دقَّت ساعة الصفر.. مَن يطيح بمَن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ؟

عدد القراءات
912
عربي بوست
تم النشر: 2020/11/03 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/03 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
ترامب وبايدن / عربي بوست

 ممما لا شك فيه أن العالم والعواصم العالمية تنتظر وتنظر كلها إلى الدقائق الحاسمة من الانتخابات الأمريكية الآنية، فالساعات المتبقية قبل انطلاق الانتخاب المباشر هي المسار الأبرز لتحديد معالم الرئاسة في أمريكا، وما سيترتب عن ذلك من تغيرات داخلياً وخارجياً. لاسيما أنها انتخابات مصيرية لبعض الأزمات والعلاقات الدولية خاصة في الشرق الأوسط والمغرب العربي والعلاقة الأمريكية – الصينية وملف المناخ.. إلخ.

ليُطرح السؤال الرئيسي: هل يسقط ترامب من الهرم الأبيض أم أن هذا الأخير سيكسب الانتخابات كما فعل ضد هيلاري كلينتون؟

 من يتابع المشهد السياسي الأمريكي، وواقع الصراع والمناظرات بين الرئيسين والنواب منذ بداية الحملة الانتخابية، سوف يكتشف أن جل الاستطلاعات كانت تصب في صالح "جون بايدن"، لكن ذلك لا يمكن الاعتماد عليه، ونحن في مشهد انتخابي مغاير لكل الانتخابات، ويعتمد على "المجمع الانتخابي"، كنقطة أساس لإيصال الفائز إلى عرش البيت الأبيض، وخير شاهد ما وقع لترامب ضد هيلاري كلينتون سنة (2016) عندما حصل على أكبر تصويت في المجمع الانتخابي، وحصلت هيلاري على النسبة الأكبر من المصوتين المواطنين، إذن هذه نقطة حاسمة في المشهد الرئاسي الأمريكي، وهي المحدد بالتالي لهرم السلطة. لكن هل تبقى هذه النقطة المحدد الوحيد للفوز بالرئاسة الأمريكية؟

بطبيعة الحال الجواب يعترض مع مؤشرات أخرى، سوف يكون لها نتائج وتداعيات في الاستحقاقات الأمريكية، ومن أبرز هذه المؤشرات أو المستجدات الجديدة، هي" فيروس كورونا المستجد" الذي سيكون حاسماً في اختيارات الناخبين، حيث بات الصراع الانتخابي يدور حوله بين المرشحين، كون الولايات المتحدة الأمريكية أبرز المتضررين من هذه الجائحة لا من حيث نسبة الوفيات أو المصابين لليوم. إذن، هو وباء مستجد مازالت الدول ومن ضمنها أمريكا، تبحث عن علاج لمواجهته، لكنه في الوقت نفسه أصبح شعاراً ناجحاً للفوز أو الخسارة لدى المترشحين لانتخابات 2020. 

 أما المؤشر الآخر، والذي يعتبر أيضاً محدداً للفوز بالانتخابات الأمريكية الحالية، هو شعار "التطبيع"، فقيام أمريكا برئاسة "دونالد ترامب" باتخاذ سياسة موجهة للتطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني، كان الهدف منها بالأساس بناء قاعدة ثانية لدخول ترامب في ولاية ثانية، ودعم مالي عربي في الانتخابات الحالية، لكن هل تنجح هذه السياسة "التطبيع" في الإطاحة بـ"بايدن" في المنافسة على الرئاسة، أم تكون سياسة عكسية للإطاحة بـ"دونالد ترامب" من الكرسي الرئاسي؟

 في الختام، وفي ظل التكهنات المتباينة، يمكن القول إن فوز دونالد ترامب بـ"المجمع الانتخابي" في الانتخابات الدائرة رحاها الآن في الولايات المتحدة الأمريكية هو معطى أولي، سوف تكون له تداعيات كبيرة في تغيير الموازين الدولية، وتأثيرات على عدة قضايا إقليمياً ودولياً.

 لذلك، وفي حال وقعت العهدة الثانية من نصيب ترامب، ستكون هذه نقطة رئيسية لتشكل توازنات جديدة ومختلفة "عالمياً وإقليمياً"، وتعتبر العلاقة مع الصين، والقضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، والمغرب العربي، هي لبّ تلك التغيرات داخل أروقة الخارجية الأمريكية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد عبيد الله
باحث في العلوم السياسية
باحث مغربي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تحميل المزيد