القاهرة — "يبدو تماماً مثل أحد الطغاة الذين لدينا". كانت هذه كلمات صديقة لي بعد مشاهدة حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوم القسم الرئاسي. كان حديثاً يليق بعبدالفتاح السيسي، الجنرال الذي صار رئيسنا.
وكان من المذهل أن نرى ترامب وهو يحاول قولبة الولايات المتحدة في هيئة مصر، حيث حكمنا الجيش، بطريقة أو بأخرى، لأكثر من ستة عقود.
وليس من العجب معرفة أن ترامب وصف السيسي بـ "شخص رائع" عندما تقابلا في نيويورك في العام الماضي.
وليس من العجب أن يكون السيسي أول قائد أجنبي يتصل بترامب ليهنئه على الفوز في الانتخابات.
وليس من العجب أن يكون القرار الأول الذي يوقعه ترامب بعد إلقاء القسم الرئاسي هو إقرار استثناء خاص يسمح للجنرال السابق جيمس ماتيس بأن يصير وزير الدفاع بدون شرط ممارسة أي عسكري الحياة المدنية لسبع سنوات قبل تولي منصب وزير الدفاع.
وليس من العجب أن يكون ترامب رشح جنرالات ليشغلوا مناصب في حكومته أكثر من أي رئيس سابق.
في مصر، نود أن نقلل نفوذ الجيش في السياسة المصرية. وفي أمريكا، يريد ترامب أن يزيدها.
وكان من المذهل كذلك أن نشاهد ترامب يهدم أيما يكون ما تبقى آنذاك من خطاب بناء الجسور الذي ألقاه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في القاهرة بعد توليه المنصب في 2009. قال أوباما: "أمريكا ليست -ولن تكون أبداً- في حرب مع الإسلام"، لكنها سوف "تواجه بلا هوادة المتطرفين العنيفين". أما ترامب، فقد دخل في صلب الموضوع متعهداً بأن "يوحد العالم المتحضر ضد إرهاب الإسلام المتطرف، الذي سوف نمحوه تماماً من على وجه الأرض".
وبرغم "يد الصداقة" التي مدها إلى المسلمين، غادر أوباما المكتب بينما كانت الولايات المتحدة متورطة عسكرياً في خمسة بلدان مسلمة. وإنني أشعر بالقشعريرة وأنا أفكر في عدد البلدان الأخرى التي سوف يضيفها ترامب إلى تلك القائمة.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Times الأمريكية.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.