القناع غير جذاب وعلامة على الضعف.. لماذا لا يرتدي الرجال الكمامات على عكس النساء؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/19 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/19 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش

الوجه الهشّ للذكورية

يعتقد كثيرون أن إسحاق نيوتن قضى فترةً مثمرة للغاية أثناء الطاعون. خلال عامين من التباعد الاجتماعي في مزرعةٍ، توصل نيوتن إلى حلول حسابية جديدة هامة وبدأ في صياغة نظريته عن الجاذبية. 

قضيت وقتي الخاص في الحجر الصحي وأنا أحاول إكمال متابعة برامج ومسلسلات شبكة نتفلكس الأمريكية. لكني، قررت الأسبوع الماضي استحضار روح نيوتن وإجراء بعض التجارب العلمية. وقفت في منتزه نيويورك المحلي، أحصي المارة لأتبين ما إذا كانت اختلافات النوع الاجتماعي تؤثر في عادة ارتداء الأقنعة. رجاءً، لا تحكموا عليّ: على الأقل، لم أقضِ وقت فراغي في إنشاء إذاعة.

وكانت نتائج دراستي، وهي عبارة عن تحليل اجتماعي إحصائي متعدد المصادر لعادات ارتداء الأقنعة على حسب النوع الاجتماعي (والمقرر نشره في صحيفة أفكار أورى)، واضحةً بلا أي لبس. تتساوى احتمالات ارتداء الرجال للأقنعة مع النساء. لقد حققنا مساواة النوع الاجتماعي، على الأقل، فيما يتعلق بقناع الوجه. 

لكن يجب أن أعلن بخيبة أمل كبيرة أن نتائجي أبطلتها دراسةٌ أخرى أقوى بكثير، إذ وجد استطلاع رأي جديد لـ2459 شخصاً يعيشون في الولايات المتحدة أن الرجال أقل احتمالاً لارتداء قناع مقارنةً بالنساء لأنهم يعتقدون أن ارتداء القناع "مخزٍ"، و"علامة على الضعف"، و"غير جذاب".

وجد استطلاع الرأي، الذي أجراه باحثون أمريكيون وبريطانيون، أيضاً أنه تقل احتمالات اعتقاد الرجال بأنهم سيتأثرون بدرجة كبيرة بفيروس كوفيد-19 مقارنة بالنساء. وهو ما يثير السخرية لأن هناك أدلةً هائلة تُظهر أن احتمالات وفاة الرجال من فيروس كورونا أكثر بكثير من النساء. ولا يزال الباحثون يحاولون اكتشاف ما إذا كان هذا يرجع إلى أسباب بيولوجية أم سلوكية.

من اللافت للانتباه، أن الدراسة وجدت أن تأثير اختلافات النوع الاجتماعي على قرار ارتداء القناع يختفي في الأماكن، التي يكون ارتداؤه فيها إجبارياً. بمعنى آخر، يجب إجبار الرجال على ارتداء الأقنعة أكثر من النساء. أنت مجبر على ارتداء الأقنعة في أي مكان لا تستطيع أن تنفذ فيه سياسة التباعد الاجتماعي في مدينة نيويورك، وهو ما يفسر لماذا لم أجد أي اختلافات في النوع الاجتماعي في دراستي. لذا، لن أفقد الأمل في الحصول على جائزة نوبل في العلوم حتى الآن.

إن حقيقة اعتقاد عدد كبير من الرجال (بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) أن الأقنعة تجعلهم يبدون ضعفاء لهو دليل آخر يذكرنا بحجم الأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها الصورة النمطية للنوع الاجتماعي. لا يتسبب الضغط المفروض على الرجال كي يبدون أقوياء في رفضهم ارتداء الأقنعة فقط، بل يمنعهم من التعبير عن مشاعرهم أو السعي للحصول على مساعدة للمشكلات النفسية التي يواجهونها. 

ويعد هذا أحد الأسباب التي تجعل احتمالات انتحار الرجال أكثر بمقدار 3.5 مرة مقارنةً بالنساء. ويشكل الامتناع عن إظهار أي ملمح للضعف أيضاً عاملاً مسبباً في عدم ذهاب الرجال للطبيب بنفس قدر النساء، وعدم اتخاذهم إجراءات صحية وقائية. الذكورية السامة قاتلة.

إن ارتداء الأقنعة غير ممتع لكنه فعّال. وجدت ورقة بحثية حديثة أنه إذا ارتدى الأمريكيون أقنعة، سينخفض معدل الإصابة بفيروس كوفيد-19 إلى حوالي 1 على 12 عدد الإصابات الحالية. 

