من النعيم إلى الجحيم.. كيف انقلبت إدارة تشيلسي على مورينيو؟

عدد القراءات
616
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/07 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/07 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
من النعيم إلى الجحيم.. كيف انقلبت إدارة تشيلسي على مورينيو؟

كان ولا يزال أحد أهم الأحداث التي جرت في العقد الأخير في عالم الكرة.. انهيار تشيلسي وفشله الذريع في الدفاع عن لقبه عام 2015.
الكتاب المشترك بين مورينيو وروبرت بيسلي يكشف أسرار ما حدث.

الانهيار كان متوقعاً

خسر مورينيو وظيفته في تشيلسي في ديسمبر/كانون الأول عام 2015. الفوز بالدوري والكأس في الموسم المنصرم لم ينفعه في شيء عندما كان تشيلسي أسوأ مدافعٍ عن لقبه في تاريخ البريميرليغ.

فشل البلوز فشلاً ذريعاً، تحولوا من الفريق المسيطر على البريميرليغ إلى الفريق الذي يهزمه الجميع، وكل ذلك حدث في بضعة أشهر، الهبوط من النعمة جعل مورينيو في حيرة من أمره لإيجاد حل ينقذ الفريق.

لقد كانت مفاجأة ودراما وانهياراً غير متوقع، ولكنه لم يكن غير متوقع إلى ذلك الحد، فكيف حدث ذلك؟

مشاكل مورينيو مع الإدارة

يُعرف عن جوزيه محبته للخوض في كل سوق انتقالات ممكنة لتحسين تشكيلته إلى الحد الأقصى. يقول بيسلي إنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أراد أن يعرف ما هي نوايا مورينيو في خط الهجوم، وأي المهاجمين ينوي شراءهم، وأي من مهاجميه ينوي بيعه في سوق الانتقالات الشتوية القادمة، في يناير/كانون الثاني 2015.

من الواضح أن بيسلي كان يبحث عن سبق صحفي. في الموسم الماضي اشترى الفريق نيمانيا ماتيتش ومحمد صلاح، في يناير/كانون الثاني. ماتيتش بالأخص قدم مستوى مذهلاً، كان له الأثر الكبير على أداء الفريق، ولكن كانت التساؤلات تحوم حول اللاعبين الذين ينوي "السبيشل ون" استقدامهم في قادم الأيام.

أرسل لي رسالة قصيرة كانت أقل من سطر واحد: "لا أموال نصرفها في يناير (كانون الثاني) المقبل".

الأمر كان مفاجئاً جداً، فطريق الدوري ما زال طويلاً، واللقب لا يبدو محمياً على الإطلاق. كان بالإمكان أجراء تعاقد أو اثنين من أجل صنع الفارق مع مرور الوقت في الدوري.

أرسلت له بعد ذلك لأتحقق أكثر من الأمر: "إذا أردت أن تشتري فعليك أن تبيع؟" فأجابني فوراً: "نعم.. ولكنني لا أريد بيع الجيدين بالتأكيد".

استفسرت بعد ذلك من مورينيو عما إذا كان ينوي بيع شورله وصلاح، فأكد لي توقعاتي على الفور.

بالنسبة لي فقد صنعت السبق الصحفي الذي أريد، كتبت أن شورله وصلاح في معركة من أجل البقاء في المستقبل داخل الستامفورد بريدج. بعد شهرين من ذلك وكما يعرف الجميع خرج اللاعبان معاً من الفريق.

مشكلة بيتر تشيك

الأمر الآخر الذي كان سبباً لمشاكل الفريق هو حراسة المرمى، عقد تشيك ينتهي بعد 18 شهراً وما زال ينتظر على دكة البدلاء بعد أن خسر مقعده الأساسي للشاب الذي كان معاراً إلى أتلتيكو مدريد البلجيكي كورتوا.

حدث ذلك أيضاً قبل 10 أعوام، الشاب تشيك احتل مكان كارلو كوديتشيني عام 2004 عندما فضل مورينيو الشاب التشيكي.

