ثروة الغنوشي تحت مجهر التونسيين.. من أين لك هذا؟ بوابة العين الإماراتية
الطرابلسية الجدد: الغنوشي وحاشيته يراكمون الثروة وغضب الشارع التونسي صحيفة العرب اللندنية
تونس: عريضة إلكترونية تطالب بالتدقيق في ثروة الغنوشي موقع حفريات الإماراتي
تحول لأبرز أغنياء تونس.. مطالب بالتحقيق بثروة الغنوشي قناة العربية
5 آلاف مُوقّع في 24 ساعة.. عريضة تونسية تسأل عن ثروة الغنوشي قناة سكاي نيوز العربية ومقرها أبوظبي
التونسيون يطالبون الغنوشي بالكشف عن مصادر ثروته قناة الغد الإماراتية
مطالبات بالتحقيق فى ثروة راشد الغنوشي بعد تحوله إلى أبرز أغنياء تونس موقع اليوم السابع المصري
عناوين تضمنت نفس المحتوى وذات الفكرة انتشرت بشكل متزامن، وجميعها بخدمة الإشهار المموَّل sponsoring الذي يستهدف تونس جغرافياً من قِبَل الأذرع الإعلامية الإماراتية التي ما فتئت تستهدف التجربة التونسية بشتى الوسائل، غير أنها في الآونة الأخيرة ركزت في تغطيتها على استهداف رئيس البرلمان التونسي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.
ويبقى السؤال المطروح: لماذا راشد الغنوشي؟
الإمارات العربية المتحدة، أو "إسبرطة الصغيرة"، كما سماها الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس ماتيس، أو "الإمبراطورية على سيقان دجاجة"، حسب تعبير المفكر عزمي بشارة، نجحت في اجتثاث الإسلاميين من الحكم في مصر عبر الانقلاب الدموي الذي عرفته المحروسة في صيف 2013 بالانقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد، وذلك في سبيل تكريس عقيدة أبوظبي المعادية لثورات الربيع العربي عموماً، والحركات الإسلامية خصوصاً، والإخوان المسلمين تحديداً، فهدفها المعلن هو عسكرة العالم العربي من مضيق باب المندب في اليمن شرقاً حتى جبل طارق غرباً، بدعم جنرالات عسكر يدينون لها بالولاء، على غرار نموذجها المحبذ عبدالفتاح السيسي في مصر.. فهوس محمد بن زايد، أو "وحش فرانكشتاين الصغير" (كما سمَّاه الصحفي الأمريكي ديفيد كيركباتريك) بالإسلاميين بلغ مداه، حتى بتحريك جماعات الضغط لتأليب مراكز القرار في العواصم الغربية ضدهم.
البدايات كانت واعدة لعيال زايد بنجاح الانقلاب المصري، وبداية السيطرة على الشرق الليبي عبر دعم المشير المتقاعد خليفة حفتر -النسخة الكربونية للسيسي- غير أن المعركة في ليبيا استمرت سنوات لم تتمكن خلالها الإمارات من بسط سلطانها على العاصمة طرابلس، رغم ساعات الصفر المتتالية التي طالما أعلنها حليفها دون أي نتيجة تُذكر حتى أضحى مادة دسمة للسخرية والتندر.
حصار قاعدة الوطية الاستراتيجية على تخوم طرابلس (يسيطر عليها حفتر منذ سنوات) والخسائر التي تكبّدتها ميليشيات المشير المتقاعد أربكت حسابات محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات، وجعلته يعود إلى سياسة القصف "الإعلامي"، للتغطية على خسائر حليفه بمهاجمة سعد الدين العثماني في المغرب، باعتباره رئيس الحكومة عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وبدرجة أكبر راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، وأحد أهم القيادات الإسلامية في العالم العربي، وصاحب نظرية الإسلام الديمقراطي التي بدأت تحظى بمقبولية عالمية وتحل مكان فكرة "الإسلام السياسي"، ففي مقال له نُشر منذ أيام في صحيفة نيويورك تايمز اعتبر روبرت وورث، الصحفي المختص في الشأن العربي، صاحب كتاب "غضب من أجل النظام"، أن النهضة الإسلامية نجحت في إنقاذ التجربة التونسية من مصير باقي تجارب الربيع العربي بإيجاد "حل وسط تاريخي" مع الأحزاب العلمانية، وبالتالي إجهاض محاولات الإمارات في وأد الثورة التونسية.
الراحل جمال خاشقجي الصحفي السعودي وقبل اغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول كان أيضاً قد اعتبر في عموده الأسبوعي في قسم "الرأي" في واشنطن بوست بأن تمايز النهضة التونسية عبر أيديولوجيتها الجديدة التي تقطع مع الإسلام السياسي الكلاسيكي المهترئ تجعلها عقبة كَأْداء أمام محاولات إقصائها إقليمياً ودولياً.
كل هذا يجعل رأس الغنوشي مطلوباً سياسياً وبشدة من قاعدة العمليات في أبوظبي، حيث إن الغنوشي أصبح "كعب أخيل" عيال زايد ونقطة ضعفهم ومجرد اعتلائه لكرسي السلطة في باردو، أحد مراكز السلطة الأساسية في تونس، مع الحركية الدبلوماسية التي أبداها في بداية عهدته هي رمزية تؤرق "إسبرطة الصغيرة"، وتبدد أحلامها في كل المنطقة، وتدفعها إلى لعب كل أوراقها دفعة واحدة، وبشكل مركز، ومن نافلة القول أن الادعاء باستثراء زعيم حركة النهضة هو وسيلة جديدة للعب على وتر الأزمة الاجتماعية التي تعيشها تونس والشحن العاطفي لتحريك الشارع بل وجره نحو الفوضى والعنف، وهو ما يمكن أن نلمسه من خلال الدعوات الافتراضية لاعتصام "رحيل" يطيح بالبرلمان والحكومة، وتقوده شخصيات مشبوهة عُرفت بارتباطاتها الخارجية والداخلية المشبوهة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.