، وتقدمه في معظمها حتى اللحظة.

حرب بدأت بخروج بايدن لمناصريه في خطاب مباشر، ليؤكد أنه الأقرب للفوز، وأن العبرة بعدد الأصوات النهائية، في إشارة منه للتقليل من حجم فوز ترامب بأكبر الولايات المتأرجحة من حيث عدد الأصوات في المجمع الانتخابي؛ فلوريدا، بـ29 صوتاً في المجمع الانتخابي. وهو الأمر الذي ردّ عليه ترامب بتغريدة، ثم إلقاء كلمة أكد فيها فوزه، وشدّد فيها على أن احتساب أي أصوات بعد إغلاق باب التصويت الفعلي يوم الثلاثاء يعني محاولة سرقة الانتخابات بواسطة الديمقراطيين. وأكد أنه سيلجأ للمحكمة العُليا لوقف عدّ الأصوات المتعلقة بالتصويت البريدي، مشككاً في تلك الأصوات التي ستُعدّ بعد غلق باب التصويت، الساعة السابعة من مساء الثلاثاء بتوقيت أمريكا. وهو الأمر الذي ردّت عليه حملة بايدن بأنهم مستعدون لمواجهة ترامب في المحكمة. وحذّرت جين أومالي ديلون، مديرة حملة بايدن الانتخابية، الرئيس الأمريكي بأن لدى حملة المرشح الديمقراطي فرقاً قانونية جاهزة للتصدي إلى مساعي ترامب إلى التوجه إلى المحكمة العليا. 

ويلجأ ترامب لاستراتيجية إعلان الفوز بشكل منفرد من جانبه، لزرع إيحاء بأن أي أصوات قادمة ستدخل في النتائج ستكون مزورة أو باطلة، ليثبت النتيجة لصالحه أو ليترك -على الأقل- الباب مفتوحاً للتشكيك في نزاهة الانتخابات إذا ما انهزم، خاصة بعد حكم المحكمة العليا لصالح ولاية بنسلفانيا بالسماح لها بعدّ الأصوات البريدية لمدة ثلاثة أيام بعد غلق باب التصويت.

تصريح الرئيس الأمريكي في خطابه هو محاولة لـ"فرض أمر واقع" يفتح الباب أمام التساؤلات عن تخطيط ترامب منذ البداية للذهاب نحو هذا السيناريو، والذي يعني تحويل الأمر برمته إلى المحكمة العليا للبتّ في القصة، على غرار ما حدث بين الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، والمرشح الديمقراطي آل جور عام 2000.

الانتخابات الأمريكية هذه المرة تبدو معقدة بشكل كبير، نظراً لدخول جائحة كورونا على خط الأزمة، وتباري كل مرشح في دفع ناخبيه إما بالتصويت عبر البريد كما طلب بايدن، أو الذهاب مباشرة إلى صناديق الاقتراع مباشرة كما فعل أنصار ترامب، وهذا الأمر فتح ثغرةً كبيرةً أمام حسم نتائج الانتخابات في يوم واحد، وهو ما قد يريد ترامب اللعب عليه.

وبمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين القاضية المحافظة إيمي كوني باريت، صار بإمكان ترامب استغلال هذا التعيين، في محاولة حسم المعركة الانتخابية. وطرح محللون بالفعل احتمالية أن يكون لتثبيت باريت وسيطرة الجمهوريين على أعلى سلطة قضائية في البلاد دور مهم في مجرى الأحداث، خاصة إذا خسر ترامب الانتخابات بفارق ضئيل وأراد الطعن في نتائج الانتخابات، وهو ما يلوّح به ترامب الآن بالفعل.

لا بديل عن الانتصار 

تلك الاستراتيجية رفعت من سقف التحدي لبايدن، فالرجل عليه أن يفوز بولاية ويسكونسن، بالإضافة إلى ولاية ميشيغان "الأقرب لترامب"، أو ولاية كارولينا الشمالية، بعدما فاز بولاية أريزونا التي ظلت في حوزة الجمهوريين قرابة 70 عاماً، والتي تمثل ثقلاً معنوياً، وتعد أول ولاية يخسرها ترامب من الولايات التي فاز بها في عام 2016، بما يفتح الباب لتوازن محتمل في النتائج حال فوز بايدن بثقة ولاية ويسكنسون وخسارة ترامب لها.

وإلى جانب هذه الولايات فهناك ولاية جورجيا، الجمهورية تاريخياً، والتي لم تُحسم بعد ويحتد بها الصراع، وكذلك ولاية كارولينا الشمالية، لكن بحدة أقل في الصراع على أصوات مندوبيها.
إذا استطاع بايدن الانتصار في ولايتي ويسكنسون و ميشيغان فإن العالم والأمريكيين سيعلقون أنظارهم على ولاية بنسلفانيا، باعتبار أنها ستكون كلمة الفصل في نتيجة الانتخابات، في ظل التقارب بين الأصوات التي حصل عليها كلا المرشحين حتى الآن من المجمع الانتخابي وعدم إعلان نتيجة ولاية نيفادا.

حيث حصل بايدن وفقاً لتقديرات وكالة أسوشيتد برس الأمريكية على 238 صوتاً مقابل 213 لترامب حتى الآن. ويحتاج المرشح إلى 270 صوتاً، وهو الرقم الذهبي الذي يضمن العبور من بوابة البيت الأبيض. 

لكن إن لم يفُز بايدن بولاية ويسكنسون أو ميشيغان أو جورجيا فإن انتظار نتيجة ولاية بنسلفانيا (صاحبة الـ20 صوتاً) سيكون تحصيل حاصل، لأن ترامب سيكون قد حسم الأمر بالفعل بحصوله على أصوات مندوبي الولايات الكفيلة بإبقائه 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عبدالرحمن يوسف
صحافي مقيم في واشنطن
صحافي مستقل مقيم في واشنطن، مهتم بالشؤون السياسية والاقتصاد الكلي والتيارات الدينية وقضايا اللاجئين.
تحميل المزيد