اليوم هو اليوم العاشر لي في مكافحة كورونا في العناية المركز.. هذا أخطر مما توقعنا

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/24 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/24 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
فيروس كورونا أسس لمصطلح العلاج عن بعد

اليوم هو اليوم العاشر لي في مكافحة كورونا في العناية المركزة. دوري بالطبع هو تنظيم السكر لهؤلاء المرضى وعددهم كبير جداً، فمرضى السكر فريسة سهلة لمضاعفات هذا الفيروس وانتظام السكر ربما يرفع من احتمالات الشفاء ولكنه أمر في غاية الصعوبة فالمرضى يحتاجون كميات مضاعفة من الأنسولين نتيجة للمرض ومضاعفاته. ومن خلال مشاهدتي عن قرب والنقاش اليومي المستفيض مع خبراء العناية المركزة ومراجعة الفحوص لاحظت أن المرض أخطر بكثير مما توقعنا وفيه الآتي:

  • سرعة تدهور الحالات منذ لحظة الشعور بضيق التنفس وهو ما يعني ضرورة التدخل (مبكراً) عند بداية الأعراض وليس الانتظار خاصة في كبار السن ومرضى السكر والقلب، وهذا يفسر وفاة الكثيرين قبل وصولهم للمستشفى
  • التدهور السريع لوظائف الكلى وربما حدوث الفشل الكلوي الحاد والارتفاع في إنزيمات الكبد
  • الارتفاع الشديد في مؤشرات التجلط d-dimer وارتفاع نسبة الفيبرينوچن Fibrinogen مما يستدعي استخدام الهيبارين لمنع التجلط
  • ارتفاع نسبة كرات الدم البيضاء وانخفاض الكرات الليمفاوية بصورة حادة دون وجود إصابة بكتيرية تفسر زيادة كرات الدم البيضاء
  • انخفاض الهيموجلوبين وكرات الدم الحمراء بشدة وزيادة نسبة ترسبات الحديد Ferritin في الدم
  • صعوبة التنفس ونقص كمية الأكسجين في الدم لا يتناسبان مع التغيرات في أشعة الصدر. وأصبح واضحاً أن هناك صورتين من المرض إحداهما تظهر في صور الأشعة في شكل الالتهاب الرئوي المعتاد لنا، ولكن هذا النوع لا يشكل سوى ٢٠-٣٠٪؜ فقط من الحالات أما الصورة الثانية فلا تظهر تغيرات إلا قليلة وفي الأشعة المقطعية فقط ويبدو أنه نتيجة لنقص الأكسجين المحمول في كرات الدم الحمراء.
  • زيادة كبيرة جداً في جميع مؤشرات الالتهاب في الجسم ومنها IL-6 و CRP
  • زيادة في إنزيمات القلب تشابه ما يحدث في حالة انسداد الشرايين التاجية والنوبات القلبية وهما تروبونين Troponin وCK-MB وproBNP مما قد يعني التهاب عضلة القلب
  • وفاة ما يقرب من ٥٠٪؜ ممن يوضعون على جهاز التنفس الصناعي مع أفضل وسائل العلاج المتاحة وبأحسن الإمكانيات
  • طول فترة المرض والتعافي البطيء إن حدث ولا توجد معايير للتعافي إلا ربما درجة مناعة الجسم وصغر السن.

لقد نقلت لكم الصورة كاملة لهذا المرض بلا رتوش من واقع ما رأيت عن قرب في العناية المركزة وهي تهم جداً زملائي من الأطباء لعلها تساهم في إنقاذ البعض.

وبالطبع هناك حالات أقل خطورة خارج العناية المركزة والمعروف أن ٥٪؜ من الحالات المصابة تحتاج العناية المركزة وحوالي ٢٠٪؜ تحتاج العلاج بالمستشفيات. وسأفرد مقالة مفصلة للعلاج هنا إذا أتيحت الفرصة. ورجائي الأخير هو عدم الاستهتار بخطورة هذا الفيروس الجديد وضرورة علاجه مبكراً.. عافانا الله.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أسامة حمدي
أستاذ بجامعة هارفارد
أستاذ بجامعة هارفارد
تحميل المزيد