الآن تشيك يريد الرحيل على عكس رغبة مورينيو الذي يرغب في وجود حارسين على مستوى عالٍ في الفريق.. حسب تعبير السبيشل ون فإن تشيك وكورتوا كانا من ضمن أفضل 3 حراس في العالم.

أراد مورينيو تجديد عقد تشيك، ولكن الإدارة رفضت ذلك، الآن سيخسر لاعباً آخر من المفضلين له بعد أن خسر لامبارد قبل بضعة أشهر.

الإدارة لم تكن على المستوى 

في نهاية الموسم أخبرت الإدارة مورينيو بأن عليه البيع ليشتري لاعبين جدداً للفريق، جوزيه كان يتوقع على الأقل صفقتين من العيار الثقيل كردٍّ على الثنائية المحلية التي أحرزها، ولكن ما طلبته الإدارة لم يكن متوقعاً. كان من الممكن تقبل ذلك في انتقالات يناير، ولكن ليس في الميركاتو الصيفي.

ارتبط اسم الفريق بماريو غوتزه ودوغلاس كوستا وبول بوغبا وإيسكو، لم تتم أي من  تلك الصفقات بالتأكيد، بينما قطبا مانشستر كانا يقومان بالتعزيزات في صفوفهما بأرقام قياسية.

كتبت لمورينيو في يوليو/تموز، أي بعد شهرين من إحراز اللقب لأخبره أن تشيلسي حتى الآن لم يقم بأي شيء في سوق الانتقالات، رده كان مضحكاً: "نعم الإدارة تعتقد أنني لا أحتاج إلى أي لاعب وبإمكاني صنع المعجزات!"

كيف صنع مورينيو فقاعة جون ستونز؟

كان يريد مورينيو رافائيل فاران إلى جانب كاهيل وزوما وتيري، ولكن الإدارة لم تكن جدية في طلب فاران، كما أن إدارة ريال مدريد رفضت الأمر رفضاً قاطعاً. السبيشل ون كان يرى نقاط الضعف واضحة في خط دفاعه، خصوصاً مع تقدم أعمار لاعبيه.

إيفرتون على الجانب الآخر لعب البوكر بورقة جون ستونز، فشل تشيلسي في التعاقد معه كما فشل في التعاقد مع واين روني عام 2013.

ستونز كسب الكثير من كلمات المديح عبر مورينيو الذي كان يعدد ميزات المدافع في المؤتمرات الصحفية ويشرح إعجابه الكبير باللاعب. إيفرتون في المقابل لم يسمح للاعبه بالرحيل في ذلك الصيف إلى تشيلسي، الذي قدم عرضاً بـ20 مليون جنيه، وأتبعه بـ26 إلى أن وصل إلى عرضه الأخير، الذي وصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني، ولكن إيفرتون وقف قوياً في وجه الصفقة.

الصيف الهادئ قبل حدوث العاصفة

خرج بيتر تشيك في ذلك الصيف مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني دفعها أرسنال، فيما تم استقطاب راداميل فالكاو رغم فشله الذريع في مانشستر يونايتد ليعوض رحيل ديديه دروغبا.

غادر بعدها فيليبي لويس ليأتي بابا راهمان من أوغسبورغ الألماني، أتى بيدرو وغادر كواردادو. فيما كانت الأندية المجاورة والبعيدة تُنفق الكثير، مانشستر يونايتد أنفق 36 مليون جنيه إسترليني في شراء الشاب مارسيال من موناكو و25 مليون إسترليني لشراء شنايدرلين. بينما دفع مانشستر سيتي 55 مليوناً لشراء البلجيكي دي بروين، فيما كلفه الحصول على خدمات سترلينغ 44 مليوناً. في المقابل، استثمر تشيلسي 33 مليوناً فقط في السوق.
عاش مورينيو في عمله عزلةً في ذلك الوقت، وكان يعلم ذلك، وكانت عزلته داخل وخارج الملعب.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زيد شقيري
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
تحميل المزيد