وبعدما كانت الدوريات الخمسة تعلق آمالاً عريضة على شهر مايو لعودة المنافسات ولو بإقامة المباريات خلف أبواب موصدة، تؤكد التقارير التي تصدرها الهيئات الصحية -وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية- أن فتح الملاعب أمام عودة المنافسات يحتاج إلى وقت أطول. بل إن التقارير تتحدث عن احتمال تمديد تعليق النشاط الرياضي إلى ما بعد العام الجاري في ظل تخوفات من موجة ثانية من الجائحة لا أحد يعرف توقيتها وشدتها.
وانتقلت الهيئات المسؤولة من مناقشة توقيت العودة إلى مناقشة احتمال إلغاء الموسم الرياضي باعتباره موسماً أبيض خاصة بعد إقدام الاتحاد الهولندي على إنهاء الموسم الرياضي بسبب الجائحة التي انتشرت في البلد.
وعلى عكس رد فعله على قرار الاتحاد البلجيكي إلغاء الموسم فإن رد فعل الاتحاد الأوروبي على الموقف الهولندي بدا وكأنه استسلام للأمر الواقع المر الذي لم يتوقعه أحد، بعدما أدرك أن عودة النشاط إلى الملاعب يشكل تهديداً لصحة الجماهير واللاعبين والبلاد بأسرها.
وبناءً عليه، ناشد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الاتحادات الوطنية المنضوية تحت رايتها بضرورة توخي معايير موضوعية لتحديد الأندية التي ستشارك الموسم القادم في مسابقتيه القاريتين، خاصة مسابقة دوري أبطال أوروبا التي تدر على أصحابها أرباحاً مالية ضخمة.
وبعدما ترك الاتحاد القاري حرية تحديد هذه المعايير للاتحادات الأهلية لاختيار ممثليها في مسابقة صاحبة الأذنين فإنه لا يستبعد أن يتم اعتماد الترتيب المؤقت عند توقف المنافسات كترتيب نهائي لتحديد الأبطال وأصحاب المراكز المعنية بالمشاركة القارية.
وبإلقاء نظرة بسيطة على ترتيب الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى عند توقف النشاط شهر مارس/آذار المنصرم يتأكد للجميع أن ترسيم هذا الترتيب سيحرم أندية كبيرة وعريقة من المشاركة في رابطة أبطال أوروبا الموسم القادم بعدما وجدت نفسها خارج المراكز الأربعة الأولى، الأمر الذي سيخدم أندية مغمورة ويمنحها فرصة المشاركة.
الدوري الإنجليزي الممتاز
توقف نشاط الدوري الأقوى في العالم عند حدود الجولة الـ29 من المنافسات وعلى ضوء الترتيب المؤقت فإن المشاركة في دوري الأبطال ستكون من نصيب أندية ليفربول المتصدر ومانشستر سيتي وليستر سيتي وتشيلسي، مع الإشارة إلى أن العقوبة القارية التي سلطها اليويفا على مانشستر سيتي قد تمنح الفرصة لفريق آخر لتعويضه وسيكون بالتأكيد صاحب المركز الخامس مانشستر يونايتد، وفي حال كسب السيتي الاستئناف الذي تقدم به أمام المحكمة الرياضية الدولية بسويسرا فإن مانشستر يونايتد سيكون أحد ضحايا أزمة كورونا.
وإضافة إلى مانشستر يونايتد سيغيب أيضاً نادي توتنهام هوتسبير عن المشاركة في البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية بسبب تواجده في المركز الثامن وهو الذي اعتاد حضورها في المواسم المنصرمة بل وبلغ نهائي نسخة عام 2019 والذي خسره أمام ليفربول.
ومن شأن اعتماد الترتيب المؤقت كمعيار لاختيار المشاركين في عصبة الأبطال أن ينسف آمال آرسنال في العودة إلى البطولة التي غاب عنها في الموسم الحالي والمنصرم كونه يحتل المركز التاسع.
وبالنظر إلى رصيد الناديين اللندنيين فإن حظوظ إنهاء الموسم ضمن للرباعي الأول كانت متاحة أمامهم على اعتبار أنها كانت لديهما فرصة حصد 27 نقطة، في حين أن الفارق بينهما وبين تشيلسي الرابع سبع نقاط لتوتنهام وثماني للآرسنال.
الدوري الإسباني
توقفت منافسات مسابقة الليغا في الجولة الـ27 وترتيب البطولة الحالي يمنح بطاقات التأهل لعصبة أبطال أوروبا لكل من برشلونة المتصدر وريال مدريد ملاحقه المباشر وإشبيلية الثالث ثم ريال سوسيداد الرابع، علماً أن الأخير يتفوق بفارق الأهداف فقط عن خيتافي الذي يحتل المركز الخامس.
وفي حال اعتمد هذا الترتيب المؤقت معياراً لتحديد ممثلي الليغا في عصبة أبطال فإن فريقين عريقين وكبيرين سيكونان ضحية له وهما أتلتيكو مدريد الذي أطاح بحامل اللقب ليفربول وبلغ الدور الربع النهائي في النسخة الحالية التي قد تلغى.
