طلبت مقابلته قبل لقاء كريستال بالاس، فدعاني إلى سويسرا، وتحديداً مدينة بازل حيث يقوم بحملة دعائية لشركة ساعات شهيرة هناك، لم أحتج إلى دعوة ثانية لمقابلته، توجهت إلى سويسرا على الفور!
سألته هناك عن احتمالية خروج تشيلسي خالي الوفاض رغم تصدره جدول الترتيب حتى ذلك الوقت ووجودهم في ربع نهائي دوري الأبطال.. رد عليّ:
"هذا لا يحدث لمورينيو، هل أنا مخطئ؟" هززت رأسي موافقاً، فأكمل: "أعتقد أنني منتصر هذا الموسم بكل الأحوال لأنه كان موسماً خاصاً بالنسبة لي ولتشيلسي حتى لو لم نفز بشيء. لقد حققنا تطوراً ملحوظاً ولو لم نحقق ذلك سأقول بالفعل إن الموسم كان سيئاً. ولكن من السهل ملاحظة التغير الذي حصل بالفريق، تطور اللاعبين وتطور عقلية الفريق، أن تنتقل من المنافسة على كأس الاتحاد لتعود مجدداً وتكون في ربع نهائي دوري الأبطال هو خطوة مهمة بالتأكيد".
ظهر لي مورينيو وأنه يحاول إيجاد عذر في حال لم يفز بشيء، كان فينغر قد أعرب أن الوجود ضمن الأربعة الكبار في البريمرليغ هو أمر مماثل للفوز باللقب، وعندما ذكرت مورينيو بما قاله فينغر لكي أضغط عليه، فرد على الفور:
"لا، نحن لا نريد لقباً إذا انتهينا في المركز الثاني، الثالث أو المركز الرابع كما يريد بعض الأشخاص، هناك بطل واحد فقط وإذا انتهيت في المركز الثاني فأنت لست بطلاً بالتأكيد".
في اليوم التالي كتبت الخبر على النحو التالي: لا نريد الكأس لحصولنا على المركز الثاني أو الثالث أو الرابع، على عكس الآخرين.
الجميع بالطبع كان يعرف من هم الآخرون!
من الكلام إلى الاشتباك
الحرب الكلامية بين الطرفين تحولت أخيراً إلى حرب جسدية في زيارة آرسنال للستامفورد بريدج في 5 أكتوبر/تشرين الثاني 2014، المباراة انتهت بهدفين نظيفين لتشيلسي لكنها ستبقى في الذاكرة لما حدث على خط التماس بين مورينيو وفينغر!
في اليوم التالي سألت مورينيو عمّا حدث فكشف لي على الفور:
"كان يطالب ببطاقة حمراء ويضغط على الحكم ضمن المكان المخصص لي، عندما طلبت منه الخروج من مكاني دفعني إلى الخلف، لذلك نبهته على الفور وقلت له: تفعل ذلك لأنك تعلم أنني لا أستطيع الرد عليك هنا، ولكنني سأواجهك يوماً ما في الشارع".
هناك بعض الحالات التي تتطلب منك أن تكون صديقاً أولاً ثم صحفياً في المرتبة الثانية، هذه واحدة من تلك الحالات لأن ما حدث كان سينشر ليتصدر كل الصحف في العالم وأنا أعلم مسبقاً أن مورينيو لم يكن جدياً عندما توعد فينغر ليواجهه بالشارع، اعتمدنا صياغة الخبر على الشكل التالي:
"إذا دفعتني مرة أخرى، سأترصد لك يوماً ما في الشارع.."
كل التركيز كان على فينغر بعد ذلك، كيف خسر وكيف ظهر بشكل غبي وأظن أن ذلك رائع، حصلنا على النقاط الثلاث وتمت المهمة بنجاح.
عبر لي مورينيو عما جرى:
"نعم، إنه في وضع سيئ الآن بسبب اتساخ صورته النظيفة، ولكنني لو فعلت ما فعله لقتلتني الصحافة والإعلام في اليوم التالي".. أعتقد أنه محق بذلك!
جاسوس مورينيو في الآرسنال
عندما أرسلت تهنئتي لمورينيو على الفوز باللقب كان يتطلع للقاء المرتقب بين السيتي وآرسنال في اليوم التالي: "نعم لقد احتفلت جيداً، الآن دعنا نرى هذا الهراء.. الآرسنال".
كان كلانا يعتقد أن السيتي سيفوز وبسهولة ولكننا كنا مخطئين، فاز الآرسنال بهدفين نظيفين وبطريقة لا تشابه أبداً طريقته الكلاسيكية في اللعب، فاز الآرسنال بطريقة تشيلسي التي اشتهرت بأنها الطريقة المثلى لهزيمة السيتي، حاولت بعد ذلك أن أمازح مورينيو:
"أعتقد أني شاهدت أداء الآرسنال قبل ذلك في أحد الأماكن، ربما أرسين يحبك فعلاً".
رد مورينيو أصابني بالذهول حقاً، في البداية كان يسخر من عقد فينغر الجديد لخمسة أعوام قادمة ثم روى لي الخبر الأهم:
"أحد لاعبي آرسنال أرسل لي رسالة ليخبرني أن اللاعبين فعلوا كل شيء بأنفسهم. نظموا كل شيء خلال الأسبوع.. فينغر لم يفعل شيئاً"
عندما أعربت عن دهشتي أخبرني أنه متأكد 100% من صحة كلامه!
لم أكن قادراً على الإعلان عن تلك القصة في ذلك الوقت، ليس لأنني لا أصدق جوزيه ولكن المشكلة أن هناك مصدراً واحداً لتلك القصة ولم أستطع إيجاد مصدر آخر".
أخيراً فينغر ينتصر
كان مورينيو في قمة الغضب من محاولات آرسنال لضم بيتر تشيك في صيف 2015 مقابل 10 ملايين جنيه.
مورينيو لم يهتم بالمال ولكنه كان يريد بقاء الحارس الذي لعب لفترة طويلة مع تشيلسي، لكن البرتغالي لم يستطع أن يفعل شيئاً بعد صدور أوامر أبراموفيتش.
عندما تأكد أن الآرسنال مصممون على تلك الصفقة حاول أن يتم ذلك عبر صفقة مبادلة مع أحد اللاعبين الشبان في تشكيلة فينغر.
قال لي مورينيو: "السيد فينغر يريد تشيك ويظن أني مهتم بالمال، إنه مخطئ، ما أريده هو إذلال هذا المتذاكي. يريد تشيك؟ أريد إذاً والكوت أو تشامبرلين. إذا كان يريد حارساً متميزاً فأنا أريد إذاً أحد اللاعبين الشباب لأجعل منه نجماً بدلاً من الهراء الذي يعيشونه معه".
ابتسم فينغر ابتسم أخيراً في النهاية، أخذ تشيك ولم يخسر أياً من لاعبيه، ثم تمت إقالة مورينيو بحلول عيد الميلاد عام 2015 وغادر الستامفورد بريدج. بينما احتفل فينغر في ذلك العام بمرور 19 عاماً على وجوده في الآرسنال!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.