كان هناك الكثير من الأسئلة حول طريق البرتغال إلى استاد فرنسا، لقد جاؤوا إلى النهائي بعدما كانوا ثالث المجموعة، وفازوا مرة واحدة فقط في غضون الـ90 دقيقة في مباراة نصف النهائي أمام ويلز.
في ذات الأثناء، فاز المنتخب الفرنسي المرصع بالنجوم في جميع مبارياته، باستثناء التعادل السلبي ضد سويسرا.
مع وجود لاعبين أمثال كريستيانو رونالدو وأنطوان غريزمان وبول بوغبا على أرض الملعب، كان هناك شعور بأن أحد هؤلاء النجوم سيكون قادراً على ترك بصمته في المباراة ويخطف المجد لبلاده.
شقَّ رونالدو طريقه بعد يورو 2004، وأصبح رجل الكرة الذهبية، بعدما كان ذات مرة أغلى لاعب في العالم، وفاز بعدد كبير من الألقاب الرئيسية في العالم.
كنت أظن أن هذا هو الوقت المناسب لرونالدو ليصبح أسطورة في بلده، لكنه تعرَّض لضربة قوية من ديمتري باييت في الدقيقة السابعة من الشوط الأول، ذهب للعلاج، وأعيد إلى الملعب، ربط ركبته واستمر في اللعب مرة أخرى، سقط في الدقيقة 17 من جديد، لكنه استسلم في نهاية المطاف، وتم إخراجه في الدقيقة 25 وحلَّ محله ريكاردو كواريزما.
بقي رونالدو على الخط يصرخ بالتعليمات والتشجيع لزملائه، البرتغال أُهينَت كروياً من الفرنسيين، لا تزال بحاجة إلى لاعب ما ليصعد على أرض الملعب ويفعل غير المتوقع إذا أرادوا رفع الكأس.
كان الحارس البرتغالي روي باتريسيو معظم المباراة هو الذي يمنع الكرة من دخول الشبكة، يتصدى لمحاولات غريزمان وسيسوكو ورفاقهم بكل بسالة.
في الدقيقة 79 تم تقديم المهاجم إيدير إلى الحدث، ليحل محل ريناتو سانشيز، في الحقيقة لم يكن متوقعاً منه الكثير، فهو مهاجم بلا سجل تهديفي جيد.
انتهت الـ90 دقيقة الرسمية ولم يظهر إيدير، ومع ذلك حصل على فرصة لإظهار ما يمكنه القيام به، في الدقيقة 103 ذهب كواريزما لتنفيذ ركلة ركنية من جهة اليمين، سقطت على رأس إيدير المرتقي فوق الدفاع، تم التعامل مع رأسية إيدير من قبل هوغو لوريس بسهولة.
في الدقيقة 110 جاء الهدف الذي سيحدد مسيرة إيدير ويجلب البهجة لبلده. تلقى الكرة من جواو موتينيو وظهره إلى المرمى، تصدّى لوران كوسيلني له في محاولة يائسة لاستخلاصها منه، وقف إيدير للحظة تبعها ثبوت كوسينلي في مكانه، نتج عنها خلق إيدير للمساحة، لم يكن من المفترض أن يكون هذا هو المكان الذي يزعج الفرنسيين. فرغم كل شيء هذا لاعب لم يسجل أبداً هدفاً تنافسياً لبلده، ولم يتلق أي دعم تقريباً من زملائه، وبالإضافة إلى كوسيلني كان هناك أومتيتي بوغبا وبليز ماتويدي على مقربة منه، مع باتريس إيفرا وباكاري سانيا في وضع جيد إذا حاول الذهاب نحو المرمى.
كان إيدير قادراً على تحقيق ما بدا غير محتمل، بعد أن تجاوز كوسيلني ركل تسديدة قوية بالزاوية السفلية، تجنبت ساق أومتيتي المتدلية، طار لوريس بذراعيه الممتدتين إلى الزاوية السفلية، لكن إيدير أرسل الكرة مثل سهم عبر شباك لوريس ليمزق قلوب الفرنسيين.
حجز إيدير مكانه في تاريخ البرتغال، المهاجم الذي نادراً ما يسجل، ربما يكون قد سجل أهم هدف في تاريخ المنتخب الوطني البرتغالي، البطل غير المحتمل، الذي تم تجاهله خلال الكثير من البطولة، هو الذي تمكن من الفوز بالنهائي.
أُطلِقت صافرة النهاية، وبدأت الاحتفالات، مع ذلك في الوقت الذي تم فيه رفع الكأس كان إيدير في الخلفية، كما رفع رونالدو الكأس مبتهجاً فوق رأسه، تدور الكاميرا لإظهار احتفالاتهم بالكامل، تجد صاحب الهدف التاريخي غير مهتم، يصور نفسه وزملاءه بسعادة على هاتفه.
للأسف، لم يكن المجد نقطة انطلاق لقمم أفضل، ففي الواقع عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة كبيرة بالنسبة لإيدير، لم يحصل على خطوة صيفية كبيرة، بدلاً من ذلك عاد إلى ناديه ليل، الذي انتهى به الأمر في المركز الثاني عشر في الدوري الفرنسي، بالإضافة إلى ذلك لم يكن حتى جزءاً من منتخب البرتغال لكأس القارات في الصيف التالي، حيث احتلوا المركز الثالث. والجدير بالذكر أنه لعب 6 مباريات فقط للبرتغال بعد التتويج بهذه البطولة.
"يمكن للعديد من اللاعبين في كرة القدم العالمية أن يحلموا فقط بأن يتم تحديد مصير مسيرتهم بلحظة تُشابه أو حتى تقترب من لحظة إيدير، يجب على اللاعب المغمور أن يقدم مثل هذه اللحظة الاستثنائية، وأن يعطي الأمل في أن يتمكن الآخرون من وضع أسمائهم بين العظماء".
يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.