ويحتل أتلتيكو مدريد حالياً المركز السادس بفارق نقطة واحدة عن صاحب المركز الرابع بعدما سجل نتائج متواضعة جعلته يتدحرج إلى الأسفل غير أن بقاء 11 جولة كان سيمنح حظوظاً وفيرة لإنهاء الموسم في ترتيب أفضل خاصة أن نتائج قبل توقف المنافسات عرفت تحسناً هاماً.
ومنذ عام 2013-2014 دأب أتلتيكو مدريد على حضور منتظم في دوري الأبطال، بل إنه حقق نتائج باهرة ويكفي أنه نجح في الفوز بوصافة البطولة مرتين عامي 2014 و2016 بعدما خسر النهائي من مواطنه ريال مدريد.
وبدوره سيكون فالنسيا ضحية ترتيبه الحالي إذ يحتل السابع بفارق أربع نقاط فقط عن المركز الرابع، وهو ترتيب يقصيه من المشاركة التي اعتاد عليها في أغلب المواسم ونجح في بلوغ النهائي مرتين متتاليتين في 2000 و2001 وفي الموسم الحالي تجاوز دور المجموعات قبل أن يخسر من أتلانتا الإيطالي في الدور الثمن النهائي.
الدوري الإيطالي
توقفت عجلة الكالتشيو عن الدوران بعدما بلغ جولته الـ26 وترتيبه المؤقت يمنح التأهل لدوري أبطال أوروبا لكل من يوفنتوس المتصدر ولاتسيو ملاحقه المباشر وإنتر ميلان الثالث وأتلانتا الرابع. ومن الأندية الأربعة وحده لاتسيو لم يشارك هذا الموسم في المسابقة القارية الأولى للقارة العجوز.
وسيكون نابولي هو الخاسر الأكبر من اعتماد هذا الترتيب لاختيار المتأهلين باعتباره يحتل المركز السادس في الجدول العام بفارق تسع نقاط عن المركز الرابع، وسيكون غيابه الأول منذ مواسم عديدة كان خلالها ينهي الدوري الإيطالي وصيفاً أو ثالثاً، غير أن نتائجه المتواضعة في بداية الموسم في عهد المدرب كارلو أنشيلوتي جعلته يتقهقر رغم أنه نجح في تخطي عقبة دور المجموعات وبلوغ الدور الثمن النهائي، حيث واجه برشلونة في لقاء الذهاب بينما تم تأجيل نزال الإياب.
الترتيب الحالي ينسف أيضاً آمال روما في العودة إلى عصبة أبطال أوروبا كونه يحتل المركز الخامس وبفارق ثلاث نقاط فقط عن أتلانتا الرابع.
الدوري الفرنسي
الترتيب المؤقت للدوري الفرنسي الذي توقف قطاره عند المحطة الـ28 يعطي حق المشاركة لكل من باريس سان جيرمان الذي اعتاد المشاركة في البطولة ونجح هذا الموسم في تخطي عقبة دور المجموعات بل وتأهل للدور الربع النهائي على حساب بوروسيا دورتموند الألماني، وذلك لكونه يتصدر الترتيب ومعه ملاحقه المباشر أولمبيك مرسيليا المستفيد الأساسي من الترتيب المؤقت للعودة إلى البطولة بعدما غاب عنها هذا العام.
كما أن الترتيب المؤقت سيمنح فرصة لنادي رين للمشاركة وهو الذي لم يسبق له أن شارك في دوري الأبطال .
ولأن الدوري الفرنسي يمنح ثلاث بطاقات فقط للمشاركة في رابطة الأبطال فإن الخاسر سيكون ليل وأولمبيك ليون وكلاهما شاركا في نسخة هذا العام، فليل يحتل المركز الرابع بفارق نقطة عن رين بينما ليون يقبع في المركز السابع بفارق 10 نقاط عن المراكز المؤهلة لعصبة الأبطال.
الدوري الألماني
في البوندسليغا توقفت المنافسات عند حدود الجولة الـ25 من الموسم والترتيب الحالي يضمن عودة ثلاثة أندية من أصل أربعة شاركت هذا العام لتشارك مجدداً في البطولة الموسم المقبل، ويتعلق الأمر بكل من بايرن ميونيخ المتصدر وملاحقيه المباشرين بوروسيا دورتموند ولايبزيغ الثالث على التوالي.
ومعهما ستكون الفرصة مواتية لنادي بوروسيا مونشنغلادباخ للعودة إلى المسابقة التي غاب عنها سنوات طويلة كونه يحتل المركز الرابع بالدوري الألماني الذي يضمن أربع بطاقات ترشح لدوري الأبطال.
أما الخاسر الأكبر فسيكون باير ليفركوزن الذي شارك الموسم الحالي في المسابقة وفشل في تجاوز دور المجموعات وانتقل للتنافس على لقب الدوري الأوروبي، ويحتل حالياً المركز الخامس بفارق نقطتين عن المركز الرابع المؤهل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.