كان يجب على برشلونة في 2017، حينما تولى فالفيردي تدريب الفريق بعد لويس إنريكي، التعاقد مع لاعب وسط مثل بيانيتش، خاصة بعد رحيل نيمار دا سيلفا، وانعدام الدور التكتيكي لراكيتيتش بعد رحيل ألفيش وعدم الحاجة للتغطية يميناً، وكبر سن إنييستا وضعف لياقته قبل انتقاله إلى اليابان، لكن كل هذا لم يحدث، ما يجعل السعي خلف بيانيتش في 2020 ما هو إلا إضاعة للوقت، واستمرار للهدر المالي، خاصة أن اللاعب كبر في السن، وانخفض مردوده، وقلت لياقته، مقارنة بالسابق.
بيانيتش أمام أرتور يا برشلونة؟
الحقيقة أن يوفنتوس هو الطرف الفائز في حال إتمام هذه الصفقة بدون شك؛ لأن البرازيلي أصغر سناً ولديه القابلية للتطور والتعلم، وأمامه مستقبل كبير، عكس بيانيتش الذي أتم الثلاثين، وأصبحت سنواته القادمة أقل من السابقة، بالإضافة إلى تراجع واضح في مستواه في آخر عام ونصف مقارنةً بفترته الذهبية قبل عام 2018.
بيانيتش كان لاعب وسط هجومي مميزاً أيام روما وليون، لكن في سنواته الأخيرة تحول إلى لاعب وسط دفاعي أقرب إلى الريجستا، ما يعني ذلك إمكانية استعادته الحاسة التهديفية في الصناعة والتسجيل إذا تقدم للأمام، كما حدث في موسم 2016-2017 على سبيل المثال، حينما سجل 8 أهداف وصنع 14 في 47 مباراة، لكن البارسا ليس في حاجة إلى تجارب جديدة، ما يجعل الاستثمار في الشبان أمر أفضل وأكثر ضماناً.
خط وسط برشلونة المستقبلي يجب أن يبدأ بالثنائي دي يونج وأرتور، الأول كلاعب وسط دفاعي صريح أمام رباعي الخلف، والثاني كلاعب دائرة يربط الدفاع بالهجوم ويلعب أكثر كهمزة وصل بين الخطوط، مقابل صعود لاعب الوسط الثالث بالمركز 8 إلى الأمام، لذلك تجربة الشباب مثل كارليس ألينا، ريكي بوج، وبيدري، في هذا المكان، أفضل من التعاقد مع بيانيتش في آخر أيامه.
إن كان لا بد من وسط ثالث.. فلا أفضل من لويس ألبرتو!
بكل تأكيد أي متابع للبارسا يدرك حاجة الفريق لمدافع، جناح أو اثنين، وظهير إضافي، قبل لاعب الوسط المتقدم، لكن إن كان لا بد من لاعب وسط يسجل ويصنع، ويفيد نظام سيتيين القائم على فكرة المركز 8 في وبين الخطوط، فلا يوجد أفضل في السوق حالياً من لويس ألبرتو.
لويس ألبرتو لاعب الوسط الثالث كما يقول الكتاب، لاعب المركز 8 في رسم 4-3-3 ومشتقاتها، أي همزة الوصل بين الوسط والهجوم، صانع الألعاب الذي يربط منطقة الارتكاز بثلاثي المقدمة، الذي يتواجد باستمرار في أنصاف المسافات، بين الوينج باك على اليسار ولاعب الارتكاز الدفاعي الصريح، لصناعة الفرص تجاه المهاجمين مباشرة، أي أنه يميل باستمرار إلى اليسار، على طريقة إنييستا سابقاً.
وحتى على مستوى الدفاع، لويس ألبرتو تحسّن كثيراً، استخلص 72 كرة في نصف ملعب الخصم هذا الموسم مع لاتسيو، ويعتمد عليه إنزاجي كثيراً عند الضغط المتقدم، حيث إن فريق العاصمة يأتي في المركز الثامن بالكالتشيو على مستوى استخلاص الكرة بالقرب من مرمى خصومه.
هجومياً، لا غبار على لويس ألبرتو. في الدوري على سبيل المثال، سجل 4 أهداف وصنع 12، سدد 71 تسديدة على المرمى، مع 53 مراوغة صحيحة، وصنع 16 فرصة خطيرة، ولديه 34 عرقلة مشروعة، أي أنه بلغة الأرقام يعتبر ثاني أفضل لاعب وسط هذا الموسم على الصعيد الهجومي، بعد كيفين دي بروين.
والأهم من كل ذلك أنه يجيد بشدة اللعب في المساحات الضيقة، ولديه إحصاءات جيدة على مستوى التمريرات البينية والقصيرة، ويميل باستمرار إلى اليسار كهمزة وصل بين لاعبي الارتكاز والأجنحة.
اقتصادياً: قيمة لويس ألبرتو السوقية حالياً 44 مليون يورو، بينما قيمة بيانيتش 50 مليون يورو، وفق مركز "ترانفسير ماركت" الإحصائي.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.