– سلة لمهملات المطبخ بـ300 جنيه..هل جننتِ؟
– طلبتُ منك شراء جبنة بيضاء فقط وفي كل مرة تذهب فتعود بكل تلك الأنواع التي لا يتناولها غيرك.
– حقيبة يد لا يتعدى حجمها كف اليد أدفع فيها كل هذا المبلغ!
– لماذا تصرعلى إلحاق أبنائنا بهذه المدرسة وأنت تعلم جيداً أنها لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها فلنوفر هذا الفرق ونضعه في شيء آخر.
ميزانية البيت..
أين تذهب؟
ما هي أولويات الأسرة؟
وما هي أولويات كل طرف؟
ما العمل إذا ما تعارضت الأولويات؟
قبل الزواج يكون لكل شريك اهتماماته الخاصة وطريقته في إنفاق النقود، وبعد الزواج يحدث التالي:
– يأخذ كل منهما اهتماماته معه إلى منزل الزوجية.
– يحاول العيش بنفس الأسلوب.
– قد يختلف أسلوبه مع أسلوب شريكه.
تتعارض المعايير والأولويات والمفاهيم تجاه "النقود" فتلقى الاتهامات جزافاً:
– هي سفيهة.. مسرفة ومبذرة ولا تقدر ما أقوم به لأجل أسرتنا، لن أستمر هكذا مع زوجة لا تفهم معنى المسؤولية.
– هو بخيل ويخشى على القرش ويفكر ألف مرة قبل أن يصرف مليماً واحداً.. لا أستطيع العيش مع شخص بخيل.
هنا نقول لهما "مهلاً".. توقفا قليلاً هل أنتما جادان حقاً فيما تقولانه.. أنت لا تستطيع الاستمرار وهي تريد الطلاق، وبهذه السهولة نقوم بتفكيك الأسرة وينتهي كل منكما في طرف، ويبقى الأبناء عالقين في المنتصف بسبب شيء واحد فقط: "اختلاف المعايير والمفاهيم"!
نعم هو كذلك.. أوَتعلم زوجتك ليست مسرفة أو سفيهة وأنتِ.. زوجك ليس شخصاً بخيلاً.
حسناً ماذا يحدث؟
هناك خطوتان في غاية الأهمية لفهم ما يحدث والتصرف معه بشكل صحيح وهما:
الخطوة الأولى: "أبحر في رأسه":
إن ما يحدث هو أن طريقة تفكير كل منكما تختلف عن الآخر، كما تختلف طريقة التربية والبيئة التي نشأتما فيها، فضلاً عن أن المسؤولية التي تقع على عاتق كل منكما تختلف تماماً عن الآخر، وبالتالي تختلف طريقة التصرف تجاه النقود.
هو تربى على أن الأولوية للطعام والملبس فقط، وأنتِ تربيت على أن التعليم هو أهم شيء ولا شيء هام بعده.
هو من واقع مسؤولياته يرى أن سداد الاحتياجات الأساسية هو الأهم.. الطعام أهم من التنزه بالطبع، إيجار المنزل أهم من الدخول في قسط جمعية جديد، ملابس الأطفال أهم من سلة مهملات المطبخ.
وأنتِ من واقع مسؤوليتك ترين أن سلة المطبخ في غاية الأهمية؛ لأنها من صميم عملك، حيث يجب على سبيل المثال شراء سلة كبيرة، خاصة مع وجود أطفال بالمنزل، وشراء صناديق للعب الأطفال أهم من أنواع الجبن التي تظل عالقة بالثلاجة حتى يكون مآلها في النهاية إلى سلة المطبخ التى اشتريتها أنت.
تلك هي الخطوة الأولى إذن.. أن يتعلم كل منكما طريقة تفكير الآخر، أن يفهم ما يدور في خلده، حتى يدرك السبب الحقيقي وراء تبنيه مبدأً معيناً تجاه النقود.
الخطوة الثانية هي "وضع القواعد":
في كل شيء حولنا ما يجعلك أكثر راحة هو وضع قاعدة حتى يسير عليها الجميع، أي أن هذا الكون لا يدور بلا قوانين كونية وإلهية.. هناك أيضاً قوانين يحكمها لنا الشرع، هذا المجتمع لا يستقيم بلا قوانين، هذه المدرسة وهذه الشركة وهذا النادي جميعها لها قواعد تحكمها، وكذلك العلاقات يجب أن تحكمها بعض القواعد حتى لا ينفر أي طرف من الآخر في نهاية المطاف.
إذن ما هي "القواعد تجاه الميزانية"؟
أولاً: قائمة الأساسيات
– أمسكا ورقة وقلماً واكتبا أساسيات الأسرة كل شهر مثل:
الإيجار.. قسط السيارة.. قسط مصاريف المدرسة.. فواتير الكهرباء والغاز.. الطعام والشراب.. قسط الجمعية… مصروف الأولاد.. وهكذا.
إذن علامَ الخلاف ما دامت جميعها أولويات؟
الخلافات في الأغلب تكون على الاتفاق على ما ستحويه القائمة، أي قبل أن توضع تلك القائمة الشهرية يجب أن يكون هناك اتفاق قبل أن نأخذ قرارات بشأن أشياء قد تسبب لنا الاستنزاف المادي دون أن نحسب لها حساباً، أي أن الجمعية هل نستطيع أن نشارك بها الآن؟
المدرسة.. هل نحتاج لتلك المدرسة أم لمدرسة أقل في المصاريف؟
هل تلك السيارة مناسبة أم هناك الأوفر؟
هناك أيضاً الكارثة التي تدعى مصاريف الطعام والشراب، أريد أن أصدمكم بشيء، نحن العرب نستهلك كماً هائلاً من الطعام، نذهب للتسوق، نضع ما نراه على الرفوف فقط لأننا نحتاجه خزيناً خلال الشهر، أو حتى خلال الأسبوع.. وفي بعض الأحيان يشتري البعض ما لا يستهلكه أو ما لا يحتاجه.. لماذا؟
لماذا نتسوق لشهر أو لأسبوع كامل؟ لماذا لا نتسوق ليوم أو ليومين فقط؟ هل أنت متأكد أنك ستعيش شهراً كاملاً حتى تملأ ثلاجتك وخزائن المطبخ لمدة شهر كامل.
انظروا إلى موائدنا وموائد ما نشاهده في أفلام الغرب.. انظروا إلى ولائمنا وأفراحنا، بل انظروا إلى موائد المطاعم وما يقوم البعض بطلبه مع أبنائه ظانين أننا سنلتهم كل ذلك، لكن ومع الأسف قد يغادر ونصف أو ربع ما طلبه مصيره إلى القمامة.
انظروا إلى تباهينا بأصناف الطعام والشراب والحلوى في شهر رمضان أو في أي وليمة، بالطبع لا أعمم، ولكنها للأسف ثقافة سيئة جيدة.
ولا أقول ذلك تباهياً بالغرب، ولكنها عادة جيدة لديهم، رغم أن الدين أمرنا بعدم الإسراف وأن من معه قوت يومه فقط فقد حاز الدنيا وما فيها.. حسناً.
ماذا بقى في القائمة سوى إيجار المنزل وأعتقد أنه شيء ثابت لا يحتمل التغيير إلا إذا قررتما الانتقال إلى منزل آخر.. والفواتير التى من الممكن أن تتفقا على تقنين طريقة الاستهلاك إذا كانت باهظة أو مبالغاً فيها.
ثانياً: قائمة الكماليات
– ضعا قائمة أخرى تحوى كماليات الأسرة، هذه القائمة لا تخص الشخص نفسه وإنما تخص الأسرة أيضاً، لكنه يراها أكثر أهمية مثل الخلاف على الملابس.. نوعها.. المكان الذى تشترون منه.. المفارش.. الأغطية.. بعض مستلزمات المطبخ التي قد تصل إلى حد الهوس لدى بعض السيدات.
– بالنقاش سيتم التغاضي عن بعض الأشياء في القائمة أو إدراج أشياء مع الوقت.
– وماذا عن احتياجات كل طرف بمفرده؟
– احم.. وهل بقي شيء في الراتب بعد؟!
إن كان قد تبقى شيء فهو يندرج تحت القائمة الثالثة.
ثالثاً: قائمة احتياجاتي
– سجل احتياجاتك واحتياجات شريكك.
– في بعض الأوقات سيقوم طرف بالاستغناء عن شراء حاجة له مقابل شراء حاجة لشريكه والعكس.
تلك القوائم التي ذكرناها ستقوم بالتالي:
– معرفة مفهوم كل طرف عن المصاريف والنقود.
– فتح مسارات للنقاش وفهم الطرف الآخر.
– تجنب العراك المستمر الذي قد يحدث في بعض الأسر.
-عدم إلقاء التهم واللوم من طرف تجاه الطرف الآخر.
– معرفة الاهتمامات والاحتياجات الخاصة بكل شريك.
– إعطاء الفرصة لأن يقوم الشريك بإسعاد شريكه عن طريق مفاجأته كل فترة بهدية من قائمة احتياجاته.
بعد تلك القوائم وتلك القواعد أعتقد أن الحال سيكون أفضل مما كان عليه سابقاً.. أتمنى ذلك من كل قلبي.. ودمتم بألف خير.. وحب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.