خرج عن السيطرة.. ماذا يخبئ لنا كورونا في جعبته؟

عدد القراءات
2,446
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/05 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/05 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
خرج عن السيطرة.. ماذا يخبئ لنا كورونا في جعبته؟

مساء الخير، أو صباح الخير، أياً كان التوقيت بالنسبة لك، دعنا نتحدث كأصدقاء، ماذا تتوقع أن يحدث غداً، لا أقصد الغد القريب، أقصد بعد انتهاء سطوة كورونا على العالم؟

في رأيي، أعتقد أننا نعيش في ظرف عجيب، لم يرد علی بال أغلبنا أبداً، كما أعتقد أن الأمور ساءت بشكل لم يكن يتوقعه أبرز المتشائمين.

خرج أمر فيروس كورونا المستجد عن كونه مؤامرة ناجحة أم فاشلة من أي دولة في العالم، أعداد الموتی والمصابين مرعبة، الأمور تسوء في كل الدول على التوالي وكأنهم أوراق دومينو. ولم يكن أحد متوقعاً أن يتم تحمل كل هذه الخسائر الاقتصادية من أجل أرواح الناس، أو لأن تفشي المرض قد يؤدي لموت اقتصادي أقسی مما نعانيه.

حتی الآن، الأمور في ظل حظر التجوال المصري ليست سيئة للغاية، صحيح أن بعض الناس مازالت تمارس حياتها الطبيعية حتی بدء حظر التجول، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالوباء أكثر من غيرهم، ولكن هناك عدداً كبيراً من الناس ملتزم بالأمر، ويمارس العمل من المنزل، هناك خسائر وأزمة مالية نمر بها جميعاً، ولكن الجانب المشرق أننا أحياء، مازلنا معافين، يمكننا تعويض أزماتنا فيما بعد.

ماذا بعد؟

في الحقيقة، يبدو الأمر مستمراً لردح من الزمن، كل التقارير تشير إلی قوة الوباء وضعف التصدي له بسبب الانهيار الذي أصاب عدة دول، أعتقد أن الأمر سيؤول لحصد الكثير من الأرواح سواء ممن هم مصابون بالمرض، أو من تضررت مشاغلهم التي يأتون منها بقوت يومهم، وبالتالي قد يكون الموت من الفقر هو مصيرهم.

أعتقد أن العالم سيشهد فترة عنيفة فيما بعد مرور تلك الأزمة، الناس بالفعل افتقدت لعدة مشاعر إنسانية، في ظل غياب العناقات وتصافح الأيدي وجلسات الحديث التافهة أو المهمة. الناس يجمعون السلع الاستهلاكية في توحش غير مهتمين بغيرهم، الناس يعزلون أنفسهم ويحصلون على أزيد مما يكفيهم من الكحول المطهر والكمامات وقفازات اليد الواقية. الدول تسرق شحنات المساعدات من بعضها على طريقة القراصنة، كل القيم التي اعتقد العالم برسوخها قد انهارت بصورة مفجعة تدل على هشاشة القول أمام الأزمة. وتداعت أمامنا هشاشة الفلسفة التي يؤمن بها المرء الحديث ما دام لن ينفذها وقت الأزمة ويبدأ بإبراز عضلاته في وجه العالم عوضاً عنها.

حتى الحيوانات لم تسلم، وتم الإعلان عن انتقال العدوی من إنسان مصاب بالمرض ولا تظهر عليه الأعراض لنمر في حديقة حيوان برونكس بنيويورك، ومن قبل هذا بكثير، نجد أن الناس قد تهاونوا مع حيواناتهم الأليفة وسربوها من فور إعلان انتشار الجائحة، دون أي شفقة أو رحمة كعادة البشر المستهلكين.

الحياة في ظل الحجر الصحي بالنسبة لي ليست سيئة، مازلت أقرأ وأكتب جيداً، وأشاهد الأفلام والمسلسلات، وبعدما تقلص عدد ساعات عملي من 16 ساعة إلى 8 فقط باتت الراحة القسرية واجبة على جسدي الضعيف. فصرت في حالة جيدة، وتوقف الناس حولي عن الصياح عن أفضلية لاعبي فريقهم على الفرق الأخرى وانحصر الصداع الذي كان يصاحب تلك الترهات. ولكني أعجز عن التوقف عن التفكير بما سيحدث غداً، انتظار البلاء أسوأ من وقوعه، شخصياً أنا لا أفهم في أمور عديدة مثل دورة المرض أو احتمالية شفاء أحد عن الآخر، ولا أعرف ماذا سيحدث إذا انقطع عملي بسبب سوء الأمور، لا أعرف ماذا سأفعل إذا أصبت وعُزلت، أو أصيب أحد مقربيَّ، لا أعلم من أين يأتي المال إلا من عملي اليومي في القطاع الخاص، الأمور في عقلي الجحيمي لا تتوقف عن التدافع بتلك الأفكار، وأنا لا أعرف شيئاً، قل لي يا صديقي، ماذا بعد؟!

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سيد عبدالحميد
كاتب مقالات وقصص قصيرة
كاتب مقالات وقصص قصيرة
تحميل المزيد