ستيفن جيرارد.. بطل أم متخاذل؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/06 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/06 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
ستيفن جيرارد.. بطل أم متخاذل؟

صادف منذ أيام عيد ميلاد قائد الريدز السابق ستيفن جيرارد، مناسبة أعادته للواجهة ولو ليومٍ واحد، تَذكرنا فيها مسيرته مع ليفربول، وكيف حقق دوري أبطال أوروبا في ليلة إسطنبول التي لا تُنسى، وكيف كان قائداً ملهماً لزملائه، وفي كثيرٍ من الأوقات النجم الأبرز للفريق.

لكن ومع كل هذا، ذكرى واحدة فقط ترسخت في عقول متابعي الكرة.

نعم صحيح، هي اللقطة التي تبادرت إلى ذهنكَ الآن!

لقطة سقوط جيرارد

يصحّ القول إن نظرة الناس  إلى الدولي الإنجليزي السابق قد انقسمت إلى حقبتين زمنيتين، الأُولى قبل عام 2014، مليئة بالاحترام والحب لستيفي، والثانية بعد ذلك العام، على النقيض تماماً، مليئة بالسخرية التي قد يراها البعض لا تليق بأسطورة بحجم جيرارد الذي قطعَ أنفاسه خدمة لناديه ليفربول والمنتخب الإنجليزي.

في ذلك العام، وعندما كان ليفربول يسير بخطىً ثابتة نحو لقبه الأول بالدوري تحت مسمّاه الجديد، كانت المواجهة ضد تشيلسي مصيرية في ترجيح كفّة اللقب لأي من ثلاثي الصراع وقتها إذا ما أضفنا مانشستر سيتي.

دخل ليفربول المباراة بعد أن انتزع الصدارة من تشيلسي في الجولة السابقة، لكن الأخير كان عازماً على استرجاعها سريعاً. وكان له ما أراد عندما سقط جيرارد في منتصف ملعبه، وقد كان المدافع الأخير في تلك اللقطة، لينقضّ أسد الترينغا على الكرة ويُسكنها في شباك الحارس مينيوليه وسط حسرة القائد وزملائه.

خسر الريدز تلك المباراة ثم تعادل مع كريستال بالاس بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف نظيفة بشكل لا يُصدّق! ليُذهب بذلك آمالهُ باللقب أدراجَ الرياح، ويُهديه لمانشستر سيتي بعد تعثر البلوز أيضاً.

لم يمنع خطاب جيرارد التحفيزي في ليلة انتزاع الصدارة في نوريتش من أن يحوّلهُ لصانع الأتراح بعد أن كثيراً صانع الأفراح لجماهير الريدز.

وقد صرّح جيرارد لسكاي سبورت أن سقطته في موسم 2013/ 2014 لا تزال تلاحقه، وأضاف قائلاً: "لا يزال جُرحي يؤلمني من تلك التجربة، ولا أظنّه سيُشفى أبداً، إذ لا أستطيع تغيير ما جرى".

على الرغم من أن الرجل لا يزال يندم على تلك اللقطة، فإن جماهير "الكووب" لن تنسى جميلهُ على مدار سبعة عشر عاماً، وبالذات قيادته لمعزوفة الست دقائق في ملعب أتاتورك ضد المرعب آنذاك الميلان.

لكن إذا ما استثنينا جماهير ليفربول فإن الكثير من عشاق كرة القدم، لا سيّما جماهير الأندية الغريمة، لا يتغاضون عن ترميز يوم ميلاده بلقطة العار، لتصير عند بعضهم من الطُّقوس المفروضة في كل عام.

يخطو جيرارد الآن خطواته الأولى في عالم التدريب، ويحاول بقيادة رينجرز الاسكتلندي أن يُعيد الفريق للمنافسة مع غريمه الأزلي سلتيك، بعد أن غاب عن الأضواء منذ ثماني سنوات إثر مشاكله المالية وهبوطه للدرجة الرابعة، ويأمل جيرارد هذه المرّة أن تكون خُطاه أكثر ثباتاً من السابق!
مهما حدث أو سيحدث، سيبقى جيرارد القلب النابض لليفربول، وقد ترجم عشقه للنادي من الملعب إلى الورق عندما قال: "عندما أموت لا تأخذوني إلى المستشفى. خذوني إلى الآنفيلد. وُلدت هناك وسأموت هناك".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حسن مفلح
مهندس ومدوّن رياضي
مهندس ومدوّن رياضي
تحميل المزيد