جاء منفذو هجوم مستشفى أفغانستان كي يقتلوا الأمهات

قالت منظمة أطباء بلاحدود إن مجموعة من الجبناء المتوحشين دخلوا مستشفى للولادة في مدينة كابول "بهدف قتل الأمهات بدمٍ بارد". ولقى 24 شخصاً، معظمهم أمهات جُدد، نحبهم في الهجوم. وأصبح 18 طفلاً بلا أم. ولم يتضح بعد المسؤول عن الهجوم، لكن من الواضح أن عقدين من الحرب في أفغانستان لم يحققوا الكثير لحقوق المرأة. 

وكما تشير أنوشى حسين، في مقال رأي بشبكة CNN الإخبارية، استغلت الحكومة الأمريكية لفترةٍ طويلة محنة المرأة الأفغانية للفوز في معركة العلاقات العامة من أجل الحرب. وقالت لورا بوش في 2001 إن النساء الأفغانيات "لم يعدن مسجونات في منازلهن" بفضل التدخل الأمريكي. لكن أنشوي تقول: "ها نحن الأن، بعد مرور عقدين تقريباً، نجد النساء وأطفالهن يذبحن. إذا لم تكن النساء آمنات في عنابر الولادة، فكيف سيكونن آمنات في بيوتهن، أو في أي مكان بالبلاد؟".

وفاة سيدة تتصدر قضية حقوق العابرين جنسياً عن عمر يناهز 59 عاماً

توفيت إيمي ستيفيز في منزلها يوم الثلاثاء الماضي، 12 مايو/أيار، بعد أن عانت من مضاعفات مرض الفشل الكلوي. وكانت زوجتها بجوارها. كانت إيمي قد فُصِلت من عملها في 2013 بعد أن قالت لمديرها إنها عابرة جنسياً. ورفعت قضية للتمييز على أساس الجنس، لتصبح أول قضية كبرى لحقوق العابرين جنسياً تخضع لجلسة استماع في المحكمة العليا. ويُتوقَّع صدور حكم في يونيو/حزيران المقبل بشأن ما إذا كان قانون الحقوق المدنية الفيدرالية يحمي الأشخاص العابرين جنسياً. 

قاتلة فيروس كورونا في ولاية كيرالا

هناك نقاشات كثير بشأن كيف أن أداء النساء القائدات في الحد من انتشار فيروس كورونا أفضل من "رجال العالم الأقوياء". إحدى هذه السيدات هي كي كي شيلاجا، وزيرة الصحة في ولاية كيرالا الهندية. حظت استعدادات كي كي الهادئة لمواجهة الفيروس بإشادة، ونسب لها الفضل في أن الولاية البالغ تعداد سكانها 35 مليون نسمة لم يتوفّ بها سوى 4 أشخاص فقط بسبب الفيروس

نحن في قلب ركود اقتصادي يصيب النساء

وصل معدل البطالة بين النساء إلى رقمٍ زوجي للمرة الأولى منذ عام 1948، وفقاً للمركز القومي لقانون المرأة. إن النساء، وخاصة الملونات، هن الأكثر تضرراً من الأزمة الاقتصادية الحالية بسبب فيروس كورونا. شكلت النساء 55% من الوظائف المفقودة في شهر أبريل/نيسان والبالغ عددها 20.5 مليون وظيفة.

جوجل تخفض برامج التنوع لتجنب اعتبارها كياناً معادياً للتيار المحافظ

قال ثمانية من موظفي جوجل الحاليين والسابقين لشبكة NBC الإخبارية الأمريكية إن شركة التكنولوجيا العملاقة خفضت حجم البرامج الداخلية المراعية للتنوع وعدم الإقصاء خلال العامين الماضيين.

وقال أحد الموظفين: "إن أحد الدوافع الرئيسية لهذا الخفض هو أن الشركة لا تريد أن يراها الآخرون معادية للتيار المحافظ، وأنها لا تريد أن يرفع الموظفون البيض المنتمون لليمين دعاوى قضائية ضدها بتهمة تمييز الشركة ضدهم". أليس من الجيد معرفة أولويات شركة جوجل؟

"La Covid": الحروف المختصرة لفيروس كورونا مؤنثة 

كان بعض الفرنسيين يقولون "Le Covid"، وهي صيغة مذكرة، ما أثار قلق الأكاديمية الفرنسية المتخصصة في شؤون اللغة الفرنسية. وصرح مجمع اللغة الفرنسي مؤخراً بأن "استخدام صيغة المؤنث عند الإشارة للفيروس أمرٌ مفضل وربما لم يفت الأوان لنسبة الحروف المختصرة للفيروس إلى نوعها الاجتماعي المناسب". نحمد الله على هذا. 

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أروى مهداوي
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
كاتبة في صحيفة The Guardian البريطانية
تحميل المزيد