كيفين دي بروين.. صناعة “الميث” أسهل من تمريراته

عدد القراءات
1,449
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/09 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/09 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
كيفين دي بروين.. صناعة "الميث" أسهل من تمريراته

عندما تنظر إليه لا ترى في ملامحه شيئاً من النازية المتجبرة، يعيش سلاماً داخلياً وخارجياً بوجه بشوش وملامح طفولية.. لكن كل هذا كان مجرد خطة مُحكمة تتغير ملامحها بعد صافرة الحكم، ليتحوّل الملاك لشيطان لا يعرف الرحمة.

ليس بالجناح الأيمن ولا بالجناح الأيسر، كما أنه لا يفقه لعب دور الرقم 9، لكنه دائماً ما يقوم بأشياء يتبادر بعدها سؤال إلى ذهنك: "كيف يقوم بذلك، وبكل تلك السهولة؟!" 

عرضياته مرسلة بشكل دقيق، وكأنه يحمل معه مسطرة في كل توزيعة داخل المنطقة، كما أنه يعرف جيداً متى يجب أن تنطلق، وبأي جزء من القدم سيمرر، وإلى أين ستذهب الكرة، ولِمَن؟ دون حتى أن يرفع رأسه، لأن الأمر أصبح روتينياً ومتكرراً يوماً بعد آخر، ومباراة بعد أخرى. ذكي بشكل استثنائي في طريقة التمركز، يجعلك تصفّق له طويلاً وترفع له القبّعة، لو كان في مزاج عالٍ فهو آفةٌ تحدق بكل خصم.

في مباراة ريال مدريد الأخيرة بدوري الأبطال كان البلجيكي صاحب "مفتاح الكوبة"، الذي يدور حوله الحل ضمن تشكيلة مانشستر سيتي. يلعب كمهاجم وهمي، ومع قدرته العالية على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط أصبح محافظاً على الكرة في التحولات من الحالة الدفاعية للهجومية، وهو الذي يجيدها وينفذها بكل رقي. في تلك المباراة هو من يُنتج ويبيع، بمعنى أنه الممول والمنتج، حيث يصنع المساحات لنفسه ويتوغل فيها، مُمولاً الأطراف ومسانداً العمق.

بعد مباراة ليستر في الدوري صرّح الظهير تشيلويل بما مفاده أنه من الصعب مواجهة محرز هجومياً في وضعية 1 ضد 1 في أقصى الخط الأيمن، فما بالك حين أواجه ثنائياً في بعض الأحيان مع دي بروين.

يجيد غوارديولا الخلطة السحرية، ويعرف الخلاصة، حيث يعوّل كثيراً على الجهة اليمنى، والثنائية البلجيكية الجزائرية، حيث يتواجد دي بروين كلاعب يمين في أنصاف المساحات، مع تبادل مرن للكرة، ومن ثم كرة في ظهر المدافع أو الظهير، أو المساحة الشاغرة بينهما، مع تقدم لووكر غير المصرَّح به والمفاجئ للخصم، لتميل الكفة عددياً لصالح مانشستر وتكون القشة التي قسمت ظهر البعير.

لكي تنجح عليك بتوفير الحرية لكيفين، إن نجحت في ذلك فستسجل، لكن لا نعلم إن كنت ستفوز.

بين المركز 8 والمركز 10 دائماً ما ينشط دي بروين، وإذا وجد الحرية فسيكون طاغوتاً لا يعرف طريقاً للرحمة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي