قبل أربعة أشهر كان الجميع يقول إن ماني وصل لمستوى "الغول" مع فريقه ليفربول، وإنه أصبح العنصر الأهم في تشكيلة كلوب الهجومية، وبفارق عن فيرمينيو وحتى عن النجم المصري محمد صلاح. ماني لاعب تتوفر فيه كل أساسيات الجودة من مراوغ لمسجل وحتى التمرير أخذ منه نصيباً، وكان لاعباً قيادياً يستحق شارة القائد الفعلي بدون شارة.
ساديو لاعب استثنائي، وإمكاناته المتكاملة هي التي جعلت منه لاعباً كبيراً من الناحية التقنية، يستطيع اللعب بقدميه اليمنى واليسرى، وسريع للغاية.
"ساديو فعل الكثير والكثير ليكون هنا اليوم، وهذا بالطبع شيء مميز حقاً ويستحق كل التقدير والثناء".
– كلوب
شهادة جودة من أسطورة
حين تم سؤال الفتى البلجيكي الأشقر دي بروين، عن اللاعب الذي يراه الأفضل في البريميرليغ لهذا الموسم لم يتردد في قوله، وكان جريئاً واختار ساديو، وأعرب أنه من محبي اللاعب، ويستمتع حين يشاهده، وهذا ليس بالأمر الغريب، فالواقع يُحتِّم علينا أن نبصم بالعشرة أنه يستحق مكانة مرموقة ضمن اللاعبين الأبرز في الدوري وليس فقط في ليفربول.
يتحرك كثيراً، يستقبل الكرة بسهولة، ويراوغ بشكل مذهل، كما يصنع ويعرف كيف يتغلب على خصمه في وضعية واحد ضد واحد، يقابل الخصم دون أدنى تراجع أو ريبة، ويستحوذ في كل مرة بطريقة فريدة وسلاسة باتت اعتيادية.
نقلت صحيفة "ميرور" بعد الإعلان عن صاحب الكرة الذهبية كلاماً قاله ليونيل ميسي: "إنه لَأمر مخز أن نرى ماني في المركز الرابع.. على كل أعتقد أنه كان هناك الكثير من اللاعبين المميزين هذا العام".
ويذكر أن ميسي كان قد أعطى صوته لصالح ماني في التصويت لجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الفيفا.
جنباً إلى جنب مع ثنائي رهيب يمثل ماني أداة طعن حادة في خصر كل خصم، أصبح السنغالي مندفعاً لا يعرف التراجع، يعرف جيداً ميسي مدى تأثير كل كلمة يقولها، والكلام لم يكن أبداً مصطنعاً، بل على العكس.
مع التواجد الهجومي لظهيرين في ليفربول أصبح ماني يدخل للعمق، ويساهم في بناء اللعب، ويعطي لفريق كلوب فقرةً أساسية من العمود الفقري للفريق، والذي لولا وجوده لما كان الفريق قد توج بدوري الأبطال النسخة الماضية، ولا حتى قدم ربع ما أظهره للعالم في بطولة الدوري هذا الموسم، والاكتساح الشامل لكل الأندية.
ماني في مدريد
لقد تحسّن ماني كثيراً، وبات من الواضح أن الورقة التي تدور حول احتمالية مغادرته ليست مستبعدة، في حال وافق اللاعب على الرحيل.
تحسُّن ماني في عديد من النواحي، واكتسابه شخصية فولاذية، مع موهبة جبارة في جعل المدافعين يخطئون أمامه، بل وكأنهم مجرد دمى تتراقص ولا تقدر على ردِّ الفعلِ بردةِ فعل تضاهيه ضراوة- جعل من اللاعب هدفاً لكل النوادي الطامحة لتدعيم صفوفها بجوهرة حقيقية ستكون ثمينة وورقة رابحة حين تغادر أسوار الأنفيلد.
بما أن ماني يعتبر أحد الأعمدة التي لا غنى عنها، وهو أحد الركائز لمشروع طويل الأمد لا يمكن أن نعتبر أنه سيغادر، لكن كلامنا مبني على فرضية "لو غادر"، وهنا نرى أن ريال مدريد الأقرب للاعب، حيث إن زيدان معجب به، ولا يعارض قدومه ليكون إضافة مهمة لخط هجوم يعاني من الإصابات المتكررة والمتعددة وسوء الأداء وتراجع الحصيلة التهديفية لمهاجميه هذه السنة، وتدهور الفريق منذ رحيل كريستيانو ليوفنتوس.
ماني سيكون حلاً فعالاً للجناح الأيمن، خاصة أنه يستطيع اللعب هناك مع سرعة ومهارة ودخول متكرر ناحية الوسط، ليجد نفسه صانع لعب مع مودريتش كروس، ووراءه كاسيميرو، فيصبح الفريق أكثر سيطرة على الوسط، وقد ربح جناحاً بمواصفات عصرية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.