تؤكد لغة الأرقام التي لا يمكن تكذيبها أن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي حقق طفرة كبيرة على مختلف الأصعدة منذ العام 2011، تاريخ انتقال ملكيته لمؤسسة قطر للاستثمارات التي يقودها ويديرها ناصر الخليفي، مالك ورئيس النادي الباريسي.
و تحول باريس سان جيرمان في ظرف زمني وجيز إلى نادٍ كبير مؤهل لمنافسة العمالقة، بفضل الإدارة الجيدة التي سعت منذ البداية إلى ترك بصمتها على النادي من جميع النواحي، سواء التعاقدات مع اللاعبين و المدربين أو تسيير شؤون النادي وغيرها من الأمور التي انعكست بالإيجاب على أداء و نتائج الفريق في مختلف الاستحقاقات. إذ نجح في فرض هيمنة شبه مطلقة على البطولات المحلية وعلى رأسها بطولة الدوري الفرنسي وهي الهيمنة التي يعتبرها الخبراء والمتابعون تمهيداً للهيمنة القارية في غضون السنوات القليلة المقبلة لتحقيق الهدف الأساسي للمشروع الرياضي الذي حدده القطريون غداة توليهم ملكية وإدارة النادي الفرنسي؛ وهو الفوز بلقب رابطة أبطال أوروبا ليكون ثاني ناد فرنسي يحقق التاج القاري الأغلى بعد غريمه أولمبيك مرسيليا الذي ظفر باللقب عام 1993.
و بإلقاء نظرة بسيطة على الرصيد الإجمالي من الألقاب و البطولات المحلية والخارجية التي نالتها الأندية الأوروبية الكبيرة في العشرية الأخيرة من العام 2010 و حتى 2019 نجد أن باريس سان جيرمان يتصدر الترتيب بأعلى رصيد، متفوقاً على الأقطاب التقليدية للكرة الفرنسية أولمبيك ليون وموناكو ومرسيليا، و متفوقاً أيضاً على الأقطاب التقليدية والحديثة للكرة الأوروبية على غرار برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
و لم يكن فشل باريس سان جيرمان في الظفر بلقب رابطة أبطال أوروبا ليقلل من أهمية بقية الألقاب والبطولات التي أحرزها لاعتبارين أساسيين، الأول أن اللقب القاري ومنذ العام 2011 لم تحرزه سوى خمسة أندية، ثلاثة منها نالته مرة واحدة ونتائجها في بقية المواسم لم تكن أحسن من نتائج النادي الباريسي. في وقت أن الأخير يتفوق عليها على الصعيد المحلي، أما الاعتبار الثاني فهو أن الفوز بلقب دوري ابطال أوروبا حددته إدارة النادي و ملاكها هدفًا استراتيجيًا يتم العمل عليه على المدى الطويل خاصة أن ظروف انتقال ملكية سان جيرمان للقطريين كانت صعبة، وفرضت على الملاك إعادة بناء وهيكلة الفريق انطلاقاً من الصفر تقريبًا لتجاوز فترة الفراغ التي عاشها النادي من قبل.
و حتى العام 2011 كان رصيد نادي باريس سان جيرمان من الألقاب والبطولات 16 لقباً فقط نالها منذ تأسيسه العام 1970، ومنذ تولي القطريين ملكية وإدارة النادي تمكن أبناء حديقة الأمراء من تعزيز هذا الرصيد بـ 23 لقباً فضلاً عن لقب الدوري الفرنسي للعام 2020، ليصل العدد الكلي لبطولات باريس سان جيرمان 40 لقباً. وتضم ترسانة الألقاب التي فاز بها باريس سان جيرمان في عهد الملكية القطرية 7 ألقاب لمسابقة الدوري الفرنسي ليصبحوا على بعد لقب واحد من معادلة إنجاز فريق سانت إيتيان في صدارة الأندية الفرنسية الأكثر تتويجاً بلقب الدوري منذ تأسيسها، بعدما عادل رقم غريمه أولمبيك مرسيليا وتجاوز رقم نانت وأولمبيك ليون وموناكو. كما نال النادي أربعة ألقاب لبطولة كأس فرنسا، وخمس نسخ من مسابقة كأس الرابطة إضافة إلى سبعة ألقاب من كأس السوبر الفرنسي.
ويعتبر برشلونة الإسباني الأقرب لباريس سان جيرمان في هذه العشرية، على الرغم من أنها تزامنت مع أفضل فترة عاشها النادي الكتالوني، حيث يتخلف عن باريس بلقب واحد بعدما بلغ رصيده 22 لقباً في العشرية الأخيرة.
و يتفوق الباريسي على بايرن ميونيخ الألماني بفارق أربعة ألقاب بعدما توقف عداد النادي البافاري عند اللقب التاسع عشر في هذه العشرية. بينما يبتعد عن ريال مدريد بفارق خمسة ألقاب حيث تمكن النادي الملكي من تحقيق 18 لقباً آخرها كان السوبر الإسباني مطلع العام 2020 وهو خاص بالموسم المنصرم.
أما يوفنتوس الإيطالي الذي عجز عن إحراز أي لقب قاري في هذه العشرية فيتخلف بفارق سبعة ألقاب عن باريس سان جيرمان.
كما تفوق باريس سان جيرمان و بفارق شاسع من الألقاب على مانشستر سيتي الإنجليزي ليس منذ العام 2011 فحسب، بل منذ انتقال ملكيته للإماراتيين عام 2008 حيث لم يتجاوزه رصيده من الألقاب 12 لقباً، ليس بينها لقب خارجي ليصل الفارق بينه وبين الباريسي إلى 11 لقباً.
و يتفوق سان جيرمان على مانشستر يونايتد بفارق 13 لقباً بعدما اكتفى اليونايتد بإحراز عشرة ألقاب فقط من بينها لقبان فقط للدوري الإنجليزي الممتاز.
وحتى ليفربول العريق يمتلك رصيداً متواضعاً من الألقاب في هذه العشرية مقارنة مع باريس سان جيرمان بلغ أربعة ألقاب فقط ثلاثة منها نالها في العام 2019 فقط أي أنه بقي بعيداً عن منصات التتويج أغلب أعوام هذه العشرية رغم أنه أنفق هو الآخر أموالاً طائلة على انتداباته و تعاقداته.
أما بقية الأندية الأخرى على غرار الإنتر و تشيلسي وآرسنال و بوروسيا دورتموند و موناكو و ليون و أتلتيكو مدريد وفالنسيا فأرصدتها ضعيفة جداً بعدما سجلت نتائجها تراجعاً كبيراً خلال الألفية الجديدة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.