أظهرة أم صُناع لعب؟ جولة في تاريخ مركز الظهير

عدد القراءات
4,626
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/29 الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/29 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
أظهرة أم صُناع لعب؟ جولة في تاريخ مركز الظهير

"سيأتي يوم يصبح فيه الظهير ثاني أهم لاعب في الفريق بعد لاعب الوسط".

تنبأ المدرب الأرجنتيني لافولبي بذلك في أواخر القرن الماضي؛ نظراً لما يحدث في اللعبة من تعقيد على مستوى تطور الدفاع. توسيع رقعة الملعب سيكون ضرورياً وقتها من أجل فتح عرض الملعب ليجد الفريق متنفساً بالمساحات حتى لا يختنق.

الفكرة هنا هي خلق التفوق العددي، أي إيجاد لاعب إضافي دائماً، ففكرة الـ over lap، بخلق موقف ٢ ضد ١، بالجناح والظهير على ظهير الخصم مثال على ذلك. أو عند تحويل اللعب من جهة لأخرى بعد تجميع اللعب في جهة وجذب المنافس إليها ثم الهجوم من الجهة الأخرى حيثما يقف الظهير هناك.

ما بين بيب وكلوب 

لفكّ التكتلات يلعب ليفربول نسخة كلوب بالرسم ٢-٣-٥ أثناء امتلاك الكرة، ٥ لاعبين في الهجوم على الخط الأول للمنافس لخلق التفوق بصعود الظهيرين مع الثلاثي الهجومي، ومن ثم تفريغ مساحات للأجنحة أو قنوات بين القلبين والقلب والظهير، لو لم يستجيب خط المنافس للـ stretching وظل منكمش يبدأ سيل جوي من العرضيات بعد ركوب الظهير للخط.

كلوب وبيب

غوارديولا يفعل ذلك أيضاً بتمركز الأجنحة على الخط ولاعبي الوسط في أنصاف المساحات مع المهاجم بين المدافعين، وهنا يأتي دور الظهير بلعب دور لاعب الوسط بما يسمى الـ false 4.

إذاً أدوار الظهير تختلف بناءً على أسلوب اللعب أولاً.

ذكر في قاموس كرة القدم أن عدد المدافعين يلعب دوراً في نوع الظهير، فالـwing back أو الظهير الجناح يلعب في رسم فني به ٣ مدافعين خلفه، وتبعياً فإن أدواره الدفاعية مريحة نوعاً ما عن تلك الذي يلعب بجواره مدافعان فقط، لأنه ملزم هنا بالتمركز الجيد في حالة التراجع للخلف، الظهير الجناح لابد أن يتميز بقدرات بدنية عالية، لأنه ملزم بالصعود لمساعدة المهاجمين، والارتداد لمساعدة خط الدفاع، تمركزه الأولي بشكل عرضي على امتداد خط الوسط، وقدراته ذهنية وفنية في الألعاب المركبة.

أما الظهير الداخلي وهذا مستخدم حديثاً مع بيب غوارديولا، بتمركز الظهير في وسط الملعب من أجل عمل الضغط العكسي بعد فقدان الكرة بسد زوايا التمرير للتصدي للمرتدات، كفيليب لام وديفيد ألابا.

البحث عن الرجل الحر

أنماط اللعب والبحث دائماً عن اللاعب الحر تحدد مهام الظهير، الظهير في الأصل مدافع لكن تطور اللعبة جعل المعايير الأساسية في تفضيل ظهير على الآخر تختلف عند البعض. فربما يأتيك ظهير عظيم هجومياً، وسيئ دفاعياً، لكنه يحقق الهدف من الاستراتيجية بكونه لاعباً إضافياً في مرحلة من مراحل اللعب. إذاً فالمنظومة تحترق من أجل إبراز مميزاته وحماية عيوبه. أظهرة زيدان على سبيل المثال سيئة دفاعياً خاصة مارسيلو، لكن المردود الهجومي لهم يفرض وجودهم على الفريق، ولذلك قرر زيدان أن يحرق لاعبي الوسط في مساندة الأظهرة دفاعياً، وذلك في خدمة المنظومة حتى لو سيقلل ذلك من التأثير الهجومي للاعبي الوسط.

البحث عن اللاعب الحر وخلق التفوق هو الهدف من التكتيك، وسبب كافٍ لكل تتطور في اللعبة، إشراك الحارس في اللعب أتى من تلك الفكرة.

التطور الهائل في الأدوار الهجومية جعل الأظهرة تحقق أرقاماً عظيمة في المشاركة في الأهداف ربما أكثر من لاعبي الوسط.. مارسيلو خلال مسيرته صنع ٧٦ هدفاً في حين أن لوكا مودريتش صنع ٥٥ هدفاً فقط، زيدان صنع ١٠٣ أهداف، داني ألفيش صنع ١٧٧ هدفاً، وفي قاموس الكرة مصنفين كمدافعين.

داني ألفيس

نحن في عصر الأظهرة، في العقد الأخير في فترة هيمنة برشلونة وريال مدريد ومؤخراً ليفربول، الشيء المشترك بينها هو عظمة الأظهرة خاصةً هجومياً، الحاجة أم الاختراع، والحاجة جعلت مكانة الظهير رفيعة في عالم الجلد المدور